من نكسة يوليو إلى انتصار يوليو.. هذا هو الجنوب

من نكسة يوليو إلى انتصار يوليو.. هذا هو الجنوب

قبل 9 أشهر

نعيش حاليًا الدقائق الأولى من يوم السابع من يوليو المشؤومة الذي يُصادف ذكرى اجتياح القوات اليمنية للأراضي الجنوبية في 7 يوليو 1994م بغية فرض ما تسمى بـ"الوحدة اليمنية" بقوة السلاح على أبناء شعب الجنوب، غير أن الأخير حوّل تلك الذكرى من نكسة يوليو إلى انتصار يوليو؛ فالجنوب اليوم صار قوة لا يُستهان بها، فمنذ إعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي في مايو / أيار 2017م والجنوب يخطو بثقة نحو تحقيق تطلعات شعب الجنوب، فعلى المستوى العسكري يمتلك الجنوب اليوم قوات مسلحة وطنية جنوبية حققت انتصارات عظيمة سواءً على ميلشيات الحوثي أو ميلشيات الإخوان أو التنظيمات الإرهابية، وباتت القوة العسكرية الوحيدة التي ظلت صامدة رغم حرب المرتبات.
أما على المستوى السياسي فقد حقق الممثل الشرعي لقضية أبناء الجنوب (المجلس الانتقالي الجنوبي) انتصارات سياسية مهمة منذ تأسيسه، وصارت قضية الجنوب اليوم تُطرح بثقة، وقوة على طاولة صناع القرار الإقليمي والدولي والعالمي بعد أن كان الجنوب يعيش سنوات من التكتيم الإعلامي والسياسي بفعل ممارسات نظام صنعاء اليمني ضد قضية الجنوب العادلة، بعد أن كان يسيطر على كل المرافق، ومقومات الحياة.
اليوم الجنوب ممثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي، والقوات المسلحة الجنوبية، باستطاعته رد الصاع صاعين لصنعاء اليمنية، ورد كل ما عانه أبناء الجنوب خلال حرب صيف 1994م، وما تبعها من ممارسات تعسفية، وعنجهية تعمد الشمال بقيادة نظامه فعلها تجاه أبناء الجنوب ظنًا منه أنه خيار سليم لإخضاع الجنوبيين، وجعلهم يعيشون تحت حكم احتلالي استبدادي يمني، غير إنه لم يُدرك تمامًا أن الشعب في الجنوب شعب صبور،  ولا يوجد في قاموسه مصطلح "الاستسلام"، فنهض شعب الجنوب بعد كارثة حرب يوليو 94م، وإعاد تجميع قواه رغم البطش والتنكيل اليمني بهم، ورفع صوته عاليًا في وجه نظام صنعاء، وسقط على إثر ذلك الالف من الشهداء والجرحى، غير أن ذلك لم يكن عائقًا أمام مواصلة مشوار استعادة الكرامة، والحرية، والعزة، فواصل مشواره النضالي العظيم، وتجاوز الكثير من الصعاب حتى وصل إلى ما وصل إليه الجنوب اليوم من قوة، ومكانة، وهيبة.
لكن، لا بد أن نقولها، أن الجنوب لا زال أمامه طريق ليس طويلًا، ومنعطفات يجب من خوضها فهي بمثابة (نهاية المطاف)، والنهايات دائمًا ما تكون هي المرحلة الأصعب، والأخطر، وهذا ما يجب على أبناء الجنوب فهمه.
...
...
#علاءعادلحنش
7 يوليو / تموز 2023م.

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر