الأمين برس

وَثَّق مركز أبحاث التسلُّح والصراعات (CAR) البريطاني، التسليح الإيراني المستمر لمليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، حيث أظهرت الأدلة – التي جمعها خبراء المركز - أن الحوثيين يزرعون كميات هائلة من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة إيرانية الصُنع، بنطاق لم يحققه فيما قبل سوى تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا.

وأوضح المركز – في سياق تقرير نشرته صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية  - أنه تم العثور على أجزاء إيرانية الصُنع في المتفجرات التي تستخدمها مليشيات الحوثي الانقلابية بشكل مكثف وواسع النطاق لخوض الحرب في اليمن.

واعتبر المركز أن استخدام الألغام الأرضية والعبوات الناسفة يعد تهديدًا متزايدًا في اليمن، وأن هذا التهديد سيستمر لفترة طويلة حتى بعد انتهاء المرحلة الحالية من النزاع في البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ مارس 2015، تشهد اليمن حربًا طاحنة تقاتل فيها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية - التي تدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الشرعية والمُعترف بها دوليًا - ضد مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.

ونوَّهت الصحيفة بأن هذه الحرب دمرت اليمن الفقير بالفعل، حيث أودت بحياة ما يُقدر بعشرة آلاف شخص، وحوَّلت البلاد إلى كابوس.

وقد توصل مركز أبحاث التسلُّح والصراعات - الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له والذي يُوَثِّق عمليات توريد الأسلحة والذخيرة والعتاد العسكري في النزاعات المسلحة النشطة - إلى استنتاجاته بعد إرسال عدة بعثات إلى اليمن على مدى العامين الماضيين.

وعلى الرغم من نفي المسؤولين الإيرانيين المتكرر للاتهامات التي توجهها المملكة العربية السعودية لطهران بأنها توفر الدعم المالي والعسكري للحوثيين، إلا أن نتائج المركز أثبتت خلاف ذلك.

وبشكل خاص، لاحظ خبراء المركز استخدام الألغام التقليدية من المصانع البلجيكية والإيطالية والصينية والألمانية في النزاع، إلا أن العبوات الناسفة الدامية غالبًا ما اعتمدت على مُكَوِّنات إلكترونية واردة من إيران، عدة مرات بطرق سرية.

وألمح تقرير المركز إلى أن أحدث عملية ضبط للعبوات الناسفة تكشف عن محاولات لإخفاء مصدرها (من إيران)، ففي شهر مارس، عثر خبراء المركز على عبوات ناسفة مُمَوَّهَة لتُماثل الحجارة مشابهة للعبوات التي عثر المحققون الأمريكيون عليها بحوزة عناصر حزب الله اللبناني وفي العراق، وفي كلتا الحالتين، اشتبه الخبراء في أن الأسلحة إيران المصدر.

كما وجد التقرير أن الحوثيين كانوا يستخدمون أسلحة تعتمد على مكونات إلكترونية متصلة بسفينة الشحن الإيرانية (جيهان 1)، التي ضبطتها السلطات اليمنية في عام 2013، وطبقًا لتقرير المركز، خلُص خبراء الأمم المتحدة إلى أن إيران كانت "في مركز" عمليات (جيهان 1).