كنت قد كتبت قصيدة ؛ عنوانها : ( ردفان يطوي الأكفان ) بمناسبة يوم الاستقلال المجيد ، و أنا في السنة الثانية من مرحلة الباكلاريوس في تربية عدن ، ولا أدري أما زالت بين أوراقي أم ذهبت مع كل جميلٍ غدا مستحيلاً ..
و ها هو - ردفان - يستنهض الحالمين من أعلى منبر أكاديمي ردفاني لأن يهبوا لأخذ حقوقهم ليس بالسلاح الناري ، بل؛ بالسلاح السلمي الواعي والناضج و المبرمج و الهادف إلى الإعلاء من المكانة العلمية للطالب و الجامعة و المجتمع و المستقبل ..
لقد اختبرنا العمل النقابي - قديمه و جديده - و لم يثمر خلاً ولا خردلاً ، و اختبرنا لجانه - القديمة والجديدة - و لم نرَ منها إلاّ التخاذل و الانحراف و الخنوع ..
تعالوا نستعيد العمل في حلله النقية ، و وجوهه الصادقة ، و رجاله الأوفياء ، و غاياته النبيلة ، دعوا تلك اللجان و وجوهها و مواقفها المتخاذلة ، و مساوماتها البرجماتية المقيتة ، دعوها فالتاريخ قد تجاوزها و طرح اللحظة التاريخية السانحة ؛ تلك التي لن تتكرر فلننتهزها الآن ..
اللحظة التاريخية المناسبة تظهر في هلهلة العمل الجامعي في مختلف صوره ، و بذلك تنتظر هذه اللحظة مَن يقتنصها و يتسيّد زمكنتها ويفرض قراراته بقوة الحق بقيادة غير مهاودة و لا مهادنة و لا مساومة ..
و الاستفادة من تلك اللحظة التاريخية سيكون بانتقاء لجنة نقابية صلبة و أمينة و مخلصة ، و أرى أن تكون من مرتادي هذه الصفحة المعروفين بطرحهم الصريح و الجسور و الشجاع ، و تقوم هذه اللجنة بالعمل خارج الجامعة لدى منظمات العمل العلمي والثقافي و المدني و الأهلي بما فيها منظمات
الشباب والطلاب و النساء ، ثم الوزارات و النقابات المختلفة ، و خلق رأي عام في المجتمع و السلطة لاستجابة الجامعة لمطالب أساتذتها ..
بعد هذا لن يكون هناك أي مبرر لانقسام العمل النقابي بعد شيوع الرأي العام الذي يرمي الجامعة بالقصور في حقوق منتسبيها جميعاً ..
و ليكن على رأس هذا العمل الزميل أ. بلعيد صالح الذي ما فتئ ينافح و يكافح و يطارح زملاءه من رأي إلى قرار إلى موقف إلى نتيجة تزعزعت الرجال فيها ما بين صادق و كاذب ، و حاذق و منافق ، و
اتخذوا أمثالَهُ في لجنة عليا تمثل كليات الجامعة ، وليس العبرة في التمثيل المتساوي ، بل ؛ في الكفاية القيادية الجسورة ..
ناصر العيشي .