كشف ضابط في إدارة الأمن بصنعاء، أن الحوثيين فرضوا أنظمة على أفراد الأمن لاتتوافق مع القوانين والأعراف الأمنية دوليا، مبينا أن وضع الأمن والقمع والحكم بالحديد والنار بات شعار الميليشيات الانقلابية.
وأوضح المصدر في تصريح ل»الوطن» أن هناك توجيهات حوثية باخضاع رجال الأمن للدورات الطائفية إجباريا، تحت مسمى «الدورات الثقافية»، ويتم ذلك في مواقع تم تحديدها مسبقا لتلك الدورات، ومزودة بشاشات عرض كبيرة في القاعات داخل المنشآت الحكومية، حيث يتم إجبارهم على مشاهدة محاضرات مسجلة لزعيم الحوثيين عبدالملك لمدة ساعة كاملة، تبدأ من الساعة 10 صباحا وحتى 11. وأضاف المصدر «من ضمن تلك المواقع هيئة البريد وفرع بريد الأمانة ووزارة الاتصالات وغيرها، حيث يشرف على التدريب عناصر حوثية، بوجود قيادات إيرانية ومن حزب الله، ويتم تسجيل أسماء المشاركين، قبل أن يتم اختيار 4 أفراد، ويتم تدريبهم لمدة شهر كامل».
فصل تعسفي
أبان المصدر أن هذه القرارات تشمل كافة القطاعات الأمنية، بحيث إن الأشخاص الذي يرفضون الحضور في تلك الدورات يتم فصلهم مباشرة، دون أي مبررات، مشيرا إلى أن هذا التوجيه صادر من وزارة الداخلية وبتوجيهات من عبدالملك الحوثي تحديدا.
وأردف المصدر قائلا «عملت الميليشيات على فصل أعداد كبيرة من أفراد الأمن وهو الأمر الذي خلق معاناة كبيرة لدى رجال الأمن، وقطع مصدر رزقهم الوحيد، وهناك كشوفات صدرت بأسماء المفصولين، وتم منعهم من الدخول لأي معسكر، إلى جانب رفض قبولهم أو توظيفهم بأي قطاع أمني أو مدني».
وأشار المصدر إلى أن رجال الأمن المتذمرين من هذا القرار البعض منهم لديه خبرة طويلة في العمل الأمني، وتعود أقدميتهم إلى فترة الرئيس السابق علي صالح، لافتا إلى أن الأشخاص الذين تم تعيينهم منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء لم يشملهم أي قرار، لأنهم أتوا جاهزين ومؤدلجين وتابعين لأفكار طائفية متطرفة تتبع الجماعة فقط.
شروط طائفية
وصف المصدر التحركات التي يسعى لها الحوثيون ب»حوثنة الدولة»، وخاصة في القطاعات الأمنية، كاشفا عن طمس وتغيير كافة اشتراطات القبول بالقطاعات الأمنية وإحداث شروط جديدة تتوافق مع توجهاتهم واستبعاد كافة الشروط الأساسية، والمعترف بها في النظام العسكري مثل المؤهل والطول وتجاوز الكشف الطبي والعمر للمتقدم وغيرها.
وأضاف «من بين تلك الشروط التي فرضت الأولوية لأقارب القيادات الحوثية، ومنحهم الرتب العسكرية العليا، وخاصة أولئك المقربين من عبدالملك الحوثي بالدرجة الأولى، فضلا عن أن يكون المتقدم حافظا لما يسمى بملزمة حسين وعبدالملك الحوثي، وأن يكون سبق له الالتحاق بدورات الحوثيين، التي أقيمت في فترات سابقة سواء في صعدة أو باقي المحافظات التي يسيطرون عليها، وأن لا يكون هناك أحد من أقاربه عارض أو شارك أو خالف أي قرار للحوثيين».
قلق اجتماعي
حذر المصدر من خطورة الأجندات التي يسعى لتفنيذها الحوثيون ضد المجتمع اليمني، مؤكدا أن القلق الاجتماعي بدأ يتفاقم إزاء هذه القرارات الطائفية، مشيرا إلى أن هناك عناصر جديدة تم تجنيدهم في الأمن من الأطفال الموالين لهم، بعد أن تم جلبهم من صعدة وأعمارهم لاتتجاوز الـ13 سنة.
وأشار إلى أن الحوثيين لايكتفون بإرسال الأطفال إلى الجبهات بل يتم استغلالهم لحماية الحوثيين في مواقع سيطرتهم، مبينا أن صرف الرتب العسكرية بشكل عشوائي لعديمي الكفاءة يعد ناقوس خطر، وعمد به الحوثيون إلى استفزاز مشاعر رجال الأمن المؤهلين لإبداء معارضتهم وملاحقتهم.