حرب اليمن البدايات والنهايات المأساوية

حرب اليمن البدايات والنهايات المأساوية

قبل 3 سنوات

الحرب في اليمن بدأت مجهولة الهوية وستنتهي كذلك .

ولو رصدنا بداياتها الاولى نجد بان هناك تحالفات متناقضة من شرعية تؤيد إسقاط عمران ( المحافظة)   بدليل ان الرئيس يذهب ويعلن بان عمران عادت الى حضن الدولة ومن خلف الأضواء رئيس سابق يوحي لمناصريه  من المشائخ والعساكر عدم اعتراض الحوثيين في طريقهم الى صنعاء الى فتح بوابات صنعاء التي كان عليها حراس إشداء لا يسمحون للنملة في الايام العادية  دخول صنعاء الا باْذن منهم الى هروب قائد الفرقة الاولى مدرع وقائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية  في جنح الظلام تاركا ورائه ترسانة عسكرية هائلة وعاصمة البلاد مفتوحة وجاهزة للاقتحام  من قبل اعدائه جماعة مران الى استسلام حزب الإصلاح والذهاب الى مران لتقديم الولاء والطاعة لحاكم صنعاء الجديد  لعمل صفقة وكل هذه الامور مرت تحت نظر وبصر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الذي كان جالس في  جناحه بفندق موفمبيك ليستقبل ممثلي الأحزاب وقادة صنعاء الجدد لينتجوا صفقة جديدة سُميت اتفاق السلم والشراكة وهي في الأساس تم رسم خطوطها تحت آسنة الرماح ليطلبوا من هادي (الشرعية) ان يفتح  لهم أبواب القصر الجمهوري للتوقيع على هذا الاتفاق الجديد وبمباركته وبهذا الإجراء  تم إسدال الستار على مخرجات الحوار الوطني ودفن مقرراته ....كل ذلك السيناريو تم وكأننا نشاهد فلم من صناعة هوليود

      يعد ان استكمل الحاكم الجديد كل إجراءات السيطرة على مفاصل الدوله في صنعاء برضاء كل الأطراف السياسية اتت فكرة تأليف حكومة كفاءات ولكن تلك الحكومة لم تستطع ان تقوم بمهامها في وقت يوجد  في كل وزارة ومؤسسة في العاصمة لجنة ثورية شكلها الحاكم الجديد لإدارة الوزارة وتعثرت حتى وصل الامر الى اصطدام الشرعية ( هادي) مع الحاكم الجديد وكان ان تم حبسه في منزله وكل حكومته وبالذات ممن ينتمون الى الجنوب وعند تقديم استقالته كان يفترض ان يقوم مجلس النواب بالتعاطي معها وفق الدستور لكن الحاكم الجديد رفض ذلك وتمت محاصرة المجلس ومنعه من الانعقاد لان غالبية أعضاء المجلس ينتمون الى الموتمر الشعبي العام حليفهم وكانوا خائفين من الكمين الذين يمكن ان يعده لهم بقلب الطاولة عليهم وهنا يمكن نقول بان الحوثي خرج عن النص المعتمد

     السؤال كيف خرج الرئيس من سجنه الذي يفترض ان يكون تحت  الحراسة المشددة ؟ هل لعملية استخباراتية دقيقة كما يقولون ؟ او انهم غضوا الطرف وساعدوه على الخروج وأشاروا له بالذهاب الى عدن لكي يكون لديهم مبرر لملاحقته واعادة احكام السيطرة على الجنوب ؟ باعتقادي  ان كلا النظريتين واردة لان مخرج السيناريو واحد عندها أعلن الانقلابيون همهم وهدفهم الوحيد هو محاربة الاٍرهاب والدواعش لياتي صوت من البيت الأبيض بان ما يهمهم باليمن هو محاربة الاٍرهاب وكأن هناك عزف مشترك لسيمفونية  واحدة وبعدها ذهبت طلائعهم لمطاردة الرئيس الشرعي الى عدن ولَم يعترض احد في المحافظات الشمالية التي مروا منها بل ان بعضها عقد صلح وعدم اعتداء مع الحكام الجدد لكنهم لم يجدوا الرئيس حسب الخطة المعدة سلفاً باستدراجه الى موقع معين ووقع بالكمين وزير الدفاع وبعض مرافقيه اما الرئيس ولى هاربا تاركاً عدن لمصيرها المجهول والذي لم يعمل على اعداد خطة دفاع او على الأقل تسليح ابنائها للدفاع عن انفسهم وكانت مخازن جبل حديد  مليئة  بالاسلحة

   السؤال كيف مر كل هذه المسافة الى حدود عمان وهناك وحدات تابعة لصنعاء في أماكن متفرقة دون ان يمسه احد ومن عمان غادر  الى الرياض وبعدها لحق فيه حزب الإصلاح حيث تموضع  مع الشرعية بينما الموتمر الشعبي العام برئاسة الزعيم علي عبدالله صالح تموضع في صنعاء مع الحوثيين .... هل ذلك صدفة ام ان هناك مخرج أراد ذلك ؟ اعتقد ان الأجوبة جاءت في سياق سير تنفيذ العمليات القتالية التي قادتها الشرعية والتي سيطر  عليها حزب الإصلاح اليمني وتم إقصاء كل المكونات السياسية الاخرى بما فيها تلك التي حققت النصر في كثير من الجبهات القتالية وتصرف بغباء شديد حيث استحوذ  على كل الدعم المقدم من التحالف وعاث فيها فساداً ولم يحقق اَي نصر على اَي جبهة بل على العكس وفر امكانية لكي يصبح الحوثي اكثر قوة وتمكن من السيطرة على الارض ويمتلك قدرة عالية من المناورة ويتحكم بسير العمليات وتحول من الدفاع الى الهجوم وتمكن من إقصاء حليفه الزعيم علي عبدالله صالح واصبح الحاكم الأوحد وكان ذلك بفضل الادارة الفاشلة للشرعية والتي لم تستطع ان تفرق بين السياسة المتوازنة لقيادة دولة مخطوفة وبين الأطماع الشخصية والثراء الفاحش واستشراء الفساد  على حساب معاناة وتشريد الملايين من اليمنيين  في اصقاع الارض وايضا تجويع الناس في المناطق المحررة

     اليوم صحى ضمير العالم الحر بعد ان صمت ست سنوات بل كان يتدخل بوقف الحرب في مناسبات عديدة لصالح طرف بعينه بحجة الوضع الإنساني والان يريد  ان يقوم بوقف الحرب السؤال  على اَي اسس يمكن توقيف الحرب واحقاق العدل والسلام هل  سيتم التخلي عن القرارات الدولية التي اعتبرت الحوثي قوة انقلابية وهل ستلغى  المرجعيات التي يستند عليها المجتمع الدولي في مساندته للشرعية  والتي بسببها كان الانقلاب وعلى اثرها  شنت الحرب وماذا عن اعلان ايران بانها قد استولت على العاصمة صنعاء هل سيجبر العالم ايران بالرحيل عن صنعاء او انه سيقايض ايران في امور اخرى وتعطى له صنعاء كجائزة ؟ وكيف سيتم التوفيق بين الأطراف المتصارعة وخاصة وقد جرى تغيير جذري لمفهوم الدولة الذي كان سائد قبل الانقلاب بل تم تغيير كل شيىء في المناهج الدراسية في القوانين في مرجعية الحكم من جمهوري الى سلالي يحكم على اعتبار انهم من عترة الرسول صلعم وان لا احد ينازعهم في الحكم والكثير الكثير من المتغيرات التي جرت خلال الست سنوات الماضية هل يمكن لاي قوة على الارض تستطيع ان ترغمهم على التخلي عن السلطة بينما لم تستطع الشرعية ومن ورائها  التحالف خلال ست سنوات ان توجه لهم حتى نصف هزيمه  في جغرافية الشمال وماذا عن القضية الجنوبية اين سيكون موقعها من كل تلك المفاوضات ؟ وماذا عن بقية ألقوى  التي لها دور في القتال ضد الحوثيين كيف سيكون تمثيلهم ؟ ومن المفارقات العجيبة ان الشرعية اصبحت هي التي تطالب بالسلام والتفاوض ولا احد يدري على ماذا تبقى لها ان تفاوض عليه

     الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الشرعية في سير عملية المعركة ضد الانقلابيين قد لوت الحبل على عنقها ولَم يتبقى  لانتحارها  الا سقوط اخر قلاعها وهي مأرب وهذه الأخطاء الفادحة قد أطاحت بجهود التحالف في دعم الشرعية وأهدرت إمكانيات هائلة ذهبت ادراج الرياح مما ادى الى تمكن الحوثي من أخذ زمام المبادرة في الحرب واصبح يهدد امن المملكة  ....وكل المطارات والمنشاءات السعودية تحت الخطر عبر الصواريخ البالستية او طائرات الدرونز وخاصة بعد اخراج الحوثي  من دائرة الاٍرهاب اصبحت المملكة هدف يومي تنهال عليها بالصواريخ والطائرات المسيره السؤال هل حصل الحوثي على ضوء اخضر لكي يكثف هجماته على الاراضي السعودية للضغط عليها بالتسليم بما يطبخ اليوم في ألدوائر العالمية من حلول ؟

   الخلاصة

    عندما تكون البدايات خاطئة حتماً ستكون النهايات ايضا كذلك وأي بناء لتسوية سياسية لم تؤخذ  بعين الاعتبار جوهر وأساس المشكلة سيكون بِنَاء هش للسلام وقابل للانهيار  في اول امتحان

  لم يكن يراودنا الشك في ان الاحتفاظ بقوات ضخمة في محافظتي حضرموت  وشبوه وعلى مشارف عدن والتي لَم تستخدم في معارك استعادة الشرعية حتى وهي تشاهد  بان اخر معاقلها تدك من قبل الحوثي لم يكن الا لتسوية الارض لكي تكون وطن بديل لحزب الإصلاح الذي يسيطر على الشرعية والتي رئيسها جنوبي ولكي يكون هناك تفاوض بين الشرعية ممثلة بحزب الإصلاح والحوثي وحلفائه في صنعاء وتكون ايران وانقره استلمت الجائزة الكبرى تحت ما يسمى بالحل الذي يطبخ على النطاق الدولي في مقايضات كبرى على حساب الشعوب ولكن تناسوا ان ارض الجنوب لن يكون وطن بديل لاحد ولديه مالك هو شعب الجنوب.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر