الأمين برس

2024-03-29 00:00:00

بنية الخطاب السردي في رواية (نور زين) للكاتبة والروائية منال الشريفي.

أدب وفن
2018-10-23 20:08:31

توطئة


نور زين رواية صدرت في طبعتها الأولى في تشرين الأول/أكتوبر 2017م عن دار (ثقافة THAQAFA للنشر والتوزيع ذ.م.م،الإمارات ،الدار العربية للعلوم ناشرون ) ويبدو أنها تمثل الإصدار الأول للكاتبة( منال الشريفي)، ويتكون كتاب الرواية من (365) صفحة من الحجم ما فوق المتوسط، مقسمة إلى إحدى عشر فصلا، يتفاوت حجم صفحات كل فصل بين (60_30)صفحة.
الرواية تتضمن حياة أسرة مكونة من الأب والأم وأخوين وأخت هي الأصغر بين أخويها، كامتداد لأب انتقل من ريف بلدة (لحج) في اليمن، طفلا، بمعية أبيه وأمه، حتى أقاما في( حافة حسين) في عدن كريتر، وكان الأب يمتهن الفلاحة.
يمر الزمن ويكبر الابن (زين) فيتزوج ويؤسس عائلته، وهو يطمح لمنح فرص تعليم جيدة لولديه وابنته (بسام، أمين، نور) كحلم راوده في صباه لنفسه، إلا أن ظروف الحياة القاسية أثنته عن ذلك الحلم، مقابل توفير حاجة الأسرة من متطلبات العيش الضرورية، فيعاهد نفسه أن يمنح أولاده وابنته فرصة تعليم، لعله يستطيع من خلالها ردم ثغرة مركب نقص، ظلت تؤرقه، أمام ذاته وأمام أصدقائه الذين حصلوا على فرص التعلم، وأمام المجتمع المحيط بالعائلة.كان المقهى الذي أنشأه، هو مصدر عيش العائلة، وكذلك المكتبة التي أسسها، بدافع ضغط نفسي فحواه عدم نيله فرصة تعلم، ولعلها ستغنيه عن التعليم المنتظم، الذي حرم منه بحجة أنه لم يكن مولودا في عدن، تلك المحمية البريطانية أنذاك، التي لاتسمح لأبناء الريف بالتعلم حينها(هذا حسب ما تضعه الرواية).عكف (زين) على تشجيع أولاده على التعليم الجاد والمنافسة مع أقرانهم، وكان ثمرة ذلك تفوق أمين في تحصيله الدراسي وحصوله على منحة في بريطانيا لدراسة علوم الحاسوب، وحصول نور على بكالوريوس من كلية التربية عدن، أهلها للحصول على وظيفة كمدرسة في مدرسة خاصة، بينما ينصرف بسام ليعمل في القطاع الخاص كسائق أجرة، ثم في بيع العسل، رغم حصوله على شهادة جامعية وعلى وظيفة مدرس في السلك التربوي لمادة التربية الإسلامية ،ليسد رمق أسرته بعد زواجه، ويساعد أبيه بمعية نور في توفير المال لدعم العائلة ومساندة (أمين) في ما يحتاجه وهو مبتعث في بريطانيا. كان الأب والأسرة كافة ينتظرون تخرج( أمين) من دراسته في الخارج، ليعود ويتوظف في السلك الأكاديمي /كأستاذ في الجامعة، لكن أمين كان يتطلع لأكثر من ذلك وهو الهجرة ، ثم سحب العائلة كافة بالتدريج، إذ تزوجت نور بعمر وهو صديق أمين الذي ولد وأبوه في بريطانيا بعد هجرة جده قديما للعمل هناك. انتقلت (نور) مع زوجها لكندا، ثم انتقلت معه للخليج (الإمارات والسعودية).ثم يعود أمين من الخارج في زيارة لعدن ليصحب أبويه للخارج، فينجح في ذلك، لكن الأب يشده الحنين ليعود خلسة من أمين لعدن، فيعود أمين ليصحبه مرة أخرى، ويموت الأب في كندا، بعد مقتل الابن الآخر (بسام) بطائرة دون طيار في شبوة مع بعض أصدقائه في حادثة مبهمة بين القتل الخطأ، وتهمة إدانته بالعمل مع الإرهابيين، وتنتهي الرواية بوفاة الأب في إحدى مستشفيات كندا. وقبل شروعنا في دراسة بنية الخطاب السردي للرواية، فأن ثمة ضرورة ملحة في الوقوف أمام عنوان الرواية، الذي قد يضع مفارقة إلى حد ما في تركيبه اللغوي، الذي يبرز بعض الانزياح عن مألوف عناوين الرواية الفنية، إذ يضع عبر مسند ومسند إليه، اسمي علم (نور زين) فيضع بعض الحيرة عند المتلقي.وانطلاقا من مقولة (آلان روب جرييه):"إن عنوان أي كتاب يمثل الكلمات الأولى للنص"(1) سيتساءل القارى ( ما الذي يمثله هذا العنوان؟ هل (نور زين) يدل على أن المضمون يسلط الضوء عن حياة فتاة اسمها (نور زين ) يسعى الكاتب لسرد حياتها غير العادية، ومعاناتها التي اخترقت المألوف، أو أننا أمام سيرة ذاتية تحاول الذات الكاتبة فيها تمويه القارى، باختيار اسم مموه ،لإيهامه أن لا علاقة للكاتب بشخصية(نور زين) العنوان والشخصية محور السرد قدما، من حيث التطابق ،وهل نحن أمام نص ينتمي للنص الأوتوبيوغرافي ،أو السيرة الغيرية؟ ولايستطيع القارى النفاذ من حيرته تلك إلا بالولوج المباشر في القراءة ،عله يجد في المنطلق السردي إجابات شافية تبدد الحيرة التي قد أصابته .وحين يدلف القارى للقراءة، يجد ضرورة المضي قدما ،ويجد نفسه أمام أحداث تنسيه حالة الحيرة السابقة ،وتبدأ تنفتح له عتبات مقاربة دلالة هذا الاختيار المفارق في العنوان ،التي تتمثل في أن محور الأحداث هو شخصية(نور) التي تشىربت ثقافتها من الأب (زين) حتى غدت نسخة منه في رؤيتها الحياة والوجود ،إذا ماعلمنا أن خطاب الرؤية والثقافة يحتضن السرد ،ويحيل نشاط الشخوص كافة والأحداث ،في إحدى مستويات الدلالة للنص_ لتفريغ حمولة فلسفية تفسر الحياة في أهم مفاهيمها، إلى جانب سرد حياة غير عادية لعائلة غيرعادية الحضور، أحبت انتماءها للفضاء الوطن بقوة، لكنها تتعرض وبشكل لا إرادي وإرادي معا، للاغتراب والبعد عنه، فتكون عرضة لعدم الاستقرار في حياتها، فتصبغ السرد بالحنين والقلق والفقد، الذي يعد مصدرهما الرئيس (نور والأب زين) إذ يقوض القلق و الفقد والحنين للوطن حياة نور وزين معا، بينما يتمتع بقية الشخوص بأريحية الحياة إلى حدما، خارج الوطن، ويشعرون بالهدأة، وبالمقابل تنسحب لذة الحياة عند نور والأب زين، لتضعنا أمام ذاكرة سرد مفتوحة على الماضي من خلال تواتر وهيمنة تقانة الاسترجاع للزمن، التي يتوخى منها محورا السرد (زين ونور) استعادة لذة الحياة ولو افتراضا.

أولا : بنية الزمن في (نور زين) *

يعد الزمن في الخطاب السردي ،إلى جانب المكان ،عمودا بنيويا فوقيا ،انبثق مع انبثاق الأدب السردي ،القصة والرواية ،ولعل مايدل على التصاقه الأزلي بالرواية خاصة والخطاب الأدبي السردي عامة_هيمنته الممتدة على الفكر التنظيري والنقدي منذ انقداح الشكل السردي كفن جمالي محاكي للحياة ،وبالتحديد عند أفلاطون وأرسطو ،حتى عصرنا الراهن ،إذ ظل ومايزال الزمن محورا بنيويا رئيسا وهاجسا تنظيريا ونقديا ،يستأثر بالذهنية النقدية المشتغلة في الأدب ،حتى غدا أطروحة تطل على فنون أدبية مقابلة غير السرد الأدبي، كالقصيدة، ولعل مايشهده الأدب كفن جمالي ، من تداخل عميق بين بنيات العمل الأدبي، يشير إلى مدى أهمية الزمن كمدخلة بنيوية فوقية قارة، تسهم بقوة في قدح الرسالة الأدبية، دون اعتبار لأي حدود وحصون أجناسية.
وعلى الرغم من شمولية الزمن كمدخلة بنيوية ،تدفع بالرسالة الأدبية نحو الإنجاز، دون اعتبار جنسها ونوعها_ إلا أن السيادة والأصل المرجعي لاشتغال الزمن، كبنية فنية في الخطاب الأدبي، يعود للخطاب الأدبي السردي .ولأن الرواية والقصة ،تصدر في مقاربتها الفنية، عن الواقع بمافيه من نشاط إنساني ،يؤطر حركته ونشاطه الزمن بمفاهيمه المجردة وغير المجردة _فأن للزمن حق السيادة والتأسيس للخطاب السردي الأدبي.
إن الخطاب السردي في تمثله وتخييله لواقع ما، يحاكي الوجود، ليس بمقدوره نقل وتمثل الواقع كماهو ،بقدر مالديه من أوعية تختزل الوجود،تتصدرها اللغة من حيث هي حروف وأدوات وكلمات وجمل ،تمنح الخطاب الأدبي، منهجا تعبيريا، يتسم بقدرته على تصوير الوجود واختزاله وضغطه عبر سرد ممتد،ينتهي إجمالا بمقاربة، تماثل وتحاكي الوجود والواقع بمدخلاته من مكان وزمن وأشخاص وأدوات وأفكار، بماينسخ الواقع في حكاية: "توحي بواقع ما وبأحداث قد تكون وقعت وبأشخاص يتماثلون مع أشخاص حقيقيين"(2 ).
إن الهاجس النقدي الملح، الذي يسطح للذهن، عند الولوج في قراءة الخطاب السردي، ييرز في السؤال (كيف استطاع الخطاب السردي أن يتمثل الحكاية في الواقع، ويختزلها في الواقع الفني اللغوي، وما الآليات اللغوية التي اعتمدها في ذلك؟ ولعل من أهم هذه الآليات، آلية اختزال الزمن في نظام يحمل دالات رمزية، تحاكي إلى حد ما زمن الحكاية في الواقع، بل وتمثله وترمز له ولو بشكل غير مباشر، وتتجسد بنية الزمن، حسب النقد الروائي في مقولات وصفية متعددة، تتعاضد داخل الخطاب الروائي لتشكل الملمح الوصفي للزمن، وتتمثل في (الترتيب الزمني الخاص للأحداث) والديمومة والمدة، والتواتر). وإذا ما حاولنا وصف الآلية التي استخدمها الخطاب السردي في (نور زين) سنجد أن الناص حرص على تحديد زمن السرد بمستويين : التحديد المباشر وعلى شكل عتبات مثبتة لغويا في أعلى صفحات المتن، إذ يتحدد زمن الأحداث عبر عتبات عريضة، آثر الناص أن يثبتها بخط عريض، يحدد بشكل تاريخ نحو :(فبراير 2000م) (3) وتمتد هذه المؤشرات المثبتة في المتن، حتى آخر مؤشر مثبت في أعلى الصفحة (355) ب (أكتوبر 2014 م) إلا أن هذا التحديد، لايمكن احتسابه كزمن نهائي يؤطر زمن الخطاب، فثمة تحديد آخر يضعه السرد بشكل غيرمباشر، لأنه غير محدد بتاريخ وأرقام، بقدر ماهو يتحدد من خلال أكبر مدى لاسترجاع ماضي معين، يأتي بصيغة زمنية غير ملموسة، ومن ثم فأن إجمال زمن الخطاب في المتن لايتحدد في المفتتح السردي بالزمن المثبت أعلى صفحة المفتتح السردي ب(فبراير 2000م)، إذا ماعلمنا إن نقطة انطلاق السرد التي اختارها الناص، ليست هي النقطة الصفر لانطلاق زمن الحكاية، والتي تبرز حدث ظهور الأب زين وهو في مقهاه يقاوم الغربان التي تحاول خطف أي مخلفات طعام في المقهى، وهو يحاول تجهيز المقهى في الصباح لاستقبال الرواد كالعادة (4) فبمضي السرد قدما نجد استرجاع يحدد أقصى نقطة زمنية مرتجعه، تبرز بخطاب مسرود :"عدن كانت محط الرحال المهاجرة، استقبلت الكثيرين من أبنائها من الهضاب والسهول.......قدمها زين طفلا لم يكمل سنواته الخمس.يجلس في حضن والدته، يمتطيان حمارا يقوده والده، مزارع بسيط.يعمل والده في بئر أحمد، ويغوص هو في طينتها كل نهار.يدرس القرآن في الكتاب نهارا، ويدرس الإنجليزية من الكتب المستعملة التي يحضرها له والده....." وإذا ما قمنا بمعادلة بسيطة، لتحديد زمن الخطاب السردي في (نور زين )فأننا يمكن أن نجد إشارة غير مباشرة قدما، تمنحنا تحديدا لزمن الخطاب، وتتجسد في احتساب وفاة العم زين في كندا وهو عمره (70عاما) في عام 2014م، باعتبار أن وحدة الزمن العتبة في الصفحة (355) المحددة ب (أكتوبر 2014م) كانت قد حملت أحداث لابأس بها انتهت بحادثة وفاة الأب زين في إحدى مستشفيات كندا. ومن ثم يمكن طرح (65عاما ) باعتبار مؤشر قدوم الأب زين إلى عدن طفلا لايتجاوز ال (خمس) سنوات، أي أن زمن الأحداث في الخطاب السردي، يبدأ منذ عام 1949م حتى أواخر عام 2014م تقريبا.وانطلاقا من هذه المعادلة الرياضية، فيمكن أن نأنس إلى أن ما اقترحه الناص من عتبات زمنية عريضة بدءا بالمنطلق السردي في الصفحة (11) بأثباته المنطلق في (فبراير 2000م) وتوزيعه لعتبات مشابهة في السرد اللاحق حتى عتبة التحديد والمؤشر الأخير المحدد ب(اكتوبر 2014م)، لا يمثل سوى زمن انطلاق المغامرة الروائية، الذي يختص في اختيار عينات زمنية تحدد في مجملها زمن الحكاية المفترض والذي يتسم بالتعدد غير المتسلسل أو الممتد بتراتب، والذي يدخل في جدلية يزدوج فيها مع زمن الخطاب الذي يؤطر الزمن في ملفوظات قولية ،تختلق نظاما زمنيا خاصا ومتعددا، يتطلب من القارى الناقد مقاربة دقيقة، يتقاطع من خلالها زمن الحكاية مع زمن الخطاب، ويتطابق في الوقت نفسه عبر تقانات التقطيع الزمني وازدواج حركة الأحداث في اتجاهها، قدما وعودتها إلى الماضي واستقرارها في الحاضر، وتوقفها.

1_الترتيب الزمني للأحداث (المفارقة الزمنية) ينبني الترتيب الزمني للأحداث في أي خطاب سردي عبر نسق خاص، لايخضع للتسلسل المنطقي للأحداث في الواقع، إذ يتم التصرف بحركة الزمن عبر تداخل متواتر بين الحاضر والماضي والمستقبل، ويتفق النقاد على تسمية هذا التداخل بالمفارقة الزمنية، التي تحرف الزمن عن خطيته الواقعية، ليغدو زمنا خاصا بالخطاب السردي، ويعد الاسترجاع والاستباق قطبا المفارقة الزمنية، إذ قد ينطلق السرد من اللحظة الحاضرة قدما، ثم يعود إلى ماقبل نقطة الانطلاق في حركة مسترجعة للماضي القريب أو البعيد، أو يمضي قدما بحركة معاكسة ليستشرف المستقبل، ولكل حركة مستشرفة أو مسترجعة في السرد وظيفتها التي تؤديها. وفي رواية (نور زين )نجد السارد يستخدم تقانة الاسترجاع والاستشراف بشكل غير متكافئ، إذ يكثف السارد من الاسترجاع، وبالمقابل يخفف من تواجد الاستباق، ولعل بروز هذه المعادلة غير المتكافئة، يحمل دلالات مرتبطة بالمزاج الشخصي والنفسي للسارد والشخوص المحور في السرد، ولايصادفنا هذا الاستخدام المفارق لحركة الاسترجاع في الفصول الأول والثاني والثالث والرابع، في صورته المفارقة ، بل يمضي بصورة مستقرة يتوخى منها تسليط الضوء على حياة الشخصيات التي يستجد حضورها، إذ يحاول السارد تسليط الضوء عليها بغية ربطها بالأحداث وإلحاقها بمجتمع الرواية، لمنحها دورها ومنح المسرود له إحاطة مبددة لدخولها العارض في السرد، الذي قد يخلق بعض التوتر والغموض لدى المسرود له/ القارى، فيلجأ السارد إلى تبرير سلوك الشخصية، من جهة، وتفسير صلته بالسرد الحاضر واللاحق، أو صلته بالشخصيات التي شملها السرد حتى اللحظة التي بثقته في السرد ،بشكل فيه من الإبهام والغموض، الذي قد يصيب القارى بالتباس ينتظر تبديده قدما. فيلجأ السارد لمقاربة استرجاعية تستدرك توضيح حياة ومواقف الشخصية المستجدة وتجسر للمسرود له إدراك مبررات استجداد حضور الشخصية وعلاقتها بسلسلة الأحداث. أو قد يلجأ السارد لإعادة تسليط الضوء على حياة شخصية محورية لربط مواقفها وحالتها الراهنة بمعاناتها في الماضي ووضعها ، نحو استرجاع السارد لشخصية (زين) الأب وهو طفلا لا يتجاوز الخامسة من عمره وهو على حضن أمه وهما يمتطيان حمارا، يقودها أبوه في انتقالها من بلدة (لحج) إلى (عدن) للإقامة الجديدة بحثاعن حياة أفضل:"عدن ......استقبلت الكثير من أبنائها من الهضاب والسهول .كانت ككل مدن العالم حين استقبلت عربا وعجما ،مسلمين وغير مسلمين يتقاسمون الحكايا في ثنايا حاراتها ..فالساحل مدخل للثقافات.قدمها (زين)طفلا لم يكمل الخمس.يجلس في حضن والدته،يمتطيان حمارا يقوده والده ،والده مزارع بسيط، يعمل في (بئر أحمد)ويغوص في طينتها كل نهار.يدرس القرآن في الكتاب نهارا، ويدرس الإنجليزية من الكتب المستعملة التي يحضرها له والده مساءً، يتوفى والده فيحرم الالتحاق بالتعليم العمومي لأنه حكر على من ولد في عدن.يسعى لتدريس إخوته الصغار، يوفر لهم ما استطاع من فتات."(5). وبعد دخول (نور) ابنة زين في السرد السابق من ص (11_19) يعود السارد لتسليط الضوء على شخصية (نور) التي ستغدو مقاسمة لمحورية السرد مع شخصية (زين ) الأب، قدما،ولعل من وظائف هذا الاسترجاع تفسير وتبرير دور نور المحوري في السرد القادم الممتد حتى النهاية، إذا ماعلمنا أن المساحة الورقية التي خصصها السارد للتعريف بشخصية نور وردت فيما يقارب الصفحة والنصف :"ابتسم حين رأى نور تجلس أمامه تفرز له خضاره المفضلة بعفويتها الساذجة أحيانا. ......نور ابنته الصغرى تعمل معلمة لغة إنجليزية في إحدى المدارس الابتدائية الخاصة.ورغم أن تحصيلها في الثانوية أهلها لدخول كليات علمية علمية أخرى إلا أن حلم التدريس هو ما راودها منذ الصغر.ابتدأ بحبها للأطفال، وتنامى معها حين أفقدها التعليم شهية تعلم الرياضيات لعدم ربطها بالمنطق.كانت مجرد رموز ومعادلات للترديد لا لغة تحاكيها.حين قدمت إلى الكلية فاجأها المسجل بنصح لايخلو من الاستفزاز :"يا ابنتي مجموعك يؤهلك للهندسة، أو العلوم..ستندمين......."(6) ويمتد هذا الاسترجاع حتى منتصف الصفحة اللاحقة
.يتبع<<

https://alameenpress.info/news/8686
You for Information technology