الأمين برس

2025-12-21 00:00:00

الجنوب العربي شريك السلام والاستقرار بالمنطقة والإقليم

اخبار وتقارير
2025-12-20 22:33:28

لم تعد قضية شعب الجنوب العربي حبيسة الميادين أو رهينة الخطابات المحلية، بل دخلت اليوم مرحلة جديدة أكثر نضجا وتأثيرا، مرحلة تُدار فيها المعركة السياسية بوعي دولي، وتُخاطَب فيها العواصم الكبرى بلغة المصالح والقانون والحق التاريخي. فالقضية الجنوبية لم تعد تُقرأ كأزمة داخلية عابرة، بل كملف سياسي وقانوني وإنساني يرتبط مباشرة بأمن المنطقة واستقرار الملاحة الدولية.

 

 

تحوّل نوعي في مسار القضية الجنوبية وهذا التحول لم يأتِ من فراغ، بل كان نتاج مسار طويل من النضال الشعبي، بدأ من الحراك السلمي في الساحات، وتطوّر إلى فعل سياسي منظم، وصولًا إلى حضور فاعل في الفضاء الدولي.

 

 

ومع اتساع رقعة الزخم الثوري في مختلف محافظات الجنوب العربي، بالتوازي مع تحركات نشطة للجاليات في دول المهجر، بات صوت الجنوب مسموعا خارج حدوده الجغرافية.

 

 

لقد أدرك الجنوبيون، أن معركتهم الحقيقية ليست فقط على الأرض، بل في كسب الرأي العام الدولي، وتقديم قضيتهم بوصفها قضية شعب حُرم من دولته، لا صراع نفوذ أو خلاف نخب. ومع تعمّق الأزمات الإقليمية، أصبح الجنوب العربي جزءً من معادلة الاستقرار لا هامشا فيها.

 

 

كما انتقل الخطاب الجنوبي في الوقت الراهن من سرد الألم إلى تثبيت الحق فالجنوب العربي كان دولة قائمة ومعترفا بها دوليًا، واستعادة دولته ليست خروجا عن الشرعية الدولية، بل عودة إليها .. وان الوحدة اليمنية المشوؤمة التي فُرضت بالقوة تحولت بمرور الوقت إلى عبء سياسي وأمني، ليس على الجنوب وحده بل على الإقليم بأكمله.

 

 

في هذا السياق ذاته، تبرز حضرموت والمهرة بوصفهما عمقا استراتيجيا حقيقيا لمشروع دولة الجنوب العربي القادمة فالحضور الشعبي والسياسي فيهما يؤكد أن المشروع الجنوبي ليس مشروع مركز يفرض إرادته، بل رؤية دولة تقوم على الشراكة والعدالة وتوزيع السلطة والثروة.

 

 

كما تمثل المحافظتان ركيزة أساسية للأمن الإقليمي، بما تمتلكانه من موقع جغرافي حيوي، وثروات طبيعية، وحدود مفتوحة على محيط إقليمي ودولي حساس. ومن هنا، فإن استقرارهما جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة بأكملها.

 

 

"الجاليات الجنوبية.. صوت الثورة في العالم"

 

في موازاة الحراك الداخلي، تلعب الجاليات الجنوبية في المهجر دورا متقدما في نقل القضية إلى الخارج ولم تعد تحركاتهم مجرد فعاليات رمزية، بل تحولت إلى عمل منظم يستهدف البرلمانات، ومراكز الأبحاث، ووسائل الإعلام الدولية.

 

 

من نيويورك إلى لندن، ومن برلين إلى أمستردام، يقدّم أبناء الجنوب روايتهم بلغات العالم، ويفككون السرديات المضللة، ويؤكدون أمام العالم أن ما يطالبون به ليس امتيازا سياسيا، بل حقا مشروعا لشعب كامل وهذا الحضور من الجاليات الجموبية شكّل، بمرور الوقت، قوة ضغط سلمية لا يمكن تجاهلها.

 

 

"الجنوب العربي شريك موثوق"

 

 

كما تتزايد القناعة الدولية بأن استعادة دولة الجنوب العربي تمثل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار وفقد أثبتت القوات المسلحة الجنوبية فاعليتها في مكافحة الإرهاب، وتأمين المناطق الحيوية، وحماية خطوط الملاحة الدولية في خليج عدن وباب المندب، وسد الفراغ الأمني الذي طالما استغلته الجماعات المتطرفة ومليشات الحوثي.

 

 

ان هذا الدور العملي عزز من صوت وصورة الجنوب كشريك موثوق في حفظ الأمن الإقليمي، لا كمصدر تهديد، ورسّخ فكرة أن قيام دولة جنوبية مستقرة يخدم المصالح الدولية بقدر ما يلبّي تطلعات شعبها.

 

"رسالة الجنوب إلى العالم"

 

كما يوجه شعب الجنوب العربي رسالة واضحة لا لبس فيها أن السلام الحقيقي لا يُبنى على تجاهل القضايا العادلة، ولا على إدارة الأزمات مؤقتا وإن استعادة الدولة ليست مطلباً عاطفيا، بل خيارا عقلانيا يعبّر عن إرادة شعبية جامعة، ويقدّم حلا جذريا لأزمة طال أمدها.

 

 

كما ان الاعتراف بحق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره لم يعد مجرد موقف أخلاقي، بل ضرورة استراتيجية تضع حدا لدائرة الصراعات في المنطقة، وتفتح أفقا جديدا للاستقرار في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.

 

https://alameenpress.info/news/55388
You for Information technology