✅ لنا قضية لم يصنعها الإعلام الإقليمي ولا الدولي ، لكن الإعلام ضرورة وجودية لها ليسندها أمام طوفان من الإعلام المعادي القوي والمتعدد ، في عالم لا ينقل الواقع كما هو ؛ بل ؛ ينقل صناعة للواقع ، تصنعها أجهزة إعلامية توجه رغبات الناس وتعيد صياغة أفكارهم ونظرتهم للقضايا، اعلام يصنع قضية ليست بالضرورة موجودة على الواقع !! وينتصر لها ، يمكن مراجعة دور الإعلام في صناعة الربيع العربي الذي قاده الإعلام من بدايته!!
✅ لا نعرف الواقع الحقيقي ، إنما نعرف واقع تصنعه لنا وسائل الاعلام.!! ، أصبح التلفزيون وطريقة تغطيته ، وكذا الصحيفة وعناوينها وطريقة عرض موضوعاتها واخبارها وتقاريرها..الخ، والموقع الاليكتروني، وحائط الفايس بوك ، وجروبات الواتس اب ، وتغريدة تويتر ، والمقطع المصور ، كل تلك الوسائط ليست محايدة ؛ بل ؛ تنطلق كل منها عن استراتيجية تريد تحقيقها ، بتوجيه التغطية والتلاعب بالتصريح ، واختيار الصورة في الوسيلة التلفزيونية ، ، او استخدام الإشاعة والنكتة للتحقير او استخدام الماضي السياسي ووصم تيار أو جهة به وتبرئة آخرين !! وايراد أخبار ملفقة وتصريحات كاذبة لتزع الثقة وإعادة تشكيل الوعي بما يتناسب وصناعة الواقع !!، تصل احيانا الى فربكة دراسات وتقارير، والتلاعب في ترجمة المقاطع ...الخ ، ويأتي بشكل حرص على القانون وضرورة هيمنة الدولة وان اتركوا قضيتكم حتى يشتد عود صنعاء,!!!، اي صناعة قضية غير قضيتنا " صناعة واقع " غير الواقع الحقيقي لقضيتنا!! بالتسويق الاعلامي!! وهكذا يراد ان نرى الواقع ونحكم عليه بما تنقله لنا تلك الوسائط وترسخه في عقولنا!! ، لذلك علينا مقاومة هذه الرؤية في صناعة الواقع المعادي لقضيتنا وتقديمه بأشكال متعددة.وامتلاك ناصية خطاب تلك الوسائط .
❗هل ماتنقله لنا تلك الوسائط هو الواقع الحقيقي الذي كان اجدادنا اما يشاهدونه عيانا ، أو ينقله لهم الثقة !!!؟. بالتأكيد ، لا
✅ أصبحنا نكون قناعاتنا بما تريده لنا هذه الوسائط !!! وهي لاتنقل صورة الواقع ؛ بل ؛ صورة الواقع الذي تريد صناعته في عقل المشاهد أو القارئ!! تجميلا أو تقبيحا، ابرازا أو تضليلا ..الخ
✅ استخدام هذه الوسائط هو الرسالة الإعلامية لـ"صنع والواقع " كما تريده تلك الرسالة ، ليس كما هو في الواقع . مثال :
❗الواقع : كانت مقاومة جنوبية شرسة كسرت الغزو.، لكنها لاتملك الادوات الإعلامية لصناعة الواقع.وتضييع الواقع الحقيقي ، واستطاعت القوى المعادية تسويق " صناعة الواقع " ، لان الرسالة الإعلامية لصنع الواقع تقوم على التكرار والتاكيد وتثبيت الصورة والتلاعب بالحقيقة ، عناصر انتفت لدينا بعد كسر الاجتياح في الجنوب لأننا كنا ننقل الواقع ، لكن حلت للواقع صورة اخرى مصنوعة " صناعة الواقع " أي الغير حقيقي!! .
❗صناعة الواقع : الشرعية والإخوان لم يكونوا يملكون واقع المقاومة في الجنوب ، لكنهم كانوا يملكون الأدوات الإعلامية لـ"صناعة الواقع" الذي استطاعوا تسويقه للعالم والجوار وحتى محليا بعد استلامهم للنصر العسكري للمقاومة الجنوبية !!! .
✅ في هذا الزمن لم يعد الإعلام مكتب ، ولا ألوم المكتب فلا قدرة له ، فالمكتب لا يستطيع إلا وضع الاستراتيجية العامة للاعلام أو بعضها ، انما الاعلام امتلاك وقدرة استخدام وتحكم على وبكل الشبكة المعقدة للوسائط الإعلامية وتحميل رسائل قضيتنا عليها ، أو استخدام المتاح بكفاءة هو الذي س"يصنع واقع" يمكن تسويقه يعاضد الواقع الحقيقي على الارض ويدعمه، فالعالم لايلتفت للواقع الحقيقي ؛ بل؛ يلتفت لـ "صناعة الواقع " عبر وسائط الاعلام وسيوصل للعالم والاقليم صناعة الواقع !! وحتى المتلقي المحلي يتاثر بها وتؤثر فيه !! ، هكذا هي المعايير العالمية في الإعلام كما نشاهدها وكما تعمل فينا!
✅ الذباب ينقل الامراض القاتلة ، والذباب الاليكتروني يمكن أن يصنع واقعا " قضية " أو يصيبها بالعلل والأمراض حتى يفنيها ويمسحها من الوجود حتى لو كانت هذه القضية هي الواقع الحقيقي .
صالح علي الدويل
24/ اكتوبر/2018م