نشرت وسائل إعلام أجنبية تقارير تفيد بأن دولة الإمارات لها أطماع من وجودها عسكريا في جزيرة سقطرى اليمنية.
لكن منصور صالح، المحلل السياسي اليمني، قال إن 90 % مما ينشر ويذاع عن الوضع في سقطري عبارة عن حرب إعلامية شرسة يشنها حزب الإصلاح بقصد الإساءة لدور الإمارات، من أجل تنفيذ مشروعه للسيطرة على الجزيرة.
وأشار صالح في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، اليوم السبت، 12 مايو/أيار، إلى أن "عددا كبير من شباب الإصلاح تم تدريبه في محافظة مأرب على مهام إدارة الجزيرة، بعكس الوجود الإماراتي في سقطرى، الذي يعكس الدور الإنساني والاجتماعي".
وحول الوجود العسكري الإماراتي، قال إنه "يتمثل في دعم قوات النخبة السقطرية، فليس هناك وجود عسكري إماراتي بتلك الضخامة التي يصورها إعلام الإصلاح بأنها احتلال، فهم يقومون بالدعم اللوجستي والفني والتدريبي".
وأضاف صالح أن "الوضع الحالي في الجزيرة هو عبارة حرب بين التحالف العربي وتحديدا الإمارات وبين حزب الإصلاح وتقوم بإدارة تلك الأزمة قناة الجزيزة ومجموعة كبيرة من المنافذ الإعلامية المدعومة من قطر لصالح حزب الإصلاح".
وتابع: علينا أن نعرف أن القوات الإماراتية موجودة في كل المحافظات، والحديث عن 100 جندي إماراتي وهى القوة التي تم إنزالها في المحافظة، وهى من أبناء سقطرى نفسها ولكن بدعم إماراتي، فالإمارات تقاتل في تعز وفي المخا وفي مأرب وتقاتل على الأرض.
واعتبر المحلل السياسي أن "المفارقة العجيبة في الجنوب، أن القوات الإماراتية لا تصنف في المحافظات الشمالية المحررة على أنها قوات احتلال، بينما يتم تداول هذا التعريف في المحافظات الجنوبية فقط".
وردا على سؤال بشأن ما يثار عن وجود صراع سعودي إماراتي، قال صالح: "ربما يكون هناك صراع بالفعل ولكن ليس بالصورة التي يتم تسويقها، فليس هناك مشروع إماراتي خاص في الجنوب، وهذا واضح من كل التصريحات الإماراتية، والمتحدث باسم التحالف العربي أعلن عن حلحلة الأمور في سقطري، أي أن التحالف كان داعما لموقف الإمارات".
وتابع: بالأمس كان موقف حكومة بن دغر مغايرا للتصريحات والبيانات التي صدرت في بداية الأزمة وينفي علاقته بالبيانات السابقة ويستغرب لهذا النوع من البيانات، هناك تناقض داخل الحكومة نفسها أو الإصلاح وهو المسيطر على الجزء الأكبر منها، فلو كانت الحكومة تشعر أن الإمارات خرجت عن دورها في التحالف ففي الإمكان أن يتم إرسال رسالة من رئيس الجمهورية يقول للإماراتيين: دوركم انتهى انتم تشكلون خطر علينا، لكن مشكلة الإصلاحيين أنهم يريدون تطويع الجميع لخدمة مشاريعهم.
وحول نسبة المؤيدين من الجنوبيين للدور الإماراتي قال المحلل السياسي: "بكل صدق لأول مرة يجد الجنوبيون جهة معينة تتفهم مطالبهم ولا نقول دعم لأنه ليس هناك دعم بالمعنى الصريح، فالجنوبيون مجتمعون على هدف واحد وهو "لا بديل عن عودة الدولة الجنوبية" واستحالة العودة إلى صنعاء والحكم سويا، والإشكالية التي يواجهونها الآن أنهم يواجهوا خصم متمرس "الإصلاح" ولديه سيطرة كبيرة على وسائل الإعلام.
هبطت طائرات نقل عسكرية إماراتية في جزيرة سقطرى اليمنية، في الأسبوع الماضي، حيث أنزلت دبابات وقوات في إطار مسعى البلد الخليجي لمد نفوذه إلى مجرى مائي استراتيجي تحيط به مناطق صراع، وفقا لرويترز.
واتهمت الحكومة اليمنية الإمارات بالاستيلاء على ميناء ومطار الجزيرة. وقال مصدر في الحكومة لرويترز إن التحرك الإماراتي استعراض قوة من أجل "مصالح تجارية وأمنية" واتهم الإمارات بمحاولة استعمار اليمن.
وزعم موقع "Verdict" البريطاني أن الإمارات تخطط لتحويل جزيرة سقطرى اليمنية إلى منتجعات سياحية كالتي في دبي، ما سيؤدي إلى تدمير بيئة الجزيرة الفريدة خلال أقل من 10 سنوات.