تهلُّ على شعب الجنوب ذكرى ال 61 لثورة ال 14 من أكتوبر في ظل تحولات وتجارب كثيرة مر بها الجنوب؛ ونترحم في هذه المناسبة على كل الشهداء الذين قاوموا الاستعمار البريطاني منذ وطأة أقدامه أرض الجنوب عام 1829م ... حتى إعلان الاستقلال...... إذ لم تُفرش الأرض ورودا للاستعمار البريطاني بل سجل التاريخ حركات ناهضت الاستعمار في معظم أراضي الجنوب؛ وكانت ملاحم وصل معها الاستعمار البريطاني حد نسف قرى بالطيران وأرتقت شهداء... وتسيير الحملات العسكرية لقمع الزخم الثوري؛ ولهذا أتت شرارة ال 14 من أكتوبر عام 1963م وشعب الجنوب من أقصاه إلى أقصاه قد وصل لمرحلة النضج بفكرة رحيل المستعمر وبناء الدولة وأكثر تنظيما؛ ولذا فأكتوبر ( هويَّة جنوبيَّة). حقَّقَ الجنوب كل الجنوب فعل الثورة بشعب وقيادة تفانت نحو منجز بناء الدولة ومؤسساتها بطابع وطني خالص يضمن حقوق وواجبات الإنسان من خلال المواطنة المتساوية، وتحقيق العدالة الاجتماعية؛ دولة رأسمالها المواطن ... فالكل سواسية تحت طائلة القانون .. وأهم منجز هو توحيد كل الجنوب في دولة مهابة. لم تكن دولة الجنوب خالية كأي دولة وليدة من ملاحظات وتباينات فطبيعة الأشياء التباين الذي يقوده التنوع... والتنوع ينتج الأفضلية، ولكن الخلل يكمن - أحيانا - في إدارة التنوع؛ ومن التجني بمكان أن يتم تقييم أي ماضٍ كان بأدوات أو منطق الحاضر بل لكل ظرف تاريخي تقييم بمعطياته وما رافقه من حراك عالمي آنذاك؛ من هنا نكرر أن تجربة ما قبل وما بعد وما رافق أكتوبر يمثل (هوية جنوبية) خالصة لا كما يتخرص مزورو التاريخ ومغالطو الحقائق بأن أكتوبر امتدادا لسبتمبر ولولا سبتمر لما كانت أكتوبر؛ وهو تزوير مخادع تم تسويقه من قبل الدخلاء في ظرف تاريخي خاص ليمهد لمفهموم الواحدية بين الشمال والجنوب ثم ما توِّج بخديعة مشروع وحدة يمنية في عام 1990م التي أعقبها احتلال غاشم لدولة الجنوب في 1994م.. وضم وإلحاق دولة الجنوب إلى الشمال لا كشريك في القرار كما نصت اتفاقات مشروع الوحدة القائمة على التكافؤ والندية والأخذ بأفضلية الدولتين بل كتابع وضم جغرافيا دولة الجنوب لما هو باليد لدولة الجمهورية العربية اليمنية؛ وهو كما لمسه شعب الجنوب ببعده المدني والثقافي والحضاري... من إعادة إنتاج حمولات تخلف الجمهورية العربية اليمنية وفرضها بقوة السلاح على الجنوب. تأتي ذكرى أكتوبر هذا العام في ظل مستجدات كثيرة منها معارك سياسية وعسكرية قادها الجنوب لثلاثة عقود ويقود تتويجها اليوم المجلس الانتقالي مفوضا عن شعب الجنوب حتى استعادة وبناء دولته الفدرالية المستقلة، فالانتصارات العسكرية في جميع الجبهات وهي امتداد لإرث لما قبل وما بعد أكتوبر ، وانتصارات سياسية أبرزها تتويج كل التحركات السياسية داخليا وخارجيا بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي وإلقاء كلمته في أعلى جهاز يتبع الأمم المتحدة (مجلس الأمن)، وتثبيت قضية شعب الجنوب تحت سقف صناعي القرار الدولي واللقاء مع ممثلي الدول وهذا أهم تحول منذ 30 عاما من كفاح شعب الجنوب. يأتي أكتوبر ومعه يقف الجميع إجلال لشهداء الجنوب في كل ميادين الشرف، والجنوب يفخر باستعادة وبناء المؤسسة العسكرية كقوة ضاربة، وقوة سياسية احترافية تمضي بشعب الجنوب نحو التمكين، وبناء تنظيمي يمتد أفقيا ورأسيا ليغطي جغرافية دولة الجنوب وهذه الركائز الثلاث وغيرها ضامن الوصول نحو الانتصارات على كل المستويات ومن الأهمية بمكان بذل الجهود لتعزيز وتضافر الطاقات والتلاحم واستشعار حجم المسؤولية لضمان مستقبل آمن ومزدهر ومستقر للأجيال القادمة وهنا غاية كل التضحيات. د. باسم منصور الحوشبي العاصمة عدن أكتوبر - 2024م.