أكد مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، عضو هيئة الرئاسة، الأستاذ فضل محمد الجعدي أن لديهم قضية عادلة وإرادة شعب جنوبي جبارة ولابد أن يسمع العالم لمطالب الجنوبيين، وأنهم عازمون على صناعة التاريخ، فـ"الجبناء لا يصنعون التاريخ".
وقال: إن جبهات "الشرعية" أضحت في وضعية "الطيران"، وأن هناك خلل قاتل في تركيبتها بالإضافة إلى لصوصية وتجار حروب واستنزاف للتحالف.
وأشار الجعدي إلى أن أطراف في الشرعية باتت مكشوفة محليًا وإقليميًا ودوليًا ولاتريد توقف الحرب كي تبقى في المشهد، وإن هناك تواطؤًا وخيانات من قبل تلك الأطراف لكسر صمود الضالع...
واتهمت بعض القوى المعادية بسعيها الحثيث إلى إشعال الفتن وإنتاج الأزمات في الجنوب.
وتطرق الجعدي، الذي ينتمي إلى محافظة الضالع، ويمتلك حسًا بما يخص مجالات السياسة والثقافة وتحليل الأوضاع، تطرق إلى الحاجة لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وأهميته، وما يمثله للجنوب في هذه المرحلة الحساسة.
كل ذلك جاء في الحوار الذي أجرته معه الزميلة "الأمناء"، والذي تناول ــ أيضًاــ ماهية العلاقة بين المجلس الاستشاري والجمعية الوطنية، إلى جانب حقيقة التصعيد الذي تروج له بعض وسائل الإعلام لإشعال فتيل الحرب في العاصمة الجنوبية عدن.. فإلى نص الحوار:
*بدايةً نرحب بك أستاذ فضل الجعدي، مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، وعضو هيئة الرئاسة في صحيفة "الأمناء".
-أهلا وسهلًا بكم، وبصحيفة "الأمناء".
* حدثنا أستاذ فضل بشكل عام عن أهمية المجلس الانتقالي الجنوبي خصوصًا في هذه المرحلة الحساسة؟
- جاء المجلس الانتقالي الجنوبي من بين ركام الحرب وأنقاض الخراب لقيادة مرحلة مفصلية في حياة الجنوبيين وهو امتداد لكفاحات طويلة خاضها الشعب الجنوبي لاسترداد كرامته ودولته، وسواء اتفقَ معه من اتفق أو اختلف معه من اختلف فإنه وبصورة جلية أهم حدث سياسي منذ حرب عام 1994م الظالمة التي عصفت بالدولة الجنوبية ونهبت الأخضر واليابس في أكبر عملية سرقة بالتاريخ .
الانتقالي هو القوة المؤهلة التي ستتصدى لقوى التديّن والعسكر والقبيلة التي نصبت نفسها وصية على الجنوب وثرواته وتعمل ليل نهار لإنتاج الفوضى في عدن وحضرموت وشبوة...إلخ، كما إنهُ القوة التي لن تسمح بالمتاجرة بقضايا الجنوب أو الحديث باسمه أو تمثيله تمثيلا منقوصا لا يلبي تطلعات الجماهير العظيمة، وهو القوة التي تستمد بقائها وشرعيتها من التفويض الشعبي ومن التضحيات الجسيمة التي قدمها الأبطال في كل جبهات التحرير وبالتالي فإن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الكيان السياسي الحامل لقضية الجنوب العادلة نحو استعادة الدولة، وانتصاره حتمي وقدري وقبل أن يكون خيار جنوبي فهو حاجة وطنية ملحة، فالقوى التي تسندها الشعوب هي القوى الحية الحقيقية التي لايمكن أن تنكسر مهما تعددت فصول التآمر ووجوه القبح.
*بخصوص مجلس المستشارين الذي سيُعلن قريبا حدثنا عنه؟ وعن علاقته بالجمعية الوطنية؟
- المجلس الاستشاري هو الغرفة الثانية للجمعية الوطنية ومهمته رقابية لنشاط المجلس، واختيار أعضائه يكون من ذوي الخبرة والكفاءة المجربة في كل الاختصاصات في ميدان العمل الإداري والسياسي، والعلاقة بين الغرفتين تكاملية بالطبع.
*ما رأيك بردود الفعل الأخيرة للسياسيين والإعلاميين السعوديين والخليجيين بشكل عام بشأن الجنوب؟ وتأييدهم لفك ارتباط الجنوب عن الشمال؟
- نشعر بالسعادة الكبيرة أن الكتاب والمثقفين والسياسيين صاروا يتعاطون مع القضية الجنوبية ويبدون كثيرا من مشاعر التعاطف معها إيمانا بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ونسجل هنا من خلال صحيفة "الأمناء" بالغ شكرنا لكل الذين يساندون قضيتنا في أي مكان ومن أي منبر.
*من المتوقع أن ينعقد مجلس نواب الشرعية في محافظة مأرب... ما دلالة ذلك؟ وهل يعتبر أحد مؤشرات قرب فك الارتباط؟
- مجلس النواب بات منتهي الصلاحية وهو أكبر برلمان تعميرا بالعالم، هذه الأدوات التي شرعت للظلم والفيد والنهب لم يعد لديها ما تنتجه سوى المزيد من إرهاق كاهل الشعب، وفي اعتقادي أن إجراءات إحياء برلمان ميت يهدف إلى نزع صلاحيات مؤسسة الرئاسة؛ أما عن عقد جلساته هنا أو هناك فذلك أمر غير ذي قيمة ولن يضيف إلى الشرعية سوى المزيد من الفشل فالمجرب لا يجرب.
*ما حقيقة التصعيد الذي تتحدث عنه "الشرعية" في العاصمة عدن؟
- لا يوجد أي تصعيد من قبلنا.
*هل لديكم تفاصيل عن المؤامرة التي تقوم بها "الشرعية" مع الحوثيين ضد قوات المقاومة الجنوبية في الضالع؟ *وهل لدى التحالف العربي معلومات عن تلك المؤامرة؟
-أصبح الرهان على أدوات الشرعية في تحقيق أي نصر ضربا من المستحيل، الأمر صار جليا والوقائع في أكثر من جبهة تؤكد ذلك، هناك خلل قاتل في تركيبة هذه الشرعية، هناك لصوصية وانتهازية وتجار حروب، وهناك حالة استنزاف قصوى لدول التحالف.
هناك أطراف في الشرعية باتت مكشوفة محليا وإقليميا ودوليا وهذه القوى لاتريد للحرب أن تتوقف كونها وجدت باستمرار الحرب وسيلة لبقائها في المشهد، جبهاتها في وضعية الطيران، تكدس الأموال والأسلحة لحروب قادمة وتفتعل المعارك بصورة مستمرة داخل معسكر الشرعية والتحالف وتمارس الإقصاء بأبشع صورة، والخطير في الأمر أن تلك القوى تتحكم بقرارات الشرعية كليا.
إن ما يحدث في جبهات الضالع خير دليل، ورأينا كيف تم تسليم ألوية للحوثيين وكيف انسحبت القوات الخاصة في قلب المعركة، وكيف تم إسقاط مناطق كثيرة في الحشاء وقعطبة والعود وبفترة وجيزة جدا، كل تلك المعطيات تؤكد أن هناك خللًا ما وتواطؤًا وخيانات لكسر صمود الضالع وجبهة مريس والعودة مرة أخرى إلى الجنوب.
فشلوا كعادتهم أمام بسالة المقاومة الجنوبية والوحدات العسكرية، فأصبحوا في مزبلة التاريخ يلطخ وجههم العار، إن كان لهم وجه، وظلت الضالع قلعة صامدة شامخة.
*ما رأيك بما يدور في شبوة وسقطرى وحضرموت والمهرة؟
- ما يدور هو محاولات بائسة من قوى الظلام والإرهاب لإشعال الحرائق والفتن، مصالحهم صارت في خطر، وعلى ذلك تسعى تلك القوى بكل خبث إلى إشعال الفتن وإنتاج الأزمات، هم يرون في الجنوب الثروات التي سيخسرونها، آبار النفط والغاز والثروة السمكية والاستثمارات التي يجنون منها مليارات الدولارات منذ ما بعد حرب عام 1994م القذرة.
يتركون الحوثيين ويوجهون قواتهم نحو الجنوب، يتركون غرف نومهم تحت سطوة الانقلابيين في صنعاء ويذهبون لافتعال المعارك الجانبية جنوبا، تارة باسم الدين وتارة باسم الوحدة، وكل ذلك فقط كون مصالحهم باتت مهددة بعد أن قرر الجنوبيون حماية ثرواتهم من اللصوص والنهابة.
يقينـًا نحن لم نضحِّ بخيرة رجالنا لكي تستمر تلك الأدوات الملطخة بنهب وسرقة ثرواتنا وسندافع حتما عنها، فجنوب اليوم غير جنوب الأمس والجبناء لا يصنعون التاريخ ولن نكون مطلقــًا منهم وعازمون بخطى واثقة على صناعة التاريخ.
*هناك زيارات مرتقبة للمجلس الانتقالي الجنوبي لكلٍّ من أمريكا وفرنسا...ما الهدف منها؟
- تمخضت تحركات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والوفد المرافق له إلى كل من بريطانيا وروسيا إلى كسر العزلة التي فرضت على القضية الجنوبية وإذابة الجليد وحالة الجمود والتعتيم الإعلامي الممنهج، واستطاع الانتقالي أن يطرح القضية على طاولة صناع القرار العالمي، وسيتم استئناف تلك التحركات إلى عديد من دول صناعة القرار التي تملك فاعلية التأثير والتسيير في السياسة الدولية، لدينا قضية عادلة ولدينا إرادة شعب جبارة ولابد أن يسمعنا العالم!.
* أستاذ فضل...إلى أين يمضي مستقبل الجنوب؟
- إلى استعادة الدولة أولاً وبعدها لكل حادث حديث.
*كلمة أخيرة تود قولها عبر صحيفة "الأمناء"؟
- شكرًا لكم في صحيفة "الأمناء"، ومن خلالكم أتوجه بالتحية لأبطال مقاومتنا في جبهات الصمود والمواجهة الذين يجرعون الحوثيين أصعب الدروس وأبلغها، والرحمة للشهداء الميامين الذين يرتقون كل يوم إلى بارئهم، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين، وسنمضي قدما لتحقيق تطلعات شعبنا مع كل المؤمنين باستعادة الدولة وتقرير المصير.