الانتقالي الجنوبي وفن الممكن

الانتقالي الجنوبي وفن الممكن

قبل سنة
الانتقالي الجنوبي وفن الممكن

محمد بن قرنح الكندي

على الرغم من المحاولات التي قام بها صنّاع الأزمات في اليمن إلا أن المجلس الانتقالي الجنوبي بقى شامخا صامدا صمود الجبال  وهذا ما أثبتته الوقائع والأحداث ، فمنذ بداية تأسيس المجلس في 11 من مايو من عام 2017م  حاول الكثير التشكيك في مدى جدية الانتقالي الجنوبي وحاولوا شيطنته و تخوينه إلا أن الوقائع والأحداث أثبتت عكس ذلك فقد سعى المجلس منذ نشأته إلى تشكيل جبهة داخلية قوية لمحاربة التطرف والإرهاب والتنظيمات الإرهابية من قاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات التي تنشط في أجزاء من الجنوب والجميع يعلم أن هذه التنظيمات جاءت بدعم كبير من بعض القوى المأزومة التي فقدت مصالحها ولم يبقى لها سوى اللعب على ورقة الإرهاب ، ولