الأمين برس

2025-10-04 00:00:00

أجندة إخوان الشرعية تعرقل جهود السعودية في استكمال تنفيذ اتفاق الرياض

اخبار وتقارير
2021-06-30 23:06:01

قالت صحيفة "العرب اللندنية": "تحرّكات الشقّ التابع لجماعة الإخوان المسلمين داخل السلطة الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس عبدربّه منصور هادي خيّمت مجدّدا على علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي بالشرعية، مهدّدة بنسف الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية مؤخّرا لتقريب الهوّة بين الجانبين وفتح الطريق لعودة حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال إلى العاصمة عدن وممارسة مهامها من المدينة".

 

ودعا المجلس الانتقالي الجنوبي ممثليه في مباحثات استكمال تنفيذ اتفاق الرياض إلى وقف كافة أشكال التواصل المباشر مع الحكومة اليمنية حتى يتم وضع ملف محافظة شبوة في صدارة أولويات تنفيذ الاتفاق، ومعالجة الأوضاع فيها بشكل كامل.

 

وأضافت: "وخلال السنوات الماضية مثلت شبوة، بسبب غناها بالنفط والغاز، موضع تركيز استثنائي من قبل جماعة الإخوان المسلمين الممثلة في اليمن بحزب الإصلاح، الذي استخدم قوّاته المحسوبة صوريا ضمن معسكر الشرعية للسيطرة على المحافظة أمنيا، بينما ساعده تغلغله الكبير في الإدارة المحلّية على الإمساك بالمقاليد الإدارية والاقتصادية للمحافظة".

 

وتابعت: "وعلى هذه الخلفية مثّل الوضع في شبوة أحد أكبر العوائق التي وقفت في طريق استكمال الشق الأمني والعسكري من اتّفاق الرياض، والذي تنصّ مرحلته الثانية على انسحاب القوات العسكرية من محافظتي حضرموت وشبوة اللتين يهيمن عليهما الإخوان، وتعيين محافظين ومدراء شرطة لكافة محافظات الجنوب المحررة، بالتشاور مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو ما لم يحدث بفعل ممانعة حزب الإصلاح".

 

واستطردت: "وأثار الحزب حفيظة المجلس الانتقالي باستخدامه القوّة لمنع فعالية شعبية كان من المقرّر تنظيمها آخر الأسبوع الماضي في مديرية نصاب بشبوة".

 

فيما قال علي الكثيري، المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، في بيان صحافي إنّ "ميليشيا الإخوان المستقدمة من محافظتي مأرب والجوف اقتحمت ساحة الفعالية الشعبية السلمية بمديرية نصاب بمحافظة شبوة التي ينظمها أبناء المحافظة للتعبير عن تطلعاتهم ورفضهم للنهج العدواني القمعي الذي تمارسه تلك الميليشيات ضد أبناء شبوة والجنوب عموما".

 

وأشار المتحدث إلى أن تلك الممارسات التي وصفها بالعدوانية تعد "نسفا لاتفاق الرياض ولجهود استكمال تنفيذه"، مضيفا أنه: "يجد ممثلو المجلس في مشاورات تنفيذ الاتفاق أن الطرف الآخر يعمد إلى إفشال جهود الأشقاء (في المملكة العربية السعودية) لوقف التصعيد وتنفيذ الاتفاق".

 

من جهته أدان القيادي في المجلس أحمد عمر بن فريد "بلطجة ميليشيا الإخوان في شبوة"، قائلا في تغريدة على (تويتر): "هذه رسالة واضحة لجميع أبناء شبوة بشكل خاص والجنوب عامة عن كيف سيكون حالهم فيما لو حكم الجنوب من قبل الإخوان والحوثي في أي تسوية كانت".

 

وأكدت صحيفة "العرب اللندنية" أن "التسوية السياسية التي تعمل قوى إقليمية ودولية على إطلاقها في اليمن تعتبر أحد المشاغل الرئيسية للمجلس الانتقالي الجنوبي في الفترة الحالية، حيث يريد المجلس أن يكون طرفا أساسيا في صياغة أي حلّ قد يجري العمل عليه وذلك لوضع قضيّته الأساسية وهي استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، والتي كانت قائمة قبل الوحدة، أي قبل 22 مايو / ايار 1990م، ضمن أي ترتيبات قد يتمّ التوصّل إليها في حال نجحت الجهود في وقف الحرب والدخول في مسار سلام".

