صنعاء: سقوط رابع عاصمة عربية بيد الإيرانيين

صنعاء: سقوط رابع عاصمة عربية بيد الإيرانيين

قبل 9 سنوات
صنعاء: سقوط رابع عاصمة عربية بيد الإيرانيين

 الامين برس : مدار اليوم – عزيز محمد :

لا شك ان تسلسل الأحداث في اليمن خلال الشهر الماضي، يؤكد سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد جماعة عبد الملك الحوثي، بعدما تمكن أنصاره من وضع يدهم على غالبية محافظات الشمال وعلى المرافق الحيوية في البلاد .

وبالرغم من ان الحوثيين، لم يعلنوا استيلاءهم على السلطة في اليمن، ولم يسقطوا الرئيس عبد ربه منصور هادي عن كرسي الرئاسة، الا ان حصارهم لمقر الرئاسة، يعتبر تحذيراً واضحاً من مغبة المساس بهم لاحقا، ويعكس عطشهم للتحكم بالقرارات السياسية في البلاد، والمتابع لخطابات زعيم الحوثيين، يلمس ان الرجل يطلق دوما تحذيرات مبطنة مفادها اما التوافق معنا على ما نريد، وإلا فان العودة الى لغة السلاح، التي ستكون الكلمة الحاسمة في اليمن، وهي تحذيرات شبيهة بتلك التي يطلقها زعيم حزب الله حسن نصرالله في خطاباته الموجهة للداخل اللبناني . مما يعني ان الرأس المدبر لخريطة الأحداث الجارية في اليمن هو نفسه الذي خطط لأحداث 7 أيار في لبنان .

وبالطبع، فان سقوط رابع عاصمة عربية بيد الإيرانيين عسكرياً، يشكل صدمة لما يعرف بمحور الاعتدال في العالم العربي، لا سيما انه يأتي بعد سقوط بيروت وبغداد ودمشق بايدي المشروع الإيراني، ناهيك عن تحكم الجمهورية الاسلامية في الحياة السياسية الفلسطينية بعد ان دخلتها بقوة من بوابة غزة، زِد على ذلك فان الحرس الثوري، قد وضع المنامة على لائحة الحراك الفارسي في المنطقة، مما يعني ان مشروعه، لن يتوقف عند البوابة اليمنية في منطقة الخليج، بل ان المؤشرات، تدل على ان المسلسل لا يزال مستمراً. من هنا يصبح السؤال مشروعا حول ما تقوم به دول محور الاعتدال لمواجهة التمدد الإيراني في العالم العربي؟

لقد بدا واضحا انه منذ عام الفين، وبعد قمة بيروت العربية، وإطلاق مبادرة السلام، بدأ تراجع الدور العربي وتحديدا دور المملكة العربية السعودية في الكثير من الملفات المفصلية بالعالم العربي وبخاصة في فلسطين ولبنان، الامر الذي فتح الباب على مصرعيه لدخول طهران بشعارات مقاومة اسرائيل وأمريكا، وهي شعارات طنانة جدا وتلقى صداها وابعادها في صفوف الشعوب العربية، علما انه بالرغم من ان الأسس التي قامت عليها الثورة الاسلامية في ايران تركزت على العداء مع الشيطان الأكبر والدولة الصهيونية، الا انها لم تفكر يوما بخوض حرب مباشرة مع اسرائيل. بل انها خاضت حربا كبرى ضد نظام صدام حسين، وتخوض حالياً الحرب ضد الشعب السوري، اما حروبها مع تل ابيب فكانت بالوكالة، عبر حزب الله في لبنان وبغزة من خلال حركة حماس .

بوبطبيعة الحال، ليس هناك اي ذرائع تبرر تراجع الدور العربي، الذي يعزوه المراقبون الى عدم تمكن الرياض من فتح أبواب علاقات جدية مع الروس . وهذا ما دفع الإيرانيين الى استغلال الفرصة واللعب على تناقضات العلاقات بين غالبية دول الخليج العربي مع موسكو، ما وفر لهم جرعة دعم روسية في الملف السوري.

اما اليوم وبعد اتهامات موسكو المبطنة للرياض باستغلال أسواق النفط للنيل من الاقتصاد الروسي، فان ذلك سيوفر حكما لطهران ايضا الكثير من جرعات الدعم في عدة ملفات على امتداد الخارطة العربية، وبالتالي فان استمرار النهج المتبع في سياسة محور الاعتدال العربي، سيؤدي حتما الى سقوط مزيد من العواصم العربية بايدي الحرس الثوري الإيراني، الامر الذي يتطلب اعادة قراءة للكثير من السياسات العربية على المستويات كافة الداخلية والإقليمية والدولية، خصوصا وان التجربة اثبتت ان طهران تجيد استغلال الوقت الضائع واللعب على التناقضات، فهي حصلت على ثقة الدب الروسي بسبب فشل الدول العربية الفاعلة في مد خيوط تواصل متينة معه من جهة، وتمكنت من إيجاد لغة مشتركة مع أبناء العم سام في ملفها النووي بعد ان عززت حضورها في المنطقة، وباتت تملك مجموعة أوراق رابحة على طاولة المفاوضات من جهة اخرى .

عن/ مدار اليوم

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر