لا يخفى على احد حالة الوضع المقلق الذي تعيشه عدن وبقية المحافظات الجنوبية في ظل الفراغ السلطوي والامني الذي تمر به وفي ظل بقائها دون قيادة تنفيذية وادارية تضبط الجانب الخدمي والاداري وقيادة امنية تضبط الوضع الامني وتعيد تصحيح الاوضاع التي خلفتها تداعيات اغسطس .
وازاء تجميد العمل على تنفيذ اتفاق الرياض وازاء ترك عدن تعيش حالة فراغ مؤسسي لأجهزة الدولة وهي واجهة الدولة وعاصمتها وجعلها منطقة توتر دائم ، ومن هنا كان لابد لفريق التفاوض ومدير امن عدن ان يعودوا ليمارسوا واجباتهم الوطنية من عدن ومن المحافظات ويحافظوا على مكتسبات وتضحيات شعب الجنوب العظيمة.
كان ينبغي على المملكة ان تدرك خطورة الوضع الذي تشهده عدن وبقية المحافظات وتعمل على تحريك الاتفاق الذي رعت قبل ان تُقدم على منع قيادات المجلس من العودة الى ارضها.
تابعت كغيري المواقف المعلنة المترتبة على قضية المنع ومن ضمنها تصريح متحدث المجلس وكذا تصريح وزارة الخارجية السعودية.
وتابعت ايضاً بعض الآراء منها ما كتبه الاستاذ احمد عمر بن فريد الذي قال : الحرص على تنفيذ اتفاق الرياض مطلوب ومهم ايضا ، لكن الازدواج في المعايير غير مقبول .. قوات عسكرية يفترض بموجب الاتفاق أن تكون قد غادرت الى مأرب وهي ترفض ذلك ولا يحدث تحرك من التحالف يرغمها على ذلك ! وبمجرد أن ترغب قيادات سياسية في العودة الى وطنها تمنع !! منهجية غير مفهومة وخاسرة
وكذا تابعت ايضا ما كتبه القائد هاني بن بريك الذي كعادته يجدد دعمه وثقته ومساندته الدائمة للملكة العربية السعودية حين كتب قائلا : تذكروا سقطت صنعاء حوصر هادي قدم استقالته فر علي محسن بثيابه أو بثياب غيره سقطت الفرقة الأولى مدرع أكثر من20 لواء وتتابع السقوط فر هادي لعدن وسحب الاستقالة زحف الحوثي إلى عدن فر هادي وصمدت عدن وقالت السعودية عدن خط أحمر وانطلقت عاصفة الحزم لن تسلم السعودية الجنوب للحوثي أو الإخونج.
مغازلة القائد هاني الدائمة للمملكة العربية السعودية ليست مستغربه ونحن نعلم علاقته الودية بأرض الحرمين التي نشأ وترعرع فيها لكن المستغرب هو الموقف المتردد من الاشقاء في المملكة التي لو ان هناك دولة في محلها وموقعها وتابعت حالة الوفاء والود الذي الذي اظهرها القائد هاني قولا وفعلا في ميادين الشرف لكانت اصرت على توليته رئاسة الحكومة او اسندت اليه مهمة قيادة العاصمة بحكم تأثيرها ونفوذها الكبير في اليمن مع تأكيدنا هنا انها استعارة فقط فلا القائد هاني بالباحث عن السلطة وهو المتعفف منه دوما ولكنه هو الوفاء الذي يجسد نظرته نحو قضيته الوطنية الجنوبية والدولة الجنوبية التي ينبغي ان ترتبط بعلاقه وثيقة مع جيرانها وعلى راسهم المملكة ..
ينبغي للمملكة تقدير مواقف الجنوبيين والتمييز بين حلفائها الأوفياء والصادقين والنظر في مصالحهم التي لا تتعارض مع مصالحتها كما ينبغي القائد هاني عدم المجاهرة في اظهار ثقته ووده المفرط للمملكة فالوفاء لا يكون الا بالوفاء والود لا يكون الا بالود .