انا من أشد مناصري حرية الصحافة والرأي والرأي الآخر، ولدينا في عدن هامش في حرية التعبير، مقارنة بصنعاء وما تفرضه مليشيات الحوثي، من تكميم للأفواه، ولعل ما أقدمت، عليه من انتهاكات بحق الكثير من الإعلاميين، وصل حد الحكم بإعدام احد الصحفيين المعتقلين لديها خير دليل على عدم مقدرة هذه المليشيات تقبل الرأي الآخر ، والحال نفسه بل وأفظع من ذلك يحصل في مأرب وتعز، وفي شبوة، وفي مدينة سيئون بحضرموت حيث تتواجد مليشيات حزب الإصلاح (إخوان اليمن) حيث يتعرض الكثير من الإعلاميين والكثير من ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي للاعتقالات والمطاردات والاختطافات، بل والكثير من الانتهاكات ترتكب هناك بحق المواطنين بما فيها النساء وكل يوم نسمع عن هذه الانتهاكات.
وفي عدن بعض الصحفيين والإعلاميين الذين يناهضوا المجلس الانتقالي الجنوبي، ويناصبوه العداء السافر، يستغلّوا حرية التعبير، وتسامح "الانتقالي" للإضرار بالمصالح العامة، وتهديد السكينة العامة، بممارسة التحريض العلني ضد أجهزة الأمن، والجيش الجنوبي، بل والتحريض ضد الأشخاص، دون أدنى اعتبار للمصلحة العلياء لشعب الجنوب، بل ان هناك بعض الإعلاميين يستخدم حرية التعبير وسيلة لابتزاز رخيص لبعض التجار والأفراد في تشويه متعمد لحرية الرأي، التي تمتاز بها عدن بدلا من توظيفها لإصلاح أي اعوجاجات وانتقاد أي ظواهر تضر المجتمع الجنوبي، كل ذلك يمارسه البعض بكل حرية دون ان يعترضه أحد الأمر الذي شجع البعض في تماديه حد الإضرار المباشر بمصالح مجتمعنا الجنوبي.
أدعو كل من تهمة حرية الرأي في عدن ومناطق الجنوب عامة من الإعلاميين ان لا يسيئوا لهذا الهامش الذي يحظى به شعبنا الجنوبي في العاصمة عدن وبعض محافظات الجنوب، وان لا يجعلوا منه وسيلة هدامة، وذلك باستغلاله بشكل بشع في المناكفات السياسية، لمصلحة أطراف معادية لشعب الجنوب، الأمر الذي يجعل كل ما ينشر مجرد مناكفات سياسية، ستفقد ناشروها مصداقيتهم أمام المواطنين على المدى القريب، وبدل ما يستفيد مجتمعنا من حرية النشر وحرية الرأي تصبح حرية الرأي وبال على الجميع، خاصة ما ينشره البعض من إثارة للفتن، والتعصبات الحزبية والمناطقية، وان يدرك الجميع أن الكلمة مسؤولية في الأول والأخير والصحافة في العالم الحر سلطة رابعة تعمل لما يخدم الصالح العام وليس العكس.