أقام منتدى الشعوي والحريري امسية ثقافية بمناسبة الذكرى 52 للاستقلال المجيد وقد كان ضيف الشرف والمحاضر لهذه الأمسية الأستاذ احمد العقربي الصحفي المخضرم بوكالة الأنباء عدن.
وبصفته شاهد عيان لليلة الثلاثين من نوفمبر 1967م فلقد شرح للحاضرين تلك الليلة الرائعة والتي لم تعرف فيها مدينة عدن كلها النوم بل امست ساهرة تقيم الإفراح وتبتهج بانتظار وصول وفد الاستقلال برئاسة الرئيس الفقيد قحطان محمد الشعبي رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى.
وكما يقول الشاهد لحدث تلك الليلة يقول الصحفي احمد العقربي، لقد كان الجميع ويعني سكان عدن وكذلك عناصر الجبهة القومية وفداءيها القادمون من عموم أرض الجنوب، كان الجميع في مهام متعددة، ففيهم الشعب المبتهج والسكان الطيبون الذين كانوا يطبخون الخمير الحالي والشاي ويوزعونه على المبتهجين في الشوارع.، وآخرين كان لديهم مهام التامين الأمني والاستعداد للاحتفال في مدينة الشعب صبيحة اليوم التالي.
ثم تطرق إلى الجبهة القومية وقياداتها الذكية والشجاعة والصادقة. فهي قد تغلغلت ونظمت كثير من العناصر الهامة والمؤثرة في الجيش والأمن، وهذا الأمر ساعدها في تحقيق النصر وانتزاع الاستقلال وحكم الجنوب، واكد أن بعض المرجفين والذين يقللون من أهمية ذلك الحدث ودور الجبهة القومية. وخاصة من أشاعوا بإن بريطانيا اتفقت مع الجيش لينصر الجبهة القومية ووصفوا ذلك بالمؤامرة.
ولكن الحقيقة ساطعة سطوع الشمس وسط الظهيرة وهي إن الجبهة القومية قد اكتسبت ونظمت آلاف العناصر من مؤسسة الجيش والأمن مثلما نظمت اكثر منهم في صفوف الشعب والقبائل والموظفين المدنيين من مختلف القطاعات.
وارجع ذلك النصر إلى دقة التنظيم وكفاءة القيادة من أعلى الهرم ألى أسفله.، وكذلك إلى ميثاقها الوطني وبرنامجها والذي نال رضا الشعب في الجنوب.
وفي حديثه تطرق إلى الصعوبات التي واجهت الجبهة القومية ولكن بصلابة قياداتها وكافة اعضاءها وتلاحم الشعب معها تجاوزت الكثير من الصعوبات رغم الحصار الذي فرض على الجمهورية الوليدة لعدة سنوات.
ولقد كان اولئك الرجال والشباب والمرأة الجميع كانوا صادقين ويحملون قضية وطن ودولة ولم يتواجد في صفوفهم من يقدم مصلحته الذاتية على مصلحة الجميع وهكذا كانوا شرفاء وفقراء وأنقياء الضمائر. فبنوا الدولة وثبتوا النظام والغوا الثارات بقرار واحد والتزم الشعب في كافة مساحة الجنوب لقرار القيادة العامة للجبهة القومية، وهذا الحدث لم يحصل مثيل له في أي بلد عربي مطلقا. واضاف العقربي ان تلك الليلة العظيمة كان الإنجليز اكثر فرحا بخروجهم من الجنوب بعد ان عاشوا مع الرعب وانتظار الموت خلال اربع سنوات من الكفاح.
