بعد زيارة المجلس الانتقالي الجنوبي، التي استمرت زهاء عشرة أيام، إلى الدولة التي لا تغرب الشمس عنها "بريطانيا"، وصل أمس الأول رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي إلى العاصمة الروسية "موسكو" في إطار جولة دولية من شأنها تعزيز العلاقات الجنوبية الإقليمية والدولية.
تلك الزيارات والخطوات يعتبرها سياسيون تحركات مهمة نحو شراكة حقيقة مع دول تمثل ثقًلا دوليًا كبيرًا كبريطانيا وروسيا، وهي بمثابة تأطير للعلاقات الجنوبية الاقليمية الدولية لا سيما بعد أن زعزعها نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
محللون وسياسيون أكدوا، في أحاديث متفرقة "، أن الانتقالي الجنوبي أصبح يوضع لهُ اعتبار كبير خصوصًا مع الحراك السياسي الذي أتقن عمله، إلى جانب حراكه المحلي من خلال الاهتمام بمجالات سياسية واجتماعية وأدبية وفنية ورياضية.
وقالوا أن على الانتقالي الجنوبي مواصلة السير بنفس النهج دون أي تذبذب من شأنه ترك مجال للمتربصين.
من جانبه، عبّر رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزُبيدي عن سعادته بزيارته التاريخية إلى بريطانيا وما حققته من نتائج.
وقال الزُبيدي، خلال اختتام زيارته لبريطانيا أمس الأول: "كانت زيارتنا إلى المملكة المتحدة خطوة مهمة لتعزيز تفاعلنا مع شريك دولي رئيسي نحو إيجاد حل لقضية شعب الجنوب، دون أن نغفل رغبتنا في التعاون لحل الأزمة اليمنية بشكل عام".
وأضاف: "لقد استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي كجهة فاعلة ذات شرعية على الأرض من خلال تمثيله في جميع المحافظات الجنوبية، أن يضع خططًا لقيادة الترتيبات السياسية والاقتصادية والأمنية، وكذلك فيما يتعلق في دور المجلس الحاسم والفعّال في محاربة الإرهاب وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لجميع المحتاجين".
وأجرى الزُبيدي، خلال الزيارة، عددًا من اللقاءات مع صانعي السياسات البريطانية، بما في ذلك أعضاء البرلمان، وحكومة المملكة المتحدة، وممثلي المنظمات غير الحكومية الدولية، وأبناء الجالية الجنوبية.
ووصل أمس الأول رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العاصمة الروسية موسكو في إطار جولة إقليمية دولية.
هستيريا "الإصلاح"
سياسيون أشاروا إلى أن الزيارات التي يقوم بها المجلس الانتقالي الجنوبي على المستوى الدولي أصابت حزب "الإصلاح" بـ"هستيريا وجنون".
وأكدوا أن "الإصلاح" لم يكن يتوقع أن يصل الانتقالي الجنوبي إلى تلك الدول التي تمثل ثقلًا إقليميًا ودوليًا.
وقالوا، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء"، أن عدداً من أوراق الإصلاح تبعثرت مع تلك النجاحات الدولية التي يحققها الانتقالي الجنوبي.
زيارة الانتقالي لموسكو
سياسيون قالوا إن وصول الزُبيدي الى روسيا يأتي لإدراكه أن القضية الجنوبية تحتاج إلى التحالف البريطاني الجنوبي القديم مثلما تحتاج إلى التحالف الروسي الجنوبي القديم.
وقالوا، في أحاديث متفرقة ، إن "ملف دولة الجنوب وعلاقات موسكو بعدن لا تزال علاقات دافئة".
وأشاروا إلى أن "من أولويات الرئيس بوتين أن يكون شريكًا للجنوب ومبادرًا لدعم استعادة الدولة ولا أحد يمكنه معرفة أسرار العلاقة الروسية بالجنوب إلا ذوو اختصاص عميق بعلاقات الاتحاد السوفياتي سابقًا بجمهورية اليمن الديمقراطية التي كانت تربطهما معاهدات وتحالفات استراتيجية يمكن إخبارها اليوم وخاصة فيما يتعلق بالاستثمارات الروسية الخاصة بالتنقيب عن الغاز في الجنوب لأن الروس لديهم ملفًا كاملًا يضم خرائط حقول الغاز والنفط".
واعتبروا أن نتائج زيارة الزبيدي لموسكو ستكون ناجحة، وستتبلور خلال الأيام القليلة القادمة من الزيارة.
من جانبه، قال مدير مكتب العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في موسكو د.علي الزامكي أن زيارة الزبيدي إلى موسكو "ليست محض صدفة وإنما كان مخططا لها منذ فترة طويلة؛ بل تم الإعداد لها منذ أربعة شهور ماضية".
وأشار إلى أن بعض المواقع الإلكترونية المدعومة من جهات مناوئة للمجلس الانتقالي، وصفها بـ"البقالات"، "سعت للتقليل من الزيارات الخارجية للزبيدي وبث الشائعات حول تلك الزيارات لجذب القراء إليهم مستشهدين بأحاديث بعض الشخصيات التي يحترمها ويقدرها المجلس الانتقالي".
وأكد الزامكي أن الزيارة جاءت بطلب رسمي من السلطات الروسية.
وتابع: "كان من المقرر أن تكون الزيارة بتاريخ 28 فبراير / شباط، ولكن تم تأجيلها بطلب رسمي من الرئيس الزبيدي نفسه إلى وقت لاحق، وأبلغت الخارجية الروسية بطلب تأجيلها وتمت الموافقة على التأجيل وأبلغوني بتاريخ آخر للزيارة وبدوري أبلغت الرئيس عيدروس الزبيدي بتاريخ الزيارة الجديد".
أهمية زيارة "واشنطن"
مصادر أكدت أن وجهة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي القادمة هي العاصمة الفيدرالية للولايات المتحدة الأمريكية "واشنطن".
وقالت المصادر أن زيارة الزُبيدي إلى واشنطن ستحقق نجاحًا سياسيًا دوليًا آخر بعد لندن وموسكو ومن ثم واشنطن.
وأضافت أن "بعد زيارة واشنطن ستنضح الرؤية كاملة تمهيدًا لتقديم بريطانيا مشروع اعتراف دولي بدولة الجنوب من خلال مجلس الأمن بعد أن يكون الرئيس الزبيدي قد حقق اعترافًا على الطاولة الأمريكية".
وكان رئيس الهيئة السياسية في المجلس الانتقالي الجنوبي د. ناصر الخبجي أعلن في فبراير/ شباط الماضي عزم وفد من المجلس الانتقالي الجنوبي زيارة روسيا نهاية مارس/ آذار الجاري.
صحيفة الامناء