 

وكان الكثيري قد صرّح في وقت سابق لصحيفة "العرب اللندنية" بأنّ "أي تحركات أو مشاورات تسفر عن أي إطار لوقف الحرب لم نكن جزءا منها لن نكون ملزمين بنتائجها".

 

وشدد الكثيري على أنّ "مشاركة الانتقالي في أي مشاورات قادمة للحل النهائي أمر محسوم بموجب اتفاق الرياض الواضح في تضمينه لنص يؤكد على مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد الشرعية. وهذه المشاركة لن يكون الانتقالي فيها إلا حاملا وممثلا للقضية الجنوبية ومشروع الاستقلال بالجنوب وطنا ودولة وهوية".

 

وأضافت الصحيفة: "الخلافات المتجدّدة بين الانتقالي والسلطة اليمنية تضيف المزيد من التعقيدات لحلّ الأزمة اليمنية وتبقي العبء على السعودية المهتمّة كثيرا بضمان أقصى قدر من الهدوء والتوافق داخل معسكر الشرعية الذي تدعمه ضدّ الحوثيين".

 

وتابعت: "لكن ما يمنع ذلك التوافق بحسب متابعين للشأن اليمني هو الأجندة الخاصّة لإخوان اليمن الذين يستخدمون الشرعية كمجرّد مظلة لتحقيق أهدافهم وعلى رأسها الاستئثار بمناطق استراتيجية في البلد على غرار مأرب اليمنية وأبين وشبوة الجنوبيتين، وأيضا تعز اليمنية".

 

واختتمت بالقول: "جاء الخلاف الأخير حول منع الإخوان للفعالية الشعبية بمديرية نصاب بعد أن أدّت جهود سعودية مكثّفة في نزع فتيل التصعيد بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ورعاية اتّفاق بينهما على تأمين وعودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن والعمل على متابعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، بعد أن أدى اشتداد الخلافات بين الانتقالي والشرعية إلى مغادرة أعضاء الحكومة لمدينة عدن التي شهدت حالة من الغليان الشعبي بسبب الفشل بتحسين الأوضاع المعيشية الصعبة وتوفير الخدمات".

 

 

 

عودة النخبة لتطهير شبوة

 

في سياق متصل، أطلق مواطنو شبوة، صرخة احتجاج جديدة، السبت المنصرم، تنديدًا بالأوضاع المتردية التي تعيشها المحافظة، والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيا الشرعية الإخوانية، والتي تخللها إغراق المحافظة في فوضى أمنية عارمة.

 

ومن بين المطالب التي جدد المتظاهرون النداء بها، هي عودة قوات النخبة الشبوانية إلى شبوة، بعدما أثر خروجها على الأوضاع الأمنية، وأتاح الفرصة لميليشيا الإخوان والعناصر الإجرامية التابعة لها لتعيث في الأرض فسادًا وإرهابًا.

 

وخلال الاحتجاجات التي اندلعت في ناحية سقام بمنطقة جباة في مديرية نصاب، ردد المتظاهرون هتافات منادية بعودة قوات النخبة الشبوانية إلى المحافظة، بهدف القضاء على الاختلالات الأمنية السائدة، ودحر الفوضى الأمنية التي صنعتها وغذتها السلطة الإخوانية المحتلة للمحافظة.

 

وتزامن مع الفعاليات الاحتجاجية على الأرض مظاهرة إلكترونية، إذ اجتاح هاشتاج "عودة النخبة الشبوانية مطلبنا" موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وتفاعل معه عسكريون ومسؤولون وسياسيون ومحللون ونشطاء، اجتمعوا على المناداة بعودة النخبة إلى شبوة.

 

وأكد الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية محمد النقيب، أن استكمال تنفيذ اتفاق الرياض يمثل ضربتين موجعتين وقاتلتين لتنظيم القاعدة الإرهابي بشبوة.

