كشف عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي، مساعد الأمين العام للمجلس ومحافظ الضالع السابق، عن وقوف أطراف وصفها بأنها لا تخفى على أحد وراء حادثة قاعدة العند العسكرية في لحج.
وقال الجعدي، في حوار خاص مع “إرم نيوز”: “ما حصل في العند وشركة المصافي بعدن وبعض التحركات العسكرية في مديرية الشيخ عثمان بعدن جميعها متوائمة ولها مخططاتها وأنا أقولها بصريح العبارة: عدن والجنوب ليسا على ما يرام، هناك من يتآمر عليهما وأرى أن هناك ألغامًا كثيرة مزروعة في طريقنا إن لم نتنبه لها لن نستطيع تجاوزها”.
وحول هذه الأطراف التي تتآمر وتزرع الألغام، أوضح أنه “لا يخفى على أحد أن هناك قوى كثيرة داخلية وخارجية لها مصالح في ذلك، والأيام المقبلة ستكشف الكثير من الحقائق”.
واعتبر الجعدي أن “الشرعية أثبتت فشلها في جميع الجوانب”، مشيرًا إلى أن “الشرعية مخطوفة من أحد الأحزاب ولا توجد شرعية على الأرض وممكن القول إنها في حالة توقيف تحت الإقامة الجبرية، وعلى الشرعية أن تصحح نفسها وأن تستعيد شرعيتها لتظهر قوتها أمام العالم”.
وذكر أنه “في الأمس وضعنا أيدينا بيد الشرعية وقبلنا تحمل مسؤولية المحافظات الجنوبية، ونحن من عطل مبادرة كيري لسحب الثقة من الرئيس هادي، ولازلنا ندافع حتى اليوم عن شرعيته، لكن السؤال المهم هل يستطيع الرئيس هادي المدافعة عن شرعيته، الإجابة عنده”.
مفاوضات السويد
وعن المفاوضات التي تمت بين طرفي الأزمة اليمنية في السويد ودور الجنوب فيها، بين القيادي الجنوبي أن “ما جرى في السويد من مفاوضات مؤخرًا، لا يخدم الجنوب وقضيته، ولا يشرفنا المشاركة فيها. مفاوضات السويد أظهرت أن الطرفين المشاركين ذهبا كل منهما يحمل مصالح شخصية ولم يحمل مصالح وطن، وأثبتت أيضًا أن الطرفين يكذبان أكثر مما يفعلان، لهذا هما يبحثان عن مصالح خاصة، ونحن في الانتقالي نبحث عن وطن، ومن الصعب أن يجلس طرف يبحث عن وطن مع أطراف تبحث عن مصالح خاصة”.
وتابع أن “الأمم المتحدة لم تكن في حالة قوة، فقد أظهرت أنها الحلقة الأضعف في المفاوضات مثلها مثل الطرفين، ونتائج المفاوضات فاشلة ولا يمكن أن تحقق أي نتيجة فعلية على الأرض”.
وبشأن القرار الأممي الجديد 2451، أوضح أن “99% من القرارات الدولية في سلة المهملات، فلا تحدثني عن قرارات أممية ولو عدنا إلى القرار 2216 لوجدنا أنه قرار قد حدد وحكم على الانقلابيين بصنعاء واستئصالهم، بعدها مباشرة بدأت الأمم المتحدة بالتفاوض مع الانقلابيين، بالأمس في السويد أصبح الانقلابيون ندًا قويًا للشرعية، إذن أين قرارات الأمم المتحدة”.
واعتبر الجعدي أن “ما يحدث من فوضى متعمدة في محافظتي حضرموت وشبوة ألغام، فالمحافظات الجنوبية كلها ملغومة ونحن نتابع كل ما يجري في المحافظات الجنوبية حاليًا عن كثب وسيكون للمجلس الانتقالي موقف صريح قريبًا”.
الموقف من الشرعية
وبشأن خطة الـ 100 يوم التي أعلن عنها رئيس الحكومة اليمني الجديد معين عبدالملك لتحسين الأوضاع بالمحافظات المحررة، والتي أوشكت على الانتهاء، سخر القيادي الجنوبي من ذلك قائلًا إن “الأخ معين سيوفي بذلك لكن بعد 100 سنة وليس 100 يوم”، منوهًا إلى “أن بن دغر كان رمزًا للفساد وليس كل الفساد، فالفساد ما زال قائمًا ومعين عبدالملك كان وزيرًا حديثًا في الوزارة ثم رئيس وزراء، وإن لم يستأصل الفساد سيغرق معين في وحل هذا الفساد”.
