أعلن الرئيس السابق علي صالح عفاش أمس انقلابه رسميا على المبادرة الخليجية ورفضه للقرارات الاممية والمرجعيات الدولية المترتبة عليها باعتبارها لم تمنع الحرب التي حاول تجنيب الشعب اليمني ويلاتها.وأكد أنه ماض مع حلفائه الحوثيين في تشكيل حكومة والسير بها نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية في خطوات من شأنها تأكيد حرصه على خلع شرعية هادي المترنحة بالمنفى لاثبات انه من يخلع وليس المخلوع.ومن هنا لم يكن الرئيس هادي بحاجة إلى كل تلك الرسالة القذافية المطولة التي بعثها بتناقض وارتباك شديد إلى رئاسة وأعضاء البرلمان فجر السبت الماضي،مستجديا فيها المجلس تارة بعدم استئناف جلسات اعماله وتأييد المجلس السياسي للانقلابيين ومهددا أعضائه تارة أخرى بمحاكمات قضائية بوصفهم مرتكبي جريمة جنائية.وفق تعبير رسالته الرئاسية المضحكة المبكية بآن واحد،خاصة بعد ان حاول من خلالها تذكير البرلمان المعطل بصلاحياته كرئيس للجمهورية وفقا ليمينه الدستوري أمامه كرئيس لليمن انتخبه الشعب بانتخابات حرة وصفها بغير المسبوقة،وكان بإمكانه أن يختصر الأمر بإعلانه من خلال لقاء دبلوماسي أو على هامش اجتماع حكومي بعدم قانونية استئناف البرلمان عقد جلساته وبطلان كل ماسيترتب عن ذلك كون انعقاده بدون طلب حكومي شرعي ولا توافق لهيئة رئاسته المحكومة بالتوافق الجمعي وليس الغالبية النسبية وفقا للدستور التوافقي المؤقت المتمثل بالمبادرة الخليجية واليتها التنفبذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي سبق وأن أصابها بمقتل حينما أقال نائبه رئيس الحكومة السابق خالد بحاح وضرب بمشروعية كل تلك المرجعيات التكاملية التي تمثل تكامل شرعية التوافق القائمة، عرض مخاوفه اللاوطنية وتوجساته السياسية العقيمة،متسببا بذلك اصابة شرعيته ذاتها بأكبر شرخ وطني غائر كما اخبره بذلك بحاح عشية اقالته الصادمة لكل يمني القى السمع وهو بصير .وبذلك القرار الاحمق فتح هادي الباب للانقلابيين للتراجع عن كل التزاماتهم الأممية السابقة بالسير نحو حل سياسي للأزمة من جهة ولتعزيز انقلابهم مجددا بتشكيل مجلس سياسي ونقل السلطة وصلاحيات الرئيس اليه وبمباركة الفيتو الروسي هذه المرة من جهة أخرى.وبالتالي فإن كل ماتتعرض له الشرعية اليوم من تآكل على المستويين المحلي والدولي يأتي بسبب غباء وتحجر العقلية التآمرية لهادي الذي مايزال يعتقد واهما أنه احبط بنجاح مخطط تآمري لنقل كرسي رئاسته لبحاح وانه انتصر اليوم على الرجل كما انتصرت شرعيته على الانقلابيين الحوثيين وصالح باستدعائه للتحالف العربي لإعادة شرعيته من رئيس سابق يصفه إعلامه بالمخلوع في وقت شكل فيه هذا المخلوع مجلسا سياسيا ونقل إليه صلاحيات الرئيس من داخل القصر الجمهوري بقلب عاصمة الدولة ولو كان ذلك عبر اغرب يمين دستورية بالعالم وتحت احد اطول البرلمانات بالعالم بينما الرئيس الشرعي هارب للعام الثاني خارج بلاده وغير قادر حتى على العودة إليه أو البقاء فيه لساعات أسوة بذلك المخلوع كمايسميه إعلامه الرسمي الذي يتجاهل الحقيقة المرة حول من خلع من!ومازال هادي يعتقد عبثا أنه عائد إلى التقاط صور جديدة له بالقصر الجمهوري بصنعاء وللنوم بالعرضي والاستراحة بمنزله بشارع الستين.متجاهلا انه منذ ان ضحى بسلفيي دماج خسر كل صعدة ومافيها ومنذ قرر التخلص من الإصلاح وال الأحمر خسر القشيبي وعمران وحينما خسر عمران وسلمها رسمياً للحوثيين،فقد بعدها تباعا العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة وآفاق من سباته متأخرا على مليشيات مسلحة تحاصره بمنزله وتفرض إقامة جبرية على رئيس حكومته وزرائه بمنازلهم ومع هذا مايزال مصرا على مواصلة ألاعيية الغبية والتشبث بالسلطة أكثر من كل طغاة العرب السابقين ولعل ما احتوته رسالته للبرلمان خير تأكيد على ذلك التمسك الأسطوري الأعمى له بمنصب الرئيس وتمرده على كل الإجماع المحلي والدولي بضرورة نقل صلاحياته الرئاسية إلى نائب رئيس توافقي تمهيدا لحل شامل للأزمة المستفحلة للعام الثاني بشكل غير مسبوق..وبالمقارنة في التناقض الخطابي والارتباك السياسي برسالة هادي لبرلمان الراعي وجلستيه غير المكتملة النصاب، لا اجد نفسي الا مرغما على دعوة الله بالرحمة على القذافي الذي ترجى الأمم المتحدة في إحدى أغرب خطاباته وتصرفاته باحترام ميثاق تأسيسها وعدم الكيل بمكيالين حول القضايا العربية وخاصة قضية فلسطين ثم عاد لمهاجمتها بعنف واتهامها بالتواطؤ حول جريمة إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من قبل مجهولين ملثمين قال انهما توني بلير وأوباما أنفسهما ثم اختتم خطابه الهيستيري المتناقض يومها بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة داخل أروقة الجمعية العامة وعلى هواء البث المباشر للتلفزة العربية والعالمية في واقعة عربية غير مسبوقة.