قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، سالم ثابت العولقي، إن استمرار تعاطي المجتمع الدولي مع عمليات الابتزاز التي تمارسها ميليشيا الحوثي محلياً ودولياً، "لن يحقق السلام المطلوب في اليمن".
وأكد في حوار مع "إرم نيوز"، أن اختلال المعادلة السياسية في عمليات التفاوض، سينتج "سلامًا سيئًا يخدم ميليشيا الحوثي ومن خلفها إيران، ومع عدم وجود الردع السياسي والعسكري والاقتصادي، فإن ذلك سيعيدنا إلى اتفاق ستوكهولم، الذي أخذ منه الحوثيون المكاسب، ورفضوا تنفيذ أي التزامات من جهتهم".
وأشار العولقي إلى أن العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والرئاسة والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، قامت وفقًا لـ"اتفاق الرياض" وإعلان نقل السلطة، وأن العمل دون ذلك وبعيدًا عن مجلس القيادة الرئاسي، ومحاولة الانفراد بالقرار في المجلس الرئاسي، أو التذاكي على قضية الجنوب ومسارها، "لن يجعل العلاقة جيدة أو مستقرة".
ويسلّط الحوار المطوّل مع المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، الضوء على مختلف القضايا والتطورات المحلية المتعلقة بالحرب على الإرهاب في مناطق جنوب اليمن، ومستجدات العملية السياسية في البلاد في ظل استمرار عمليات ميليشيا الحوثي ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وتصعيدها الأخير المتعلق بالوضع الاقتصادي وغيرها من الملفات الشائكة في الأزمة اليمنية.
مضى نحو أكثر من 7 سنوات على إعلان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي.. ما الذي تغير فيه ومعه منذ تأسيسه وحتى اليوم؟
في السنوات الأولى لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كان التركيز على بناء هياكل المجلس بدءاً بهيئة الرئاسة والأمانة العامة والجمعية الوطنية والقيادات المحلية في المحافظات، وغيرها من هيئات المجلس.
تدريجيًا أصبح للمجلس حضور سياسي أكبر، من خلال وجوده في الحكومة ومن خلال وجوده أيضًا في مجلس القيادة الرئاسي.
المجلس خلال السنوات الأخرى أيضًا عمل على بناء وتجهيز وتطوير قدرات الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية الجنوبية، أيضًا أصبح حضور المجلس أكثر فاعلية فيما يتعلق بالعمل السياسي الخارجي والعلاقات الخارجية.
بلا شك هناك تغير خلال السنوات، الظروف التي كانت قائمة قبل 7 أو 8 سنوات ليست كالظروف القائمة اليوم، والمجلس الانتقالي الجنوبي، يحاول أن يواكب هذه المستجدات كلها من خلال تجديد هياكله وتجديد أدوات عمله، ومن خلال تطوير أدائه.
هناك من يرى أن المجلس الانتقالي فقد شيئًا من بريقه على المستوى الشعبي، بعكس السنوات الأولى على انطلاقه، إذ كان يحظى بزخم وتأييد واسعين.. كيف تعلقون على ذلك؟ برأيكم ما هي الأسباب التي أدت إلى هذا التحول والتغيير في بعض وجهات النظر؟
المجلس الانتقالي الجنوبي جزء من تفاعلات سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية، يُصيب في مواضع ويخطئ في مواضع أخرى، على اعتبار القاعدة التي تقول إن الوحيد الذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل.
الأمر الآخر أن المجلس الانتقالي قبل عدة سنوات، لم يكن شريكًا في الحكومة وفي مجلس القيادة الرئاسي، اليوم المجلس الانتقالي الجنوبي شريك في الحكومة وفي مجلس القيادة الرئاسي، والناس أو الشارع الجنوبي يرى أنه شريك في كل ما يحصل في المشهد سلبًا أو إيجابًا.
تتباين وجهات النظر في هذا الاتجاه كثيرًا، لكن كما أسلفت، المجلس الانتقالي جزء من هذه التفاعلات وجزء من الحراك السياسي والعسكري والأمني الموجود في البلاد.
وإن كان هناك عتب، فهو عتب نستطيع أن نسميه عتب المُحب، لماذا لم يحصل هذا؟ ولماذا لم يحدث هذا؟ فهو من باب الحرص ومن باب العتب على المجلس، نظرًا للتأييد الشعبي الواسع، وبوصفه أكبر المكونات في الجنوب، نتفهّم تمامًا كل ما يُطرح، ونقدّر تمامًا هذا العتب.
ما نؤكد عليه دائمًا هو قدرة المجلس الانتقالي على مواكبة كل المستجدات، وعلى القيام بالكثير من عمليات التصحيح، سواء في الملف السياسي أم في الملف العسكري أم في الملف الخارجي المتعلّق بقضية الجنوب ومسارها خلال عملية السلام القادمة.
ضعنا في صميم تفاصيل طبيعة العلاقة بين المجلس الانتقالي والرئاسة اليمنية والحكومة الشرعية؟
العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي، ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة تأسست وقامت على اتفاق الرياض في نوفمبر 2019، وعلى إعلان نقل السلطة في أبريل 2022، هذه هي المرجعيات الحاكمة بالنسبة للمجلس الانتقالي، وعلاقته بالحكومة ومجلس القيادة الرئاسي.
اتفاق الرياض واضح، إعلان نقل السلطة واضح، العمل بموجب هذا الاتفاق وإعلان نقل السلطة يجعل من العلاقة جيدة ومستقرة، وليس العمل بعيدًا عن اتفاق الرياض وبنوده والعمل بعيدًا عن مجلس القيادة الرئاسي، أو محاولة الانفراد بالقرار في مجلس القيادة الرئاسي أو محاولة التذاكي على قضية الجنوب ومسارها السياسي. وخلال المرحلة القادمة، الجوانب الخدمية والاقتصادية، الأوضاع الميدانية، كلها ملفات تحدد طبيعة هذه العلاقة.
المجلس الانتقالي الجنوبي شراكته جاءت من أجل قضية الجنوب، وكل عمله ونشاطه وتواجده في إطار مجلس القيادة الرئاسي، من أجل المسار السياسي لقضية الجنوب خلال المرحلة القادمة، كما ذكرت ضابط العلاقة هو مدى الالتزام باتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة.
عاد تنظيم القاعدة مؤخرًا إلى استخدام تكتيكاته السابقة في تنفيذ عملياته الإرهابية.. برأيكم لماذا في هذا التوقيت بالذات؟
أولاً أحب أن أقول إن الحرب لم تنتهِ بعد، الحرب ما زالت مستمرة، وقد تأخذ تكتيكات مختلفة، الحوثيون يبحثون اليوم عن عملية سياسية تحقق لهم مكاسب، ولكنهم لا يريدون أن يقوموا بالتزامات، وبالتوازي يتحالفون مع التنظيمات الإرهابية في الجنوب.
كل المؤشرات حول الدعم الميداني وتزويد التنظيمات الإرهابية بالأسلحة وآخرها الطيران المسيّر، كل هذا يتم عبر ميليشيا الحوثيين، لزعزعة الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب، لخلط الأوراق وإرباك المشهد في ظل التطورات الجارية اليوم في الميدان أو حتى أحداث البحر الأحمر.
القاعدة أو التنظيمات الإرهابية على مدى 3 عقود، تحالفت مع عدة أطراف بدءًا بعودتهم من أفغانستان ومشاركتهم في الحرب على الجنوب في صيف 1994، والكل يعرف الطريقة التي تمت بها إعادة الأفغان العرب وتوطينهم ومنحهم الامتيازات في محافظات الجنوب والتحالف معهم لسنوات.
اليوم التنظيمات الإرهابية تؤدي دورًا في إطار المحور الإيراني وميليشيا الحوثي، بحثًا عن تعزيز نفوذ هذا المحور بالعملية السياسية أو بالضغط الميداني.
وما أؤكد عليه أن جهود القوات الجنوبية مستمرة، وقد حققت انتصارات كبيرة جداً خلال السنوات الماضية، سواء بعد تحرير عدن أو تحرير المكلا، أو تثبيت الأمن والاستقرار في محافظات لحج ومعظم مديريات محافظة شبوة.
وهذه الجهود مستمرة حتى يتم تحقيق الأمن والاستقرار، وبكل تأكيد هناك معسكرات لهذه التنظيمات في محافظات محاذية لمحافظات الجنوب، ومدعومة وممولة لتحقيق اختراقات تخدم أجندة سياسية متعلقة بالحوثيين أو غير الحوثيين، لكن القوات الجنوبية إنجازاتها ملموسة، ومستمرة في هذا الجهد، حتى استئصال شأفة الإرهاب، بإذن الله.
عامان منذ إطلاق القوات المسلحة الجنوبية حملة "سهام الشرق" العسكرية، لتطهير محافظتي أبين وشبوة من العناصر الإرهابية.. صحيح أنها حققت انتصارات إستراتيجية، إلا أنها لم تتمكن من القضاء عليهم بالكامل أسوة بما حصل في عدن وحضرموت..
الحرب على الإرهاب وعلى التنظيمات الإرهابية شائكة ومعقدة، تتداخل فيها مصالح كثيرة، وهناك أوجه دعم أصبحت واضحة في دعم هذه التنظيمات، من قبل ميليشيا الحوثيين.
هناك نجاح كبير تحقق في محافظة أبين خلال السنوات الماضية. الحرب اليوم تدور في مناطق جبلية وفي بعض الوديان المحاذية لمحافظة البيضاء ومحافظة مأرب، وهناك محاولات مستمرة للاختراق وتنفيذ بعض العمليات الإرهابية التي تستهدف قواتنا في أبين أو في شبوة أو في غيرها، لكن حضور القوات الجنوبية في الميدان بات كبيرًا.
الحالة الأمنية أصبحت مستمرة في عموم محافظات الجنوب، قياسًا بالسنوات الماضية، وكل هذه الجهود من المهم البناء عليها لتحقيق نتائج أكبر، وهذا يتطلب جهدًا إقليميًا أكبر، وجهدًا دوليًا أكبر في دعم هذه القوات، وتأهيلها وتطويرها باستمرار، بما يضمن تثبيت عملية الأمن والاستقرار، وإنهاء خطر الإرهاب بشكل تام.
تقصد أن الطبيعة الجغرافية في أبين وشبوة مختلفة عن المكلا وعدن؟
بكل تأكيد.. إضافة إلى أنك في مرحلة تحول سياسي. مراحل التحول السياسي تستخدم فيها جميع الأوراق السياسية.
هذه التنظيمات على مدى الثلاثة العقود الماضية، استخدمت كورقة سياسية، في الحرب على الجنوب في 94، وفي تنفيذ عمليات الاغتيال في مطلع التسعينيات بعد ظهور الحراك الجنوبي، وخلال الفترة الممتدة بين 2011 و2015، وبعد تحرير عدن.
المُلمّ بالملف اليمني وتعقيداته يفهم تماماً هذه المسألة، ولكن كما أشرت قبل قليل، القوات الجنوبية حققت نجاحًا كبيرًا جدًا خلال السنوات الماضية، وما زال هذا النجاح مستمرًا.
كما أن عملية "سهام الشرق" لم تكن نتائجها فقط في محافظة أبين، بل كانت النتائج مباشرة، وانعكست على أمن واستقرار عدن خلال العامين الماضيين ولحج والضالع، وغيرها من المناطق المحاذية لعدن.
ما آخر مستجدات وتطورات التفاهمات السياسية وخريطة السلام مع الحوثيين؟ وما موقع المجلس الانتقالي فيها؟
خريطة الطريق مصممة على عدة مراحل لتحقيق عملية السلام، بناء الثقة ومرحلة التفاوض السياسي والمرحلة الانتقالية.
بعد إعلان نقل السلطة، بدأت ترتيبات المرحلة الأولى، بناء الثقة، التي شهدت فتح الميناء والمطارات، ومنح الحوثيين بعض المكاسب في هذا الجانب.
المجلس الانتقالي الجنوبي، من خلال تواجده في مجلس القيادة الرئاسي، هو جزء من هذه العملية، لكن ما نشدّد عليه دائماً ألا يكافأ الحوثي مرةً أخرى باتفاق سلام سيئ مثل ما حدث في ستوكهولم، أيّ سلام سيئ يخدم الحوثيين ويخدم إيران بشكل واضح، في ظل تصعيدها الحالي في المنطقة والتصعيد الحاصل في البحر الأحمر، ومن غير المعقول الحديث عن عملية سلام في ظل هذا الجنون وهذا الانفلات لميليشيا الحوثيين.
أما الموقف من حيث السلام فهو موقف واضح، نحن مع إحلال السلام ووقف الحرب ولكن السلام العادل والشامل والمشرف للجميع، وليس السلام الذي تعتقد ميليشيات الحوثيين أنها من خلاله ستُحقق ما عجزت عن تحقيقه بعملياتها العسكرية في الضالع وفي شبوة، وفي غيرهما من الجبهات.
شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا حوثيًا في أكثر من جبهة، وآخرها محاولة استهداف منشأة صافر في مأرب.. ألا ينسف ذلك أي تقدّم على مستوى التحركات السياسية؟
بكل تأكيد، هذه هي طبيعة ميليشيات الحوثيين، من يعرف ميليشيا الحوثي جيداً يعرف أسلوبها في البحث عن تحقيق المكاسب، هي تتحدث عن السلام هنا، ولكنها تقوم باختراقات وبعمليات عسكرية هناك، عملية غير معقولة. والتماهي مع هذا التوجه وهذا الانفلات في سلوك ميليشيات الحوثيين يشكل خطرًا بكل تأكيد.
ميليشيا الحوثي لا تُريد السلام ولا تُريد الاستقرار، هي تبحث عن مكاسب سياسية ومكاسب اقتصادية تحت بند الغطاء الإنساني.
تصعيدها في الجبهات، دعمها لتنظيم القاعدة، القرصنة الحوثية في البحر الأحمر، كلها مؤشرات وممارسات تؤكد أننا أمام جماعة لم تعُد تُشكّل مُشكلة محلية ولا إقليمية، بل أصبحت مُشكلة دولية، وكل هذا الجميع أصبح يدفع ثمنه بما فيه الإنسان والمواطن البسيط. التعامل مع ميليشيا الحوثي ومع ملف المفاوضات يحتاج إلى مسؤولية أكبر وإلى يقظة.
بشكل مباشر.. هل تتماهى الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي الخاص إلى اليمن مع الحوثيين؟ وكيف تجدون تعاطيهم مع الملف اليمني؟
بشكل عام، نرى أن هناك ابتزازًا تمارسه ميليشيا الحوثي، ونرى هناك تعاطيا مع هذا الابتزاز سواء من الأمم المتحدة أو غيرها، ونقول إن هذا الابتزاز يجب أن يتوقف.
السلام الجيد يصنعه التوازن وتصنعه طاولة المفاوضات المستوية، أما السلام السيئ، فينتج غالبًا عن اختلال في المعادلة السياسية وفي عملية المفاوضات. وهناك ابتزاز يمارسه الحوثيون بشكل واضح جداً، ونرى أن استمرار التعاطي مع هذا الابتزاز لا يحقق سلامًا، أو لن يحقق السلام بالشكل الذي يتصوره البعض.
ميليشيا الحوثي منفلتة بمعنى الكلمة، وتهديدها أصبح أكبر في البر، أو في البحر، وكل هذا يحتاج موقفًا إقليميًا ودوليًا أكثر انسجامًا، وموقفًا موحّدًا تجاه هذه الميليشيا، وضرورة وجود الردع السياسي والردع العسكري والردع الاقتصادي، وهي حُزمة متكاملة لا يجب أن تتم تجزئتها.
دون ذلك سيعيدنا إلى اتفاق ستوكهولم وإلى كل الاتفاقيات السياسية التي تمت مع ميليشيات الحوثيين خلال السنوات الماضية، وكيف تعامل معها الحوثيون وكيف يأخذون منها المكاسب، وكيف يرفضون تنفيذ أي التزامات من جهتهم.
هل تراجع ترتيب الملف اليمني على قائمة أولويات الاهتمامات الأممية والدولية؟
طبعاً هناك أحداث كثيرة اليوم في الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم، والحرب الأوكرانية الروسية، أكيد أن الملف اليمني اليوم لا يحظى بنفس الاهتمام الذي كان قبل عدة سنوات، لكن هناك رغبة واضحة من قبل الفاعلين الإقليميين والدوليين في عملية إحلال السلام ووقف الحرب.
وكما أشرت قبل قليل، الجميع مع إحلال السلام، لكن المهم هو طريقة إحلال السلام وطريقة إغلاق ملف الحرب، ألا تكون بشكل سيئ، ولا يستفيد منه سوى ميليشيا الحوثيين.
كيف نظرتم إلى اعتداء إسرائيل على ميناء الحديدة واستهداف رصيف خزانات الوقود؟ ومتى تعتقدون أنه سيأتي الردّ الحوثي كما توعّدوا وهدّدوا بذلك؟
نحن نرى دائماً النظر إلى جذر المشكلة، وجذر المشكلة هو الميليشيات الحوثية، ولا يمكن أن تذهب إلى تحميل الآخرين المسؤولية بينما ميليشيات الحوثيين هي التي جرّت البلاد إلى هذه السيناريوهات، ولا يمكن إعفاؤهم من هذه المسؤولية، فكل ما تشهده البلاد منذ 2014، و2015، يتحمل سببه الحوثيون.
ما يحدث في البحر الأحمر كارثة بكل المقاييس، يُريد أن يُمرّرها تحت شعارات التضامن مع غزة وقضية فلسطين، وكلنا نعلم أن هذه ادعاءات كاذبة وشعارات كاذبة.
كل الجرائم التي ارتكبها الحوثيون لا تقلّ فداحة عما نشاهده في قطاع غزة. هذه الشعارات التي يرفعها هي نفس الشعارات التي ترفعها جماعات الإسلام السياسي سواء تنظيم القاعدة أم داعش أم غيرهما من الجماعات خلال السنوات الماضية.
ما يحدث ليس له علاقة بفلسطين، له علاقة بالمحور الإيراني، وتوسيع نفوذ هذا المحور في المنطقة. إيران لا تُحبّذ المواجهة المباشرة في ظل الأزمة الموجودة في الشرق الأوسط لكنها تَميل من خلال أدواتها في اليمن وغيرها من البلدان إلى التصعيد بحثاً عن مكاسب سياسية، بدليل أننا نسمع تهديدات على مدى الأسابيع الماضية من قبل ميليشيات الحوثيين حول الرد على الاعتداء على ميناء الحديدة لكن هذا لم يحدث، لأن القرار قرار إيراني بامتياز، وهي من تُحدّد طبيعة هذا الرد في المنطقة وعبر أي أدوات، فالحوثي مجرد أداة إيرانية لا أكثر ولا أقلّ تخدم هذا المشروع وهذا التوجّه في المنطقة.
لا يزال الحوثيون يستهدفون الملاحة الدولية بل ويذهبون نحو تصعيد عملياتهم.. أين "تحالف الازدهار"؟ وكيف أن أقوى جيش في العالم -كما يُصنف- لم يستطع طوال هذه المدة تحجيم قدرات الحوثيين العسكرية؟
الكثير يرى إلى حد الآن أن عملية التحالف الدولي "حارس الازدهار" لم تحقّق النتائج المطلوبة في مواجهة ميليشيات الحوثيين وقرصنتها البحرية في البحر الأحمر.
بكل تأكيد هناك حاجة إلى استجابة دولية أكبر في ما يتعلق بالقرصنة الحوثية سواء في البحر أم في البرّ. ردود الفعل الدولية تجاه ما يحدث حاليًا في البحر الأحمر ليست بالمستوى المطلوب، ولم تحدّ حتى الآن من قدرات ميليشيات الحوثيين.
أي توجّه يجب أن يشمل تقليص قدرات الحوثيين العسكرية والتقنية وما يتعلق بالطيران المسيّر والزوارق البحرية والاتصالات والجانب الاقتصادي والمالي والمصرفي، وما لم يتحول إلى موقف يشمل حُزمة من الإجراءات السياسية والاقتصادية والعسكرية فلن يكون له أثر.
الردع أصبح مطلوبًا، ودون الردع ستذهب ميليشيا الحوثي في تصعيدها ومن خلفها إيران، إلى ما هو أبعد من ذلك