 

وأضاف في تصريح إعلامي مقتضب: "هاتان الضربتان تتمثلان بما نص عليه الاتفاق في ملحقه العسكري، وهما عودة قوات النخبة الشبوانية التي سبق أن ألحقت بتنظيم القاعدة شر هزيمة وأنهت وجوده، وخروج مليشيا الإخوان التي قدمت إلى شبوة لرعاية وإيواء تنظيم القاعدة وتمكينه من إعادة تموضعه".

 

ولعبت قوات النخبة الشبوانية، التي تم تدريبها بإشراف وإسناد مباشر من القوات المسلحة الإماراتية، دورًا رئيسيًّا في تحرير شبوة من قبضة التنظيمات الإرهابية، فالمحافظة عاشت لأكثر من ثلاثة عقود تحت معاناة انتشار المتطرفين والإرهابيين، بعدما استجلب تنظيم الإخوان عناصر تنظيم القاعدة ممن يعرفون بـ"الأفغان العرب" منذ صيف 2014، وحول التنظيم شبوة إلى موطن للعناصر الإرهابية.

 

ومع تشكيل ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" تم استخدام عدة مديريات في شبوة لتجهيز العمليات الإرهابية، وقد لعب حزب الإصلاح الإخواني دورًا رئيسيًّا في تصاعد وتيرة وحجم الإرهاب.

 

واستمرت معاناة شبوة من إرهاب القاعدة والإخوان، حتى تم تشكيل قوات النخبة الشبوانية، التي أطلقت عملية الجبال البيضاء بدعم كامل من قِبل القوات المسلحة الإماراتية، بهدف تطهير المحافظة وتحديدًا مديريتي مرخة ونصاب من عناصر تنظيم القاعدة.

 

وفي ذات العام، قال تقرير الخبراء الدوليين بالأمم المتحدة إن قوات النخبة الشبوانية، إلى جانب قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية من أنشط القوات في مكافحة الإرهاب.

 

وبعدما تنفست شبوة عليل الأمن والاستقرار بفضل جهود قوات النخبة في القضاء على الإرهاب، جاء العدوان الإخواني في أغسطس 2019 على شبوة، ليعيد عجلة الزمن إلى الوراء، لا سيما فيما يتعلق بإعادة انتشار التنظيمات الإرهابية في شبوة، وتحويل معسكرات الشرعية الإخوانية إلى أوكار لتنظيم القاعدة.

 

وتزامن عدوان أغسطس ارتكاب ميليشيا الإخوان رفقة تنظيم القاعدة، الكثير من جرائم القتل والاختطاف والتعذيب لعناصر من قوات النخبة الشبوانية، في إرهاب فُسِّر بأنه يمثل محاولة إخوانية للانتقام من "النخبة" لدورها الكبير في مكافحة الإرهاب.

 

ورغم توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 2019م، وما يتضمنه من عودة لقوات النخبة إلى مواقعها وانسحاب عناصر ميليشيا الإخوان، إلا أن الأخيرة تعرقل تنفيذ الاتفاق، وتحول دون عودة قوات النخبة إلى شبوة، لمنعها من بسط الأمن والاستقرار في المحافظة الغنية بثروة نفطية ضخمة.

 

وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد اتهم ميليشيا الإخوان، بأنها تصر على تعطيل تنفيذ الالتزامات الواردة في بنود اتفاق الرياض، وفي مقدمتها عرقلة عودة قوات النخبة الشبوانية وانتشارها في المحافظة، مع تزايد أعمال القتل والقمع والإرهاب والاعتقالات والمطاردة التي تستهدف قوات النخبة دون مبرر سوى الانتقام من دورها في تطهير شبوة من الإرهاب وأعمال التقطع والحرابة.

 

وكثيرًا ما طالب المجلس الانتقالي، بوقف كل الأعمال القمعية التي تستهدف منتسبي قوات النخبة والتهيئة لعودتهم وانتشارهم في مواقعهم المحددة تجنبًا لسيناريوهات لا تخدم الهدف الذي جاء من أجله الاتفاق.

 

الدور البارز الذي لعبته النخبة الشبوانية في تأمين شبوة من براثن الإرهاب، قاد الجنوبيين للمطالبة بعودة هذه القوات لما تعانيه شبوة حاليًّا من انفلات أمني صنعته بتعمد سلطة الإخوان الإرهابية.

 

https://alameenpress.info/news/29530
You for Information technology