أسطوانة لقاء الحوثي
وبشأن ما تردد في وسائل إعلام أن وفد الانتقالي الذي زار العاصمة العمانية مسقط مؤخرًا التقى بناطق الميليشيات الحوثية هناك، بيّن أن “موضوع لقاء الحوثيين بات أسطوانة مشروخة لن تنطلي على شعبنا، ونحن إذا أردنا أن نلتقي بالحوثيين سنلتقي بهم في وضح النهار وأمام الكل، ومثل ما تحاورت الشرعية مع الحوثيين، سنتحاور معهم لكن في الوقت المناسب وتحت راية وشعار واضح”.
وأضاف: “كانت زيارتنا لمسقط لغرض اللقاء مع قيادات عمانية، دعتنا فاستجبنا، فأي دولة عربية أو أجنبية تدعونا سنستجيب؛ لأننا نبحث عن فتح نوافذ مع الكل وهذا هو نشاطنا الذي نعمل من خلاله”.
وعن الوفد الأوروبي الذي زار عدن مؤخرًا، أوضح الجعدي أن “المجلس الانتقالي التقى بالوفد وكان اللقاء إيجابيًا، حيث تم تقديم شرح مفصل عن الجنوب وقضيته، وحضرت بعض القوى الجنوبية أيضًا وكان موقفنا جميعًا إيجابيًا حول القضية الجنوبية وهذا ما نطمح له في ملتقياتنا المقبلة”، مبينًا أن “اجتماعًا موسعًا سيعقد لتقييم نشاط المجلس خلال العام الماضي”.
إنجازات المجلس الانتقالي
وردًا على ما يتردد من أن نجم المجلس الانتقالي أفل مؤخرًا، أعرب القيادي الجعدي عن اعتقاده بأن “الأقلام المأجورة كثيرة وتزييف الحقائق مازال يمارس، فالمجلس لم يأفل نجمه ولم يخف نشاطنا على الإطلاق”، مضيفًا: “الفرق أن هناك من يريدنا أن نسير في الطريق الجماهيري والشعبوي، ونحن انتقلنا من هذا النشاط إلى النشاط السياسي وإيصال قضيتنا للعالم، وفتحنا مكاتب للانتقالي في كثير من الدول بما فيها الدول الكبرى وهذا نعتبره إنجازًا بحد ذاته”.
تصالح جنوبي – جنوبي
ولفت عضو المجلس الانتقالي الجنوبي إلى أن “دعوة المجلس الانتقالي للتفاوض مع كافة القوى الجنوبية كانت بغرض إنجاح نشاط جماهير شعبنا الجنوبي بالتصالح والتسامح، وأثبت الشعب الجنوبي فعلًا أنه موحد ومتسامح ومتصالح ، ورمى الكرة على النخب السياسية التي تقود القضية الجنوبية نحو الأهداف المنشودة، ونحن في المجلس لبينا دعوة شعبنا وانتقلنا من مرحلة المليونيات والفعاليات والمسيرات إلى مرحلة الأفعال ودعونا إلى ملتقى شامل بغرض إعلان موقف صريح وواضح وشفاف، لن نملي على أحد ما يقول بل دعونا إلى أن يعبر كل مكون عن قناعاته وتصوراته، وكنا قد حددنا تاريخ 12 يناير لهذه الدعوة، لكن للأسف حدثت حادثة منصة العند واضطررنا إلى تأجيل هذا الملتقى وإن شاء الله سنقوم به خلال الفترة المقبلة”.
ونوّه الجعدي إلى أن “مشكلتنا في الجنوب تتلخص في أنانية بعض القيادات، كل واحد منا يتحدث عن أنا وأين أكون، هذه هي المشكلة، نحن نريد أن نكون للوطن وليس للذات ولا يمكن أن ننتصر إلا إذا كنا نحن للوطن وليس الوطن لنا، وأرى أن تجربة أكثر من ربع قرن من الصراع مع المنظومة السياسية في صنعاء علمتنا الكثير وعلينا أن نتعلم بجد ونتنازل لبعضنا خدمة للوطن ووفاء لشعبنا”.
واعتبر أن “رؤية المجلس الانتقالي لإنهاء الصراع باليمن تتمثل في أن تعود الأمم المتحدة وكل القوى المتصارعة إلى طاولة الواقع، فلا بد من قراءة الواقع الجديد على الأرض، كيف نتعامل مع هذا الواقع وما هي المعالجات لإنهاء الحرب، وأعتقد أن ذلك لن يتم إلا عبر الاعتراف الصريح بالقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي الحامل السياسي لها”.