ثمان سنوات مرت، بمعاناتها، وافراحها، بانتصاراتها، وانتكاستها. ثمان سنوات كاملة شهد الجنوب فيها احداثًا كثيرة يُصعب ذكرها كاملةً، ولكنني سأذكر، وبشكل عام، أهمها. البداية كانت في الرابع من مايو / أيار 2017م، حينما احتشد أبناء الجنوب من كل بقاع الأراضي الجنوبية الطاهرة، إلى عاصمتهم الجنوبية الأبدية (عــدن)، وتحديدًا في ساحة الحرية والشهداء (ساحة العروض) في مديرية خور مكسر، ليعلنوا عن إعلان عدن التاريخي، وتفويض الأخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم بن عبد العزيز الزُبيدي، كقائد، وحامل لقضية شعب الجنوب. في ذلك اليوم، كان الجنوب عن بكرة ابيه يحتفي بمجلسه الانتقالي الجنوبي، ولم تتوقف الاحتفالات رغم الأوضاع الصعبة التي كنا نعيشها آنذاك. بعد هذا اليوم، انطلق المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي ليبدأ خوض مضمار طويل، وحويص، لكن الشيء الأجمل أنه بدأ بخطوة السيطرة على الأرض، وهذه المقولة قالها الأخ الرئيس عيدروس في ساحة الحرية والشهداء بخور مكسر.. وفعلًا سيطرنا على أرضنا، وطردنا الإرهاب وميليشيا الشرعية اليمنية، وطهرنا العاصمة الجنوبية عدن، ورغم النكسة التي حدثت لنا في شبوة، وبفعل مؤامرة دنيئة تم تدمير قوات النخبة الشبوانية، بعدها دخلنا في منعطف استهداف القيادات الجنوبية، فخسرنا الكثير والكثير من القيادات الجنوبية وعلى رأسهم الشهيد البطل القائد منير اليافعي (أبو اليمامة)، رحمة الله عليه، حيث كان استشهاد القائد أبو اليمامة منعطفًا مهمًا، حيث ثار كافة أبناء شعب الجنوب لحظتها، وطردوا الشرعية اليمنية وعناصرها الإجرامية من العاصمة الجنوبية عدن. بعدها دخلنا في منعطف مهم، وهو اتفاق الرياض الموقع في العاصمة السعودية الرياض، كمكسب سياسي لقضية شعب الجنوب، ولكن حينها كنا نخوض حربًا شرسة ضد بقايا ميليشيا الشرعية اليمينة في محافظة أبين الأبية، التي هي الأخرى خسرنا فيها من أعز قيادات ورجالات الجنوب، ولكن كان الدفاع عن الأرض الجنوبية هو شعار الجميع حينها، فنتصرنا في تلك المعركة، رغم ما كانت تمتلكه بقايا ميليشيا الشرعية اليمينة من سلاح وعتاد. ليأتي بعدها، تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وحكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، وكان دخولنا في الشرعية مكسبُا على طريق استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة على حدودها الجغرافية والسياسية المعترف بها دوليًا ما قبل 21 مايو / أيار 1990م. جرت الأيام، وتكالب الجميع ضدنا، وعندما فشلوا في الجانب العسكري والأمني والسياسي والدبلوماسي، سلكوا سلوك دنيئ، وهو سلوك محاربة شعب الجنوب، هي تعرض شعبنا الجنوبي العظيم لحرب اقتصادية ومعيشية كبيرة، وكان الهدف استهداف الجنوب وشعبه وقضيته وقواته المُسلحة والأمنية ومجلسه الانتقالي الجنوبي، ورغم ذلك صمدنا كصمود جبال ردفان الأبية. اليوم استطاع المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الأخ الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي الوصول بقضية شعب الجنوب إلى العالم، وصارت قضية شهداء وجرحى الجنوب توضع على الطاولة كقضية محورية، ومفصلية. وليس هذا فحسب، بل أصبح للجنوب تمثيل حقيقي في الخارج، واخر تلك الإنجازات الجنوبية الخارجية تدشين عمل بعثة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس في العاصمة الأمريكية واشنطن. لم يتبقى لنا اليوم الا القليل للوصول لهدفنا المتمثل في استعادة دولة الجنوب الفيدرالية كاملة السيادة، وبإذن الله تعالى سيتحقق عاجلًا وليس آجلًا. ... ... #علاء_عادل_حنش 4 مايو / أيار 2025م.