الحوار.. أنجع الوسائل لتحقيق الأهداف ولكن؟!

الحوار.. أنجع الوسائل لتحقيق الأهداف ولكن؟!

قبل سنتين

لا يختلف اثنان على أن الحوار هو أنجع الوسائل لتوحيد الرؤى، وتبادل الأفكار والمقترحات، والوصول إلى قاعدة مُشتركة للمُضي قدمًا نحو تحقيق تطلعات شعب الجنوب الأبي في استعادة دولته الجنوبية المستقلة الفيدرالية كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.

فانعقاد الحوار الوطني الجنوبي يكتسب أهمية بالغة، كونه يجمع كافة أبناء الجنوب على طاولة وطنية واحدة، بهدف توحيد الرؤى، والأفكار الرامية إلى استعادة دولة الجنوب المستقلة على كامل ترابها الوطني، فقد أصبح الحوار الجنوبي خيارًا وطنيًا مُلحًا للغاية لا سيما في المرحلة الراهنة.

كما أن تأكيد الرئيس عيدروس الزُبيدي، في أحد خطاباته، على أن: "انتهاجنا للحوار من أجل السلام إيمانًا منا بأن وحدة الصف الجنوبي هي خير ضامن لمستقبلنا السياسي"، لم يكن من فراغ، بل هو إدراك الرئيس الزُبيدي بأن الجنوب لن يكون إلا بكل ابنائه، وهي دلالة واضحة على النهج الذي يسير عليه المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي.

وبخصوص الرافضين للانخراط في الحوار الجنوبي، فما المشكلة بالمُشاركة في الحوار الجنوبي الوطني؟

هل لأنهُ لا يلبي تطلعات شعب الجنوب الصامد كما تقولون؟

إذًا.. لنفترض ذلك، فما المانع من المُشاركة في الحوار وعندما ترون انهُ لا يلبي تطلعات شعب الجنوب، وقضيته العادلة، انسحبوا، وهذا حقكم. فأين تكمن المشكلة إذًا؟ فهو اسمه (حوار)، وليس (وثيقة) أو (اتفاق) لتوقعوا عليها؟!

الطامة الكبرى، إن من يقول إنه لن يُشارك بالحوار الوطني الجنوبي بعذر أنهُ لا يلبي تطلعات شعب الجنوب، هم أنفسهم شاركوا في حوارات عديدة ليس فقط لا تلبي تطلعات شعب الجنوب، بل تقف ضده، وبقوة، وليس هكذا وحسب، بل هم اليوم منظمون في الشرعية اليمنية، التي يسيطر الإخوان على كل مفاصلها، وتشن حربًا شرسة على الجنوب وشعبه بكل الوسائل الدنيئة.. فيكف يستوي هذا وذاك؟!

فنصيحة أخ.. انخرطوا في الحوار الجنوبي، وضعوا كل ما في جعبتكم أمام لجنة الحوار الوطني الجنوبي، وبكل تأكيد كل التباينات ستتلاشى إذا كانت قاعدتنا الصلبة مُشتركة، تحت مشروع واحد وهو استعادة دولة، وهوية، وتاريخ، غير أن اختلاف القاعدة الصلبة، والمشروع الواحد هو من سيعقد الأمور، وهذا بديهي.

فحتى لو كنت جنوبيًا، وكنت من كان، ومشروعك يختلف عن مشروع شعب الجنوب المُتمثل في استعادة دولته، فهذا ليس مقبولًا على الاطلاق.

نختلف في الافكار، وطُرق الوصول لهدفنا، وشكل الدولة الجنوبية القادمة، ومن هذا القبيل، لكن نختلف في المشروع الأصلي ذاته، فهذا ليس اختلافًا، هذا يُسمى مشروع مُناهض، وهذا يعني أنك ضد مشروع استعادة دولة الجنوب، أي ضد شعب الجنوب، أي ضد تضحيات شهداء وجرحى الجنوب.

...

...

#علاءعادلحنش

14 أغسطس / آب 2021م.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر