قبل أن أتحدث عن السيناريو العسكري القادم سوف اشير في البداية إلى نقطة مهمة، وهي معلومات وليس تحليل أو حدس، تتعلق بمخازن أسلحة ضخمة جدا شقها الإخوان تحت الأرض وخزنوا بداخلها كميات هائلة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، في مأرب وشبوة وحضرموت، وإن وجدها الحوثيون سيمتلكون سلاحا يحاربون فيه عشرات السنين، وهذا الأمر يذكرنا بصفقة اليمامة، وجزء من سلاحها الذي ذهب للحوثيين دون قصد، وحاربوا فيه الدولة ستة حروب.
وباختصار صفقة اليمامة عبارة عن أسلحة دعمت بها السعودية صدام إبان حربه مع إيران، ودعم بها هو الآخر علي صالح في حرب1994م هذه الاسلحة وصلت متأخرة، حينها كان قد وصل صالح عدن، فخزنها في كهوف صعدة بسرية تامة، واصبحت فيما بعد غنيمة للحوثيين الذين نقلوها إلى كهوف أخرى تحت ذات الجبال.
دعونا نتحدث الآن عن السيناريو العسكري المتوقع وأحب أن أفيد في البداية أن معارك الإخوان والحوثيين في مأرب قد توقفت دون أن ينتصر أحدهم على الآخر، وبإستناء ضم الحوثيين مواقع جديدة، لا جديد يذكر هناك.
كل المؤشرات والمعطيات الميدانية تقول إن مأرب ستسقط بيد الحوثي وما هي إلا مسألة وقت يرتب من خلالها الحوثي أوراقه سياسيا وعسكريا وقبليا، وهناك معلومات تؤكد أنه نجح في اقناع الكثير من مشائخ القبائل بالحياد، لا سيما وأن فساد الإخوان قد أصاب الكثيرين بالإحباط.
الإخوان أنفسهم درسوا سيناريو السقوط ووضعوا الحلول والبدائل، وحينما يحين الموعد سيقولون كما قالوها سابقا في صنعاء: لمأرب رب يحميها، وسيلتحقون بقواتهم في شبوة وحضرموت.
ومثلما دخل الحوثيون الجنوب سابقا بحجة ملاحقة الإخوان والدواعش، ستكون هذه حجتهم أيضا لملاحقة الإخوان إلى حيث حقول النفط في شبوة وحضرموت.
وكالعادة لن يواجه الإخوان الحوثيين، وسيتركون المعركة لقبائل شبوة وحضرموت، كما فعلوا ذلك في مأرب، وعندئذ ستسقط المحافظتان النفطيتان بيد الحوثيين.
سيغادر الإخوان حينها الملعب إلى المدرجات ليراقبوا معركة أخرى ستندلع للتو بين المجلس الإنتقالي والحوثيين، وهذه المعركة ستكون الفاصلة بين الشمال والجنوب.
هل انتهى الإخوان هنا؟
الإجابة: لا، وسيعود الإخوان أقوى من المنتصر في تلك الحرب، حيث أن سلاحهم تحت الأرض وقواتهم بكامل أعدادها على الأرض ذاتها، وسيكون المنتصر أمامهم مهزوما بكل تأكيد.