في زحمة الأحداث ،وتقلباتها،وانشغال الناس بضجيج السياسة والحرب والدمار الذي يحاصر الجميع،غيّب الموت عنا علما بارزا من أعلام العلم والتربية في مديريات يافع،، علمٌ كان يناضل بصمت في سبيل بناء الجيل ،ورفع قدره عن طريق إعلاء صوت القلم وجعله الأقوى كأحد شروط البناء والنهوض.
دون ضجيج ،وكما يفعل كل الصالحون والطيبون مات الأستاذ عوض هيثم السعدي ، واقفاً كما تموت الأشجار عميقة الانتماء في الأرض.
رحل السعدي في لحظة دون وجع ودون دون ألم في صباح كان مبتسما مع أشراقاته الأولى وحين فاجأة الموت لم ينس ان يودع الجميع ويودعهم وداع المفارق.
اكتست قريته الصغيرة التي احبته بالحزن كما اكتست كل يافع التي أحبها وأخلص في خدمتها ورعاية المئات من كوادرها الذين مروا على يديه ونهلوا من علمه الغزيز بسخاء.
برحيل الاستاذ عوض السعدي خسرت يافع والجنوب ابناً باراً وصادقاً ومخلصاً ،قدم لأهله ووطنه ما استطاع لم يبخل بشي ولم يدخر لذاته شيئاً سوى محبة الناس الذين أوجعهم رحيله.
وداعاً ابا ياسر والعزاء موصول لأخوتك وابنائك وثقتنا فيهم انهم قد تعلموا من مدرستك الكثير وسيكملون الطريق الذي بدأت فيه حتى منتهاه.