على الرغم من الانتصارات السياسية والدبلوماسية والعسكرية التي يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي المشهودة والملموسة في سبيل تحرير باقي أراضيه المحتلة من هيمنة جيوش البغي اليمني الإرهابي المنتهكة لخيرات وثروات شعب الجنوب العربي السيادية في وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة، إلا أن بقايا نظام الاحتلال اليمني التي يفترض أن تخجل من تاريخها الإجرامي وما ارتكبته على مدى أكثر من 28 عاما ضد أبناء شعب الجنوب من تصرفات عدوانية، مازالت مصره على استمرارية ممارسة نهجها الاستبدادي والهمجي، بل وتعتقد بأوهامها القبلية الاستعلائية المتخلفة، بأن ما يشهده الواقع الجنوبي من تطورات ومستجدات سياسية وعسكرية، وما تعيشه مدن وأرياف المديريات المحتلة من غليان شعبي ومن مسيرات ومهرجانات جماهيرية حاشدة، تطالب بعنفوانها السياسي والمجتمعي بخروج وترحيل تلك الجيوش الباغية والحامية لعصابات النهب لثروات النفط والغاز المسال، تعتقد بقايا رموز ذلك النظام الممثلين في مجلس القيادة الرئاسي وفي حكومة المناصفة الفاسدين، بأن ما يحدث في وادي حضرموت والمهرة ليس لهم به علاقة ولا تعنيهم مطالب أبنائها المشروعة.
إن ما يبعث على الحيرة والحسرة والاستغراب، أن رموز ذلك النظام الاحتلالي، وأولهم كل من الدكتور رشاد العليمي وطارق عفاش وسلطان العرادة وعثمان المجلي، بالإضافة لرئيس الحكومة معين عبد الملك وأعضاء حكومته المحسوبين على محافظاتهم اليمنية، اللذين تنتهك أراضيهم المستباحة من قبل مليشيات الحوثي، يتعاملون تجاهها للاسف بتجاهل واستخفاف، بل أن مواقفهم المتخاذلة تدل على رضاهم وتواطئهم فيما يتعرض له اهاليهم وأسرهم وذويهم من انتهاكات مؤسفة من قبل المليشيات الطائفية الحوثية، وحتى تلك الجيوش الرابضة في وادي حضرموت والمهرة وهي تدرك وتعلم بأنها جيوش دخيلة وغازية غير مرغوب فيها، لا تنبض في قلوبهم ولا في نفوسهم وحواسهم ولو بعض من قيم الشرف والكرامة والحمية، لكي يتداعوا بالاستجابة لمسؤولية واجبهم الرجولي للدفاع عن أعراض أهلهم ومواطني محافظاتهم اليمنية، المنتهكة من قبل جبروت الصلف الحوثي المتحالف سرا مع حزب التجمع اليمني وحزب المؤتمر الشعبي العام، والمتخادم مع عناصر وخلايا التنظيمات الإرهابية القاعدية والداعشية.
وعلى ضوء هذه الوقائع والحقائق الدامغة، يمكننا استنتاج بصورة واضحة وجلية، بأن مؤشرات المستقبل السياسي للمجلس الانتقالي تمنحنا يقين الثقة على أن قيادته الحكيمة التي تسنده وتدعم مشروعه التحرري جماهير شعب الجنوب العربي، وتعزز من قدراته المعنوية والقتالية وحدات الجيش الجنوبي الباسلة، سوف يحقق لا محالة استكمال أهداف قضية شعبنا السياسية العادلة المتمثلة أساسا باستعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة، وهذه الحقيقة الموثوق فيها تتطلب من أبناء شعبنا مواجهة كل الأزمات التي من المتوقع أن يتجاوزها مجلسنا الانتقالي، وأن يحسم أمره معها قريبا، مهما تكالبت وتأمرت عليه رموز بقايا نظام الاحتلال اليمني.
ومن واقع الثقة التي نتعايش معها ونتابع ونرصد مجريات أحداثها وتسارع مستجداتها السياسية والعسكرية، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن أصحاب الحق والأرض هم المنتصرون، وأن مؤشرات الاضمحلال والانهيار والفشل، سوف يكون المصير المحتوم لاطماع بقايا رموز الاحتلال اليمني المتخلف، بمشيئة الله تعالي.
وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نعبر لأشقائنا الإجلاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، عن جزيل الشكر والثناء والاحترام والتقدير، لمصداقية الشراكة والدعم اللوجستي المقدم منها لمجلسنا الانتقالي الجنوبي المؤهل اليوم لإمكانية انتزاع الاستحقاقات السياسية التي في سبيلها يناضل أبناء شعبنا الجنوبي ومن أجلها قدم التضحيات الجسيمة من قوافل الشهداء الأبرار والجرحى الأبطال.
بقلم/ الدكتور حسين مثنى العاقل
عضو هيئة التدريس جامعة لحج، عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي.
في 30 يناير 2023م.