خطوة تستحق التقدير والإشادة، بل والتعميم في بقية المديريات، تلك التي بادر بها وأقدم عليها مدير عام مديرية المنصورة الأستاذ أحمد علي الداوودي، رئيس المجلس المحلي، حيث قام بالنزول اليوم إلى اتصالات المنصورة، في تجاوب غير مسبوق مع ما نشرته يوم أمس في موضوع بعنوان (من صور الفساد في اتصالات المنصورة)، تعرضت فيه لأوجه الفساد في هذا المرفق الحيوي ذي الصلة بمصالح المواطنين اليومية، وما يحدث من قطع خط النت أو التلفون بعد ثلاثة أشهر من عدم التسديد، ولا خلاف على ذلك أن كان ذلك هو النظام، لكن الخلاف أنه لا يعاد لصاحبه مع تحميله غرامة محددة، أو صرفه حسب الأولية لمن ينتظر في قوائم الاستحقاق الرسمية، وليس بيعه عبر سماسرة إلى جيوب الفاسدين بمبالغ وصلت إلى مائتي ألف ريال وربما أكثر، كما رأيت من تعليقات من تفاعلوا ما نشرته، وهو أقل واجب نقوم به لمقارعة الفساد والفاسدين وفضح وتعرية مثل هذه السلوكيات والممارسات السيئة.
وكم هو رائع أن يتلقف المسئولون ما ينشر من شكاوى وانتقادات المواطنين ويسارعون للتفاعل معها، مثلما حدث اليوم مع مدير عام المنصورة، الذي لم يكتف بالنزول والجلوس مع المعنيين في اتصالات المنصورة، بل وأرفق نزوله بإصدار تعميم عام واضح يضع حداً للفساد ولأية ممارسات من شأنها ابتزاز المواطنين في جميع مرافق ومؤسسات الدولة ذات الصلة بخدمة المجتمع في إطار مسئوليته.
ولأهمية التعميم ننشر نصه، مع صورته، ونأمل تداوله على أوسع نطاق، وهذا نصه:
تعميم عام لكل المراكز والمحلات التجارية والفنادق والوكالات والمطاعم وأي نشاط تجاري في مديرية المنصورة. يمنع دفع أي مبالغ مالية لأي جهة إلا بسند رسمي من الجهة المعنية. وعليه يمنع دفع مبالغ تسديد الرسوم بدون سند رسمي مقيد فيه المبلغ المطلوب للسداد، وفي حال التعرض لأي ابتزاز التواصل على الأرقام التالية(02_323397/ 02_342650) ونأمل التزامكم بذلك وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية والمسائلة أمام الجهات الرسمية لمن يخالف ذلك.
ختاماً.. تحية تقدير، وتعظيم سلام، لمدير عام مديرية المنصورة، الذي يبعث هو وأمثاله في نفوسنا الأمل والثقة في تصحيح وإصلاح أحوال مؤسسات ومرافق الدولة وتخلصيها من الفساد. والكرة الآن في ملعب المعنيين في تلك المرافق وكذا المواطنين والتجار وأصحاب الأملاك الخاصة في التجاوب مع ما جاء في تعميم مدير عام المديرية الذي يعد منقذاً لهم من أخطبوط الفساد، ما لم فإن الإجراءات القانونية ستطال كل مخالف.
ونأمل أن يتم تعميم مثل هذا الإجراء على بقية مديريات العاصمة، التي يتبارى فيها مدراء المديريات لتقديم الخدمات الأفضل للمواطن وللعاصمة في تناغم جميل مع أداء المحافظ الأستاذ أحمد حامد لملمس.. وفي مثل هذه الأعمال المفيدة والمثمرة فليتنافس المتنافسون.
