خمسة أشهر منذ تعيين معين عبد الملك كرئيس للوزراء وحتى اللحظة لم يتحرك الرجل أي خطوة على طريق حلحلة الازمات التي أطاحت بسلفه الدكتور أحمد عبيد بن دغر.
الرجل أكد منذ البداية بأنه جاء لمعالجة الأزمات ذات الشق الاقتصادي والخدمي والمعيشي، وتجنب الحديث عن الشق السياسي، ولذلك استبشرنا فيه خيرا، على اعتبار أن أولوية الناس تتمثل في رغيف الخبز وماء وكهرباء وصحة وتعليم وخدمات ورواتب وتقليص نفقات وزراء الحكومة ومسؤوليها، وإعادة النظر في قوام الحكومة غير المفعلة.
كنا نعول أن يبدأ رئيس الوزراء الجديد بإصلاحات سريعة وجادة على سبيل المثال يتم تشكل حكومة تكنوقراط مصغرة لا تتجاوز 15 وزيرا ومن ذوي الكفاءة المشهود لهم بالنزاهة والخبرة وتفعيل الأجهزة الرقابية والعمل بمبدأ الحساب والعقاب وإلزام الجميع على العودة للداخل والعمل كل في مؤسسته وإداراته لكن للأسف خابت الآمال وتبخرت الأماني وزادت للأسف مظاهر الفساد بحيث زاد الفاسدون ثراء ومات الفقراء والمساكين جوعا وقهرا وكمدا.
اليوم تقرير الشفافية الدولية يذكر اليمن كثالث دولة عربية من حيث تفشي واستشراء الفساد والخامسة عالميا، ورئيس الوزراء الشاب ما يزال يستقبل التهاني والأماني ومشغول بالرد على الأهل والأصحاب، وبعيد كل البعد عن مشاكل الناس وما يعانوه.
اليوم أيضا قرر الرجل أن يدخل معترك السياسية وسرق جملة يعيدها ويكررها المحللون السياسيون خريجو شاشة العربية وقال إن الاعتداء على الفريق الأممي مؤشر على عدم جدية المليشيات في تنفيذ قرارات السويد.
يا دولة رئيس الوزراء الذي جاء بدعوة الوالدين إلى الحكومة حري بك أن تنظر في أمر من يعتدون على أموال الشعب والوظيفة العامة، وتسأل محافظ البنك المركزي عن التسعة مليار ريال وتتفقد أعضاء فريق حكومتك وتدعوهم إلى اجتماع تعارفي في عدن أو مأرب أو حتى الرياض، واجزم بأنك حتى لا تعرف أعضاء حكومتك ولم تلتقي بهم وجها لوجه.