حقيقة لقد كان شعب الجنوب كذلك فرحان وسعيد بهذا الاستقلال أيضا. واضاف العقربي أن اولئك الرجال لم يكن بينهم من نهب او سرق حق الآخرين ولم يعرف الشعب الجنوبي خلال حكم الجبهة القومية للجنوب مظاهر مسيئة او مظاهر سلاح ومواكب كبيره كما هو حاصل اليوم ومن بعد الوحدة. كما تمنى من قيادة الانتقالي الانفتاح على الآخرين كنخب او مكونات حتى يلتئم الصف الجنوبي ليواجه المخاطر التي تحيط به، وبتكوين جبهة جنوبية وطنية عريضة ستتحقق انتصارات الجنوب ويستعيد دولته.
وعقب الكاتب احمد عمر حسين على الاخ الصحفي العقربي بتأكيد وصوابيه ما تطرق اليه، واضاف إن معجزة الجبهة القومية التي لامثيل لها هي توحيد 23كيان في أطار دولة واحدة وفي ليلة وضحاها من دون سفك دماء او إزهاق ارواح، وكذلك إنها الثارات في الدولة الوليدة بقرار عبر الإذاعة تجاوبت معه قبائل الجنوب قاطبة. وكذلك الصمود في وجه حصار دام أكثر من عقد من الزمن وحروب تم إشعالها ضد الدولة الوليدة وتجاوزتها وانتصرت وظلت راسخة رغم عدم تكافؤ العتاد والعدد. أما في جانب تحقيق الامن والعدالة فقد ساد الامن واحترام القانون والنظام بصورة قد لايصدقها اليوم من ولدوا بعد الوحدة. ولقد كان المواطن يلتقي اكبر مسؤول في الشارع او المقهى ويجلس الجميع دونما حواجز أو حراسات مشدده.
وفي الامسية عبر الاخ العميد عبدالرحمن الشعوي عن أعتزازه بتلك الفترة في حياةالجنوبيين ودعا الكل الى تعزيز التصالح والتسامح. بشكل إيجابي وواسع.
كما تحدث الاخ ثابت بن سهيل عن الأحاديث الجميلة التي سمعها من قيادات الجنوب السابقين وبساطتهم وثقافتهم العالية وصراحتهم التي لا تجد اليوم لها وجود. وضرب مثالا على ذلك الفقيد المناضل علي صالح عباد مقبل. رجال صدقوا ويقولون الحق ولو على انفسهم.
ونشير ألى أن رئيس المنتدى المستشار محمد الحريري تطرق ألي أن النهضة التعليمية والثقافية والتي حصلت في اقل من عقدين من الزمن بفضل تلك الدولة الوليدة وقياداتها المخلصة قد كانت كبيرة جدا ولم يستطع الاستعمار الذي جثم طوال 129عام أن تكون مخرجاته التعليمية متناسبه مع ما قامت به جمهورية الجنوب، حيث تخرج بعهد الدولة الجنوبية مئات الآلاف من كافة التخصصات وبزمن قياسي لايتجاوز عشرين عاما.
وكذلك العميد محمد علي هادي عضو المنتدى أضاف في مداخلته أن المقارنة برجال الجنوب السابقين ومانعيشه اليوم من المسؤولين الجدد شيء لا يمكن مقارنته فهناك سلوك وعقليات رجال مخلصين ونظاف الإيدي اما مانعيشه اليوم للأسف فسلوكيات سيئة من قبل اخوان لنا يخجل الإنسان من ذكرها ومنها على سبيل المثال فقط نهب الرواتب من قبل قاده يفترض لنهم اخواننا ويفترض ان يشعروا بمعاناة الجنود واحتياجات أسرهم والتي تنتظر في ظل الغلاء الفاحش ذلك المرتب الضئيل فإذا المرتب يغيب اشهر واذا حضر تناوشته أيادي القادة للأسف ولم يتركوا للجندي سوى الفتات.
واختتمت الامسية بكلمة شكر من رئيس المنتدى محمد الحريري. للاخ العقربي ولكل من ساهم في هذه الامسية.
متمنيا للشعب السعادة وتحقيق اهدافه واستعادت دولته، وللحاضرين الصحة والنجاح في مهامهم.