الأمين برس -متابعات – “السياسة”:
قال المحلل السياسي الجنوبي منصور صالح إن اختطاف أحمد بن مبارك من قبل جماعة الحوثي كان الهدف منه إيصال رسالتين أولاها إلى الرئيس عبدربه منصور هادي بأنه ليس بمنأى عن نفوذ هذه الجماعة وقدرتها على الوصول إليه, بعد أن وصلت إلى أقرب المقربين له ومهندس سياسته وهو بن مبارك, والثانية إلى بقية القوى السياسية لتدرك حقيقة أن المشروع الذي يحمله الحوثيون هو مشروع يجب أن يمر إما من خلال غطاء سياسي تتوافق عليه كل القوى وإما عبر القوة.
وأضاف صالح في تصريح إلى “السياسة” إن استهداف بن مبارك هو استهداف لهادي وللعقل الذي يفكر به, وهو أخطر إجراء عملي هدف إلى قص أجنحة هادي وأبرز مساعديه المخلصين على قلتهم وضعف أدائهم, بهدف حشر الرئيس في نطاق ضيق بعد أن أصبح يفتقد لمصادر قوته التي كان يعتمد عليها كالغطاء الشعبي والغطاء الحزبي اللذين فقدهما أخيرا سواء غطاء حزبه “المؤتمر الشعبي” أو الأحزاب التي كانت تناصره.
واضاف ان هذا العمل يعد الأول الذي يستهدف به الحوثيون رموزاً جنوبية بعد أن كانوا يتحاشونه في الماضي وستكون انعكاساته كبيرة على الوعي العام إن لم تحدث اعتراضات شعبية لاعتبارات عدة, إذ أنها ستؤكد ما سبق وأن ذهبت إليه قوى “الحراك الجنوبي” الرافضة لاستمرار الوحدة مع الشمال بحجة استحالة قيام دولة مدنية في صنعاء, كما أنها ستبدد ما تبقى من آمال لدى القيادات الجنوبية التي مازالت تتمسك بالوحدة وتسعى إلى إنقاذ عقدها من الانفراط, من خلال السعي إلى تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار عبر قيام دولة اتحادية تحفظ اليمن موحداً رغم المعارضة والرفض الواسعين لهذا المشروع في الجنوب.
وتوقع صالح أن يشهد الأداء السياسي لممثلي الجنوب في السلطة المركزية بعد هذه الواقعة اختلافاً وتغيراً عما قبله, وسيتجه نحو تفكير آخر يعزز من ارتباط الجنوبيين بدءا من هادي ومساعديه في الدولة وقادة الأمن والجيش بانتمائهم الجغرافي والتعاطف مع مطالب أهلهم في الجنوب.
واعتبر أن أخطر ما في عملية اختطاف بن مبارك أنها كشفت عن نظرة جديدة نحو أبناء الجنوب تقوم على التعالي والاستهتار بعد أن كانت نظرة ولغة الحوثيين في التخاطب مع الجنوبيين تقوم على الاحترام.
