نظمت مؤسسة خليج عدن للتنمية البشرية والخدمات الاجتماعية الأربعاء ورشة عمل حملت عنوان (دور المجتمع المدني في تحقيق الشراكة المجتمعية والتنمية المستدامة )، رعاها المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلاً بدائرة الشؤون الاجتماعية، وشارك فيها طيف واسع من ممثلي المنظمات المدنية والمتخصصين والباحثين في شؤون التنمية والمجتمع المدني والناشطين والصحفيين.
وفي بدء الورشة رحب رئيس مؤسسة خليج عدن الدكتور محمود شائف بالمشاركين وأكد أهمية عقد مثل هذه الورش لما لها من أهمية في تقديم تحليل دقيق وفق تحليل علمي وبحثي عن واقع المجتمع المدني في الحاضر والمأمول في المستقبل.
وبيّن أن هدف الورشة هو تحديد أسباب وعوامل ضعف أداء مؤسسات المجتمع المدني وكيفية تفعيل دورها بما يمكنها من الحفاظ على القيم الحضارية والمدنية للمجتمع مع إيجاد آلية عمل ممكنة للتنسيق والتكامل بين منظمات المجتمع المدني، مؤكداً على أن نتائج الورشة ستؤدي إلى وضع تصور عملي للنهوض بدور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق التنمية المستدامة.
وبدأت الورشة التي أدارها الصحفي المخضرم نجيب محمد يابلي، بورقة عمل حول "دور المجتمع المدني في تحقيق الشراكة المجتمعية والتنمية المستدامة"، قدمتها الناشطة السياسية والحقوقية رضية شمشير علي، تطرقت فيها إلى أهمية ضمان الدستور ر للحقوق ودعم الدولة للمنظمات الجماهيرية بهدف رفع دورها وفاعليتها في جميع الأعمال الاجتماعية وتطوير الديمقراطية.
وحددت شمشير عدداً من المشكلات التي تواجه العمل المدني والمجتمعي، أبرزها غياب الديمقراطية داخل تلك المؤسسات المجتمعية والمحاصصة الحزبية، بالإضافة إلى عدم وجود الخبرة والتأهيل للصف القيادي الأول التي تترأس تلك المنظمات وغياب مفهوم المواطنة المتساوية والتطرف في الخطاب الإعلامي والديني، وغياب دور القضاء والنيابة والانفلات الأمني.
واقترحت الورقة عدداً من الحلول والمعالجات، أهمها إشراك منظمات المجتمع المدني في وضع تصورات الأولويات لمشاريع التنمية ومراقبة تنفيذها وتبني خطاب واقعي ومعالجات تلامس المشاكل المجتمعية والعمل على تأهيل الكفاءات والقضاء على البطالة.
ودعمت هذا الاتجاه في الحلول والمعالجا، الورقة الثانية لأمين عام جمعية عدن الخيرية تحت عنوان "الحلول والمعالجات الممكنة للنهوض بدور المجتمع المدني وسبل تطبيقها على الواقع العملي"، بالإضافة إلى نشر الوعي بين أوساط المجتمع من شأنه السمو بنشاط المجتمع المدني من خلال الندوات واللقاءات النقاشية و الحوارية وتوجيه منظمات المجتمع المدني في لقاء مجتمعي يهدف إلى البحث عن طرق وسبل العمل الموجه لهذه المنظمات وآلية عملها وتمكنها من الرقابة على نشاط مؤسسات ودوائر السلطات الرسمية وضبط عملها.
الباحث في التاريخ السياسي المعاصر الدكتور نجيب إبراهيم سلمان، قدم قراءة تحليلية لواقع المجتمع المدني خلص فيها إلى أن مستقبل المجتمع المدني يرتكز على مقومات رئيسية، أبرزها بناء مجتمع متجانس وإنشاء نظام ديمقراطي متماسك وتثبيت أسس تقاليد العمل المؤسسي وضمان المنافسة السياسية في إطار الديمقراطية والتعددية السياسية وتعزيز ثقافة التداول السلمي السلطة، والتخطيط لضمان تنمية مستدامة وتنمية بشرية موجهة ومنتظمة وهادفة.
واختتمت مداولات أوراق العمل بورقة عن "دور المجتمع المدني وأهميته في تعزيز الشراكة والحفاظ على قيم المجتمع" للباحث صالح علي الدويل، وألقاها نيابة عنه المشارك محمود نصر، تناولت أهمية المشاركة المجتمعية في دعم الأفراد ومساعدتهم في الوصول إلى حلول منطقية للأزمات التي تحدث في مجتمعه، وتعزيز التعاون الفعال بين كافة السكان، مختتما بالتأكيد على أهمية أن تضطلع مؤسسات العمل المدني في الجنوب خاصة بتعزيز المشاركة المجتمعية في كافة المجالات بما فيها الأمنية ومكافحة الإرهاب والجريمة والمخدرات وغيرها.
وفتحت الورشة نقاشا عاما حول أوراق العمل المقدمة وأبدى المشاركون فيها عدداً من الملاحظات والآراء حول ماجاء فيها من محاور، وكذا مفهوم العمل المدني، وواقع المنظمات المدنية على أرض الواقع مع كثرتها في كثير من المجتمعات، ومنها في الجنوب ومدى مساهمتها المدنية والمجتمعية.
وتوزع المشاركون إلى مجموعات تم تقسيمها بحسب محاور الورشة ومداولاتها وإعلان نتائج تلك المداولات.