لمن نقرأ آيات الشكر؟

لمن نقرأ آيات الشكر؟

قبل 3 سنوات

* للحرب وجه واحد تكشر بشاعته في وجوهنا كل لحظة، و لن تتوقف معاناتنا حتى تضع هذه الحرب أوزارها، ونتحرر من الوصايا، فالمسؤولون عنها ما فصلوا البلاد على مقاس مصالحهم و أراحونا، ولا تركونا نقرر مصيرنا، ونعيش في سلام.
* فخامة الرئيس (عبدربه) فكك الدولة الفاشلة، وعجز عن إعادة تركيبها، فرحل (علي)، وفر نظامه و أحزابه وبرلمانه و فساده وراء (عبدربه) الذي أصبحت دولته غرفة في فندق، وعاصفة التحالف اتت لإعادة شرعيته إلى صنعاء، وبعد سبع سنوات أصبحوا يخوضون معركتهم المصيرية لكي لا تسقط مارب، وفي الأخير ذهبوا جميعهم يستجدون الحوثي، ويبحثون عن تسوية تحفظ ماء وجوهم، وأعظم منجزاتهم أننا مازلنا على قيد الحياة. 
* نكفر بالشرعية جنوباً و شمالاً، و إذا كان الأشقاء في التحالف يستضيفونها برئيسها و حكومتها ولصوصها و ذبابها، ويعلفونهم في فنادقهم، ويستخدمونهم كسلعة أو ورقة سياسية لضمان مصالحهم و أمنهم القومي، فهذا شانهم، وقد لا ننكر عليهم حقهم في  استقرار أوطانهم وتوفير حياة كريمة لشعوبها، ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب عقاب شعب بكاملة في الداخل، ومن الوقاحة أن يطالبنا أحدهم أن نقرأ آيات الشكر على المعاناة، وتكريم مثوانا.
  * منذ بداية الحرب، وطوال السنوات الماضية، والبلاد تشهد أسوأ كارثة إنسانية في العصر الحديث، وذلك بشهادة المنظمات الدولية التي أطلقت أكثر من نداء استغاثة، و تحذير من مجاعة تفتك بشعبها الفقير، و المرة الوحيد التي رأينا الشرعية وحكومتها يتحركون بضمير منذ هروبهم ، هو عندما سرقوا الوديعة من البنك المركزي، و سمسروا بقوت وجوع شعبهم، وبعد أن تجاوزت قيمة الدولار  (1000) ريال، وقرار رفع الجمارك إلى 100% ، على التحالف ان يدرك بأن مصيرنا واحد، وسنتعلق في رقابهم إلى يوم القيامة، فسماؤنا و بحرنا وبرنا تحت وصايتهم، والبند السابع يكفل أكلنا و شربنا و رواتبنا، وحقنا في حياة كريمة، فلم تعد قطمة السكر و دبة الزيت و الفاصولية تكفي لإعادة الأمل، و تنمية و إعمار اليمن.
* في الجنوب حفظنا معروف الأشقاء، و تحالفنا معهم بشرف، ولكننا اليوم نشعر بأنهم ينظرون لنا كبضاعة في سوق سياستهم، و صفقة في مشروعهم الاستراتيجي البعيد، و نظنهم يروننا شعباً متمرداً من إرث (لينين)، ولا نستحق إلا أن نقاتل ونجوع بالوكالة عنهم، فلا يمكن أن نراهم يشاركون في سلبنا حياتنا وأحلامنا وخبز اطفالنا، ثم نتعامل مع مواقفهم بحسن نية.
* لعق شفتيه، وظهرت ابتسامة على طرف فمه، وقال : "رئيسنا المناضل طيب، ويهتم بمعاناة شعبه، ولكن الحلقة الضيقة الفاسدة تشوه مواقفه".
 * نعتقد ان هذا المنطق العبيط لا يصنع قائداً أو يأتي بدولة عادلة، وحياة كريمة، بل  يجعلنا نتجرع الكأس نفسه ، فإذا كانوا لا يستطيعون اختيار بطانة نظيفة، فكيف نثق بهم، وناتمنهم على مصير شعب!.


*نقلا عن صحيفة الايام 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر