(هندول) نضالهم

(هندول) نضالهم

قبل 5 سنوات

 
* قالوا علينا شرذمة، ولا نفهم في السياسة ولسنا رجال دولة، وحين فرضنا أنفسنا على الطاولة، وانتزعنا الاعتراف بقضيتنا، وشهد العالم لانتصارنا، خرج أحد (طراطيرهم) يحدثنا عن العَلَم والقسم.. أكثر ما يثير سخطنا أن نسمع عاهرة تحدثنا عن الشرف!
* سنوات طويلة ونحن (نتجرجر) من ساحة إلى منصة و(نتلفلف) في غرفة فندق ونستأجر قاعة أفراح لكي نكتب بيان الثورة وندين ونستنكر.. كانت قضيتنا محشورة في رأس مناضل أو في (علاقي) رئيس مكون، وننتظر دعوة سفير لنقف في طوابير، وإن زارنا مبعوث صغير نتزاحم على بابه ونستجديهم الاعتراف بالقضية، واليوم بعد أن أصبحنا ندّا، ورقما صعبا، يأتي صعلوك (ينهق).. عيدروس باع القضية، والانتقالي لا يملك لشعب الجنوب غير الوهم.
* كثيرون فرخوهم في صنعاء، وركبوا الحراك، وجعلوا من القضية مهنة، حتى أصبح كل (مبعسس) يملك ثروة، والذين كانوا يتسكعون في المقاهي أمسوا مستشارين للرئيس، ومن صحفي نزاهته مجروحة إلى صاحب مؤسسة إعلامية، هؤلاء لا يترددون في العيش على جرحنا وقهرنا، ويعتقدون أن حل القضية خسارة ونهاية لدورهم الوسخ.. حتى الذين لم يحافظوا على (...) أمسوا يحرسون أحلام الجنوب.. أي مهزلة هذه التي تريدوننا أن نتعايش معها!
* نتأفف من المزايدة، ونجد حرجا في اتهام جنوبي بالخيانة، ولكننا أيضاً لا نستطيع أن نمنع مشاعرنا من احتقار بعضهم، وذلك حين نجدهم شماليين أكثر من (الخبرة)، وتنتفخ وجوههم، ويلطموا خدودهم ويندبون على الوحدة حتى نحسبهم يرثون أمهاتهم، في الوقت الذي كثير من إخواننا الشماليين يتمخطون بعلمها، والحوثيون على وشك أن يمسحوا اسم الجمهورية من كتب تاريخهم، ومناهجهم المدرسية.
* بعضهم يعتقدون أنهم ولدوا قادة، وأن مصيرنا في (هندول) نضالهم، فإذا كانوا هم من سيأتون بالجنوب، كفروا بالوحدة ولعنوا اليمننة، وأقسموا بتراب الجنوب، وشعبه الحر، ولكن إذا اختار الشعب غيرهم، وشعروا بأنهم (طحسوا)، حنوا إلى باب اليمن ونظروا لنا كعبيد، وهددوا بأنهم سيعودون على ظهر دبابة، وعلى أشلاء الجنوب وأهله.
* ليست إهانة أن تراجعوا مواقفكم، وتقفوا على قبور شهدائنا، وتنحنوا احتراما لتضحياتنا، فهي من أعادتكم بعد فراركم، وجعلت أدباركم تجلس على الكرسي، وليس من العدالة أن تطعنوا نصرنا، وتتحدوا إرادتنا.
* إذا أردتم أن تصنعوا مجدا، وتدخلوا التاريخ من بابه الكبير، فالجنوب وحده من سيمنحكم هذا الشرف، وإذا أردتم صنعاء أو مأرب، فمزبلة التاريخ مثواكم.. والخيار لكم.
- نشر في صحيفة الأيام عدد اليوم الأربعاء..

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر