بدلا من أن تكون عدن والمناطق المحررة عام 2015 نموذجا للمدن والمناطق الشمالية التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي أصبح الجنوب يعيش حرب خدمات مقصودة تفرضها حكومة الشرعية التي يتحكم بها حزب الإصلاح الإخواني.
والهدف من ذلك كما تحدث عبدالملك المخلافي وزير خارجية الشرعية السابق وغيره من المسؤولين أن حرب الخدمات كما وضعتها الحكومة في إستراتيجيتها هو قطع الطريق لتوجه الجنوب نحو الانفصال.
وميدانيا تم تدريب جيش الشرعية في مأرب بالإضافة إلى ميليشيات مسلحة في تعز وهي خليط من الإخوان والقاعدة لمواجهة القوات الجنوبية التي تأسست في بداية عاصفة الحزم لتحرير الجنوب من ميليشيات الحوثي الإيرانية.
والنتيجة لكل ما يحصل هناك مصالح لقيادات شمالية وأخرى جنوبية في عدن وحضرموت وشبوة ونهاية الوحدة يعنى نهاية مصالحها ونفوذها لذلك فهي تخوض حرب النفوذ هذه بمعركتين خدماتية وأخرى عسكرية.
ولا حل لهذه المعضلة إلا بالمباحثات السياسية فحزب الإصلاح الإخواني الذي يدير الشرعية لا يعترف باتفاق الرياض وأن المجلس الانتقالي ممثلا للجنوب ولذلك فهو يعيق تنفيذ كل ما تم التوصل إليه وسوف يستمر إلى أن تضع الحرب أوزارها.
ولكن ما هو واضح اليوم على أرض الواقع هو عودة الخط الأخضر الذي رسمته بريطانيا والدولة العثمانية عام 1892 كخط فاصل بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي.