كشف تقرير متلفز زيف ثروة مأرب النفطية التي لطالما تغنت بها جماعة الإخوان منذ عشرات السنين، حيث كانت تزعم بإمداد الجنوب بالمشتقات النفطية، وتدعي أن مأرب اليمنية توفر احتياجاتها من الوقود من مواردها المحلية.
وأكد تقرير قناة "عدن المستقلة" الأزمة الخانقة التي تعيشها مأرب، وذلك بعد توقف إمدادات النفط الخام من محافظة حضرموت الجنوبية، وهو ما كشف واقعاً مغايراً لما كانت تروج له السلطات هناك.
مأرب، التي طالما تفاخرت بأنها مكتفية ذاتياً وقادرة على تلبية احتياجاتها من الوقود من مواردها الخاصة، تواجه اليوم أزمة غير مسبوقة في المحروقات.
وأشار التقرير إلى أن توقف إمدادات النفط الحضرمي حوّل مأرب إلى مدينة مشلولة، حيث تصطف السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، في مشاهد تقترب من الكوارث الإنسانية.
وقد بلغت هذه الطوابير حداً من الفوضى دفع السلطات الإخوانية إلى محاولة تنظيمها، لكنها فشلت، ما اضطرها إلى الاستعانة بقواتها العسكرية لتنظيم الكم الهائل من السيارات المتكدسة للحصول على كميات قليلة من الديزل أو البنزين بأسعار مدعومة. لكن الأعداد الكبيرة والعجز في الإمدادات جعلا الوضع غير قابل للإدارة.
وتشير مصادر قناة "عدن المستقلة" إلى أن السبب الأساسي لأزمة المشتقات النفطية يعود إلى توقف إمدادات النفط من حضرموت إلى مصفاة صافر بمأرب، نتيجة انتشار قطاعات قبلية في وادي حضرموت تطالب بحقوقها، ما عرقل حركة ناقلات النفط.
هذا التوقف كشف حقيقة اعتماد مأرب على النفط القادم من حضرموت، رغم إنكارها المتكرر لسنوات طويلة، حيث كانت تعتمد على نفط حضرموت وشبوة لتلبية احتياجاتها من المحروقات.
قطاعات وبلوكات نفطية شتى. بين الهضاب والصحاري بحضرموت. تكشفت كلها عند اختلاف السلطات الحاكمة على مصارف مواردها.
وأظهرت هذه الأحداث نزيف الثروة النفطية الذي تتعرض له المحافظة الأغنى في البلاد، بينما يكابد أبناؤها البسطاء للحصول على لقمة عيش كريمة.
ويختتم التقرير بالتأكيد على أن هذه الأزمات التي تتكشف يوماً بعد آخر ما هي إلا نتاج لنظام صنعاء البائد وأحزاب القوى اليمنية الفاسدة، التي عاثت في حضرموت ومقدراتها فساداً لعقود.