قال وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إن بعض الدول الإقليمية وفي مقدمتها إيران، تسعى إلى تقويض أمن المنطقة عبر نشر الفوضى والعنف والطائفية.
وتابع في كلمته خلال المداولات العامة الـ73 للجمعية العامة في الأمم المتحدة في نيويورك الأمريكية، إن المنطقة العربية تواجه أربعة تحديات رئيسية.
1-التدخلات الخارجية في شؤون العالم العربي
2-انتشار التطرف والإرهاب
3-استمرارية الأزمات في المنطقة والاكتفاء بإدارتها في ظل غياب الحلول السياسية.
4-تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.
وأضاف أن التوغل الإيراني "امتد بشكل غير مسبوق في الشأن العربي، وتعين علينا ألا نقف موقف المتفرج عندما وصلت هذه التهديدات إلى اليمن والمملكة العربية السعودية الشقيقة التي تتعرض إلى وابل من الصواريخ الباليستية الإيرانية، فأمن المنطقة مترابط وأمننا من أمن المملكة العربية السعودية، فجاء التحرك ضمن التحالف لدعم الشرعية في اليمن بهدف التخلص من الانقلاب الحوثي والتصدي للتوغل الإيراني".
وأوضح أن المنطقة شهدت خلال السنوات الماضية تغيرات كبيرة في النظام الدولي، أبرزها "صعود جماعات إرهابية مسلحة مستندة إلى فكر متطرف".
وحذّر من أن "الأمر الأخطر هو قيام الدول المارقة بتقديم الدعم لهذه الجماعات"، مضيفاً: "أصبح حتماً علينا أن نكون فاعلين أكثر في الحفاظ على الأمن الإقليمي. نحن ندرك أنه لا يمكن مواصلة الاعتماد على دول أخرى لحل أزمات المنطقة، ولا يمكن لدولة واحدة مهما كانت قدراتها أن تتمكن بمفردها من إعادة الأمن والاستقرار. التحدي كبير والتحديات العابرة للحدود تعد مسؤولية جماعية".
وأضاف عبد الله بن زايد: "تسعى بعض الدول الإقليمية وفي مقدمتها إيران إلى تقويض الأمن في المنطقة عبر نشر الفوضى والعنف والطائفية، فقد امتد التوغل الإيراني غير المسبوق في الشأن العربي، وتعين علينا أن نقف ليس كموقف المتفرج حينما وصلت هذه التهديدات إلى السعودية واليمن. السعودية تتعرض لوابل من الصواريخ البالستية الإيرانية".
واعتبر عبدالله بن زايد أن "أمن المنطقة مترابط، وأمننا من أمن المملكة، لذلك جاء التحرك ضمن التحالف لدعم الشرعية في اليمن بهدف التخلص من الانقلاب الحوثي والتصدي للتوغل الإيراني".
وشدد وزير الخارجية الإماراتي على أنه "لا بد من التفريق بين سلوك جماعات مسلحة غير شرعية ترتكب انتهاكات جسيمة وأعمالاً إجرامية وتخريبية في اليمن، كما يفعل الحوثيون، وبين الإجراءات القانونية للتحالف الذي تشكل بناء على طلب من الحكومة الشرعية اليمنية، وهدفه إعادة الاستقرار عبر اتخاذ خطوات مدروسة تراعي الجوانب الإنسانية وتتماشى مع قرارات مجلس الأمن".
وأوضح: "رغم المحاولات الحثيثة للتحالف لإعادة الاستقرار في اليمن والتخفيف من معاناة شعبه، فإن تعنت الحوثيين لمحاولات السلام الجدية، والدليل تغيبهم عن مشاورات جنيف الأخيرة، قد فاقم الوضع الإنساني، خاصة مع استمرارهم بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية وتلقي الأسلحة الإيرانية وزرع الألغام وتجنيد الأطفال".
وبيّن "في ظل هذه التطورات الخطيرة أطلقت قوات قيادة التحالف لدعم الشرعية عملياتها لعسكرية لتحرير الحديدة من قبضة الحوثيين لإحداث تغيير إستراتيجي يعزز فرص الحل السلمي، وبالتزامن مع العمليات حرصنا دوما على مراعاة الجانب الإنساني بما يتوافق مع التزاماتنا وفق القانون الدولي، كما عززنا وكثفنا من مساعداتنا الإنسانية والإغاثية".
وأثنى الشيخ عبدالله بن زايد على جهود بلاده في التصدي للإرهاب في اليمن، مستطردا: "بينما نتصدى للحوثي في الشمال، تواصل بلادي تحقيق المزيد من التقدم ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتعرض اليوم لضربات قوية، بعد أن تمكن التحالف من استنزاف قوات التنظيم الإرهابي وقطع مصادر التمويل عنه وحرمانه من الأرض التي كان يسيطر عليها".
واستشهد على القلق الدولي من سلوك إيران، بانسحاب الولايات المتحدة مؤخراً من الاتفاق النووي الذي أبرم مع طهران عام 2015، أثناء حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد : "إن عدم الثقة بنوايا إيران والتخوف من طموحاتها الإقليمية لم يقتصر على منطقتنا فحسب، حيث جاء انسحاب الولايات المتحدة وإعادة فرض العقوبات عليها متماشياً مع ذلك. إيران لم تتوقف يوماً عن سلوكها العدائي في المنطقة ولم تتخلّ عن رغبتها في تطوير أسلحة الدمار الشامل، حتى عندما أتاح لها المجتمع الدولي فرصة لتعديل سياساتها وسلوكها. نشدد هنا على ضرورة توحيد الموقف الدولي تجاه إيران وما تقوم به من تطوير الصواريخ البالستية ودعم الجماعات الإرهابية واستخدام الحروب بالوكالة لتقويض الأمن الإقليمي والدولي".
وفي الشأن الفلسطيني، قال إن "المعاناة الفلسطينية يتم توظيفها من قبل الجماعات المتطرفة والدول المارقة".
واعتبر الشيخ عبدالله بن زايد أن انتشار التطرف والإرهاب واستغلال الجماعات المتطرفة والإرهابية لوسائل التكنولوجيا الحديثة لبث أفكارهم الخطيرة، يعد أهم التحديات التي تواجه المنطقة.
وأضاف: "بالرغم من تحقيق تقدم مبشر ضد هذه الجماعات في سوريا والعراق واليمن وتحرير بعض المدن في ليبيا، فإن مسيرتنا ضد هذا الخطر مستمر حتى يتم القضاء عليها. الوضع يزداد خطورة مع تسخير بعض الدول منصات إعلامية تحرض على الكراهية وتشكل مساحة للجماعات المتطرفة والإرهابية. نحن نواجه فكراً متطرفاً وإرهابياً لا تقل مسؤوليته عن مسؤولية العنف المرتكب باسمه".
وتابع: "لذلك كانت الإمارات في مقدمة الدول التي تتصدى للتطرف فكرياً وأمنياً، وقدمت الدعم للقوات الدولية مثل القوة المشتركة لدول الساحل الأفريقي سعياً منها للقضاء على التطرف والإرهاب أينما وجد، كما أنشأت مؤسسات متخصصة لمواجهة الخطاب المتطرف وتعزيز التسامح ونشر ثقافة متقبلة ورؤية متفائلة كبديل إيجابي على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية".
وشدد على أن "قيمنا في رفض التطرف والإرهاب ثابتة لا تتغير، وأن سياساتنا بالتصدي لكل من يدعم العنف والكراهية لا تفرق بين جماعة ودولة".
وتطرق في كلمته أمام الأمم المتحدة إلى مقاطعة الإمارات والسعودية ومصر والبحرين لقطر، بسبب تورطها في دعم جماعات متطرفة، وقال: "من هذا المنطلق جاءت التدابير السيادية التي اتخذتها الإمارات والسعودية ومصر والبحرين بحق قطر محورية وفاصلة في مواجهتنا للتطرف والإرهاب، كضرورة ملحة لتحقيق الأمن في المنطقة".
وكرّر "مطالبة الإمارات بحقها الشرعي إزاء سيادتها على جزرها الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، التي احتلتها إيران منذ 47 عاماً، منتهكة بشكل صارخ القانون الدولي".
وبيّن "ندعو إيران مجدداً بالرد على دعواتنا المستمرة على هذا المنبر بإعادة الحقوق إلى أصحابها، إما طواعية أو باللجوء إلى الوسائل السلمية للحل ونزع الصراعات الدولية، وعلى رأسها المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل أو التحكيم الدولي".