لم يكن اهتمام الأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي،القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالقوات المسلحة الجنوبية ناتج عن رغبة ذاتية عابرة بل كان نتاج تجربة عميقة وإدراك واع ورؤية ثاقبة تفرد بها عن غيره من أبناء جيله .
هذا التفرد المبكر الذي تميز به الأخ الرئيس القائد جعله يعتمد في بناء استراتيجيته العسكرية على أسس ومبادئ تحررية ثابتة بثبات الجبال التي انطلق منها .
ولعل هذه الرؤية الثاقبة للأخ الرئيس القائد في رسم سياسته المبكرة تجاه بناء القوات المسلحة الجنوبية قد مهدت له الطريق في رسم معالم الغد وافقه القائمة على فلسفة القوة النابعة من مبادئ الحق .
وبفعل هذه الرؤية الموضوعية للتعامل مع الواقع المغاير الذي تشكل على الأرض الجنوبية بفعل الاحتلال اليمني للجنوب في العام ١٩٩٤ التحق الأخ الرئيس القائد ورفاقه في الصفوف الأولى للمقاومة الجنوبية وما يميزه أنه استمر ولم يستسلم حتى تمكن من تشكيل أول إطار سياسي عسكري لمقاومة الاحتلال اليمني في العام ١٩٩٦م عرف ب( حركة حتم المسلحة لتقرير مصير الجنوب) منطلقا من جبال الضالع الشماء ؛ اذ عمل جاهدا على تأسيس هذه الحركة المسلحة وإخراجها إلى النور رغم الحصار الخانق والامكانيات المتواضعة حينها ليكبد الاحتلال اليمني خسائر فادحة وجسيمة .
لهذا استمر في تفعيل وتعزيز هذه الحركة الصاعدة لتكن الدرع الحصين لحماية الانطلاقة المباركة الثائرة للجان الشعبية ضد الاحتلال اليمني التي تجسدت فاعليتها بشكل بارز في العام ١٩٩٨م حين انتشرت على طول وعرض الجنوب كله ؛ إذ كان يدرك الأخ الرئيس القائد ومنذ وقت مبكر بأن التعامل مع الاحتلال اليمني لا يمكن له النجاح أن لم تكن هناك قوة عسكرية تحمي ذلك التحرك الواعي المنظم .
إلا أن مثل هذا الخيار الصعب وفي ظروف غاية في التعقيد كلفه ورفاقه الكثير من التضحيات ومع ذلك استمر في صيانة وتحصين تلك الحركة المسلحة الصامدة لتكن السلاح الواقي لكل أشكال التمرد الجنوبي السياسي منها والاجتماعي وغيره .
وهو الأمر الذى كان يحسب له الاحتلال اليمني ألف حساب قبل أن يقدم على أي خطوة لمهاجمة أي منطقة أو مضايقة أي شخصية وطنية جنوبية ثائرة أو أي تيار سياسي جنوبي رافض للاحتلال اليمني نحو بروز حركة تاج الجنوبية المطالبة بتحرير الجنوب العربي من الاحتلال اليمني في العام ٢٠٢٤م.
وهو الأمر الذي جعل الأخ الرئيس يعول وبقوة على ضرورة تطوير هذه القوة العسكرية المتصاعدة وبأساليب وآليات تكفل لها حق البقاء والاستمرارية مما جعلها تثمر واقعا مجسدا على الأرض حين صنعت من الجنوبيين أمة خالدة بخلود مشروع التصالح والتسامح الجنوبي في عصرنا الحديث المعاصر عام ٢٠٠٦م لتتوالد منه الدلالات السياسية تباعا وتتفجر من بين ثناياه ثورة سلمية لتحرير الجنوب عطلت كل قوى الاحتلال اليمني البرية منها والبحرية والجوية وما تجبر منها كان يضع للقوات االمسلحة الجنوبية المتماهية بين مفاصل الإنسان والمكان والزمان الجنوبي الف حساب وحساب.
هذه السياسة الاحترافية العميقة والنابعة من استراتيجية بعيدة المدى للأخ الرئيس القائد في الاعتماد على التعزيز والتفعيل المستمر للقوات المسلحة الجنوبية منذ وقت مبكر مكنته من أن يلعب الدور الرئيسي في معركة تحرير الجنوب من قوى الاحتلال اليمني الإرهابية الحوثية منها والإخوانية ابتدأ بتحرير مدينة الضالع عام ٢٠١٥ كأول منطقة تتحرر من المشروع الإيراني على مستوى الوطن العربي برمته للتتوالى دلالات المنجز في تمكين شعب الجنوب الثائر من امتلاك قوة عسكرية ضاربة تحقق الانتصار الثاني على مستوى الكثير من المحافظات الجنوبية من خلال هزيمتها لقوى الإرهاب الإخواني اليمني وحلفاؤه في المنطقة والعالم .
لتنتج ولأول مرة منذ اندلاع ثورة الجنوب السلمية حاملا سياسي لقضية شعب الجنوب الثائر تجسد بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأخ الرئيس القائد .
لتتوالى الانتصارات بفعل تعزيز الأخ الرئيس القائد لبنية القوات المسلحة الجنوبية وتفعيلها بشكل منهجي منظم ومدروس وصولا إلى تحقيق الخطوات الأولى لتمكين الجنوبيين من إدارة الجنوب بأنفسهم والدفاع عنه بالقوات المسلحة الجنوبية في كل الجبهات الجنوبية الثائرة