أهمية بريطانيا كأول وجهة أوروبية للمجلس الانتقالي الجنوبي تأتي من معرفة بريطانيا بالجنوب كدولة وشعب، ومن يعرف تاريخك وحضارتك بكل تأكيد سوف يقدرك ويتفهم مطالبك، ويدعم أهدافك.
من اتخذوا من هذه الخطوة مأخذا هاجموا من خلاله الانتقالي على اعتبار أن بريطانيا دولة احتلت الجنوب 129 عاما، فهم بكل تأكيد يجهلون كثيرا في السياسة ومتغيرات العصر، ذلك أن تلك الإمبراطورية التي كانت لا تغرب عنها الشمس قد نأت بنفسها عن شئون البلدان الأخرى ولم يعد لها أي أطماع توسعية أو نزوع للحروب واحتلال الأوطان الأخرى، مثلها كمثل باقي الامبراطوريات الأوروبية التي اتخذت من السلام طريقا ومن الحقوق والحريات منهجا، ومن مناصرة الشعوب المكلومة واجبا إنسانيا مقدسا، ويلزمنا كعرب ملايين السنين الضوئية لكي نصل إلى تلك المرحلة، أو حتى نفكر بجدية لأن نكون كذلك.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن بريطانيا التي سيطرت على نصف الوطن العربي في فترات الانتداب والتوسع، خلفت وراءها سيرة طيبة في الأعمار والبناء والنظام والقانون، استفادت منها بشكل كبير الجبهة القومية وهي تضع مداميك جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، ولاحقا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، كما أنها اي بريطانيا تركت للجنوبيين نظاما ماليا وإداريا وقضائيا متميزا استفادوا منه بشكل كبير، واولت اهتماما كبيرا للكثير من المجالات الحيوية كالتعليم والصحة والفن والرياضة والإعلام، وهذه الأخيرة كانت عدن رائدة فيها على مستوى الجزيرة العربية.
إن زيارة الانتقالي ممثل بالرئيس عيدروس الزبيدي إلى بريطانيا بدعوة رسمية من البرلمان البريطاني لها أهمية كبيرة ولها ما بعدها من الخطوات التي ستقرب العالم من هموم ومعاناة الشعب، وستجعل من بريطانيا شاهدا في الأمم المتحدة ومجلس الأمن على أننا دولة.