الأمين برس

2025-10-10 00:00:00

14 أكتوبر ملحمة بطولية جسدت معاني التضحية في سبيل حرية وسيادة أرض الجنوب

اخبار وتقارير
2025-10-10 00:50:41

ومن شامخات الجبال ابتدينا .. تتجدد في الرابع عشر من أكتوبر من كل عام، ذكرى الثورة المجيدة التي فجّرها أبناء ردفان عام 1963 ضد الاستعمار البريطاني، لتظلّ واحدة من أهم المحطات في تاريخ الجنوب، إذ دشنت مرحلة جديدة من الوعي الوطني، وأرست معاني التضحية في سبيل الحرية والسيادة.

 

ومن جبال ردفان، انطلقت الشرارة الأولى، حين واجهت ردفان واحدة من أعظم الإمبراطوريات آنذاك ولم تكن المواجهة متكافئة في السلاح، لكنها كانت متكافئة في الإرادة، بل راجحة في الإيمان بعدالة القضية. تحوّلت تلك الشرارة إلى نارٍ ثورية اجتاحت كل مناطق الجنوب حتى تحقق الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر 1967، إيذانا بانتهاء أكثر من 129 عاما من الوجود البريطاني.

 

 

كما ان لم تكن ثورة أكتوبر مجرد لحظة انتصار عسكرية؛ بل كانت ميلاد لهوية سياسية جنوبية متماسكة، تشكلت عبر التضحيات والمعاناة، ورسّخت فكرة الدولة الوطنية الحديثة.

 

ومع تعاقب التحولات، بقيت روح أكتوبر حاضرة في وعي الأجيال، تحفّزهم على التمسك بالسيادة والكرامة، وتذكّرهم بأن الحرية لا تُمنح بل تُنتزع.

 

في الحاضر، تتجدّد تلك القيم في مسار المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على عاتقه مشروع استعادة الدولة، في سياق مختلف، لكنه يستند إلى ذات الروح التي حملها الثوار الأوائل.

 

حيث تحولت ذكرى أكتوبر اليوم إلى رمز سياسي يتجاوز الاحتفال التاريخي، لتصبح مرجعاً استراتيجياً في معركة الجنوب من أجل تقرير مصيره واستعادة دولته.

 

 

كما أن الرئيس عيدروس الزبيدي، يمثل أحد أبرز القادة الذين واصلوا مسيرة الكفاح، يُعيد اليوم إحياء معنى الثورة، لكن بأدوات سياسية وعسكرية ومؤسساتية حديثة.

فكما توحد الثوار في جبال ردفان بالأمس، تتوحد اليوم القوات الجنوبية في الميدان، وتحمل ذات الرسالة هو الدفاع عن الأرض والهوية.

 

وتُظهر تجربة الجنوب الحديثة أن إرث أكتوبر لم يكن مجرد تاريخ محفوظ في الذاكرة، بل أصبح منهجاً عملياً في الإدارة والبناء والمقاومة.

 

فالتحولات التي يشهدها الجنوب اليوم من بناء مؤسسات أمنية مستقلة إلى تعزيز الحضور الإقليمي والدولي تمثل استكمالاً لرسالة الثورة، ولكن في ثوب جديد.

 

 

وكما واجه الأجداد تحديات الاحتلال بالأمس، يواجه الجنوبيون اليوم تحديات لا تقل صعوبة، أبرزها تثبيت الأمن، واستكمال مشروع الدولة، والتعامل مع التحالفات الإقليمية والدولية بحكمةٍ تحفظ للجنوب مصالحه وقراره السيادي.

 

ومع ذلك، تظلّ ذكرى الرابع عشر من أكتوبر مناسبة لتجديد العهد مع الشهداء، وتذكير الأجيال بأن النضال لا يُقاس بطول الطريق، بل بصلابة الهدف.

 

 

كما إن ثورة 14 أكتوبر ليست حدثا مضى، بل روحا متجددة في قلب الجنوب، تذكر أبناءه أن الوطن يُبنى بالوعي كما يُحمى بالسلاح بالإضافة هي صفحة المجد الأولى التي كُتبت بدماء الأبطال، وتستمر فصولها اليوم في ميادين السياسة والبناء والمقاومة.

 

وفي كل عام، حين تُرفع رايات أكتوبر في سماء عدن وردفان، وكافة محافظة الجنوب ولذلك يدرك الجنوبيون أن التاريخ لا يعود إلى الوراء، بل يتقدم بثبات نحو استعادة الدولة والهوية، في مشهد يعيد للأذهان أن الجنوب وُلد من رحم الثورة، وسيُستعاد بروحها.

 

https://alameenpress.info/news/54186
You for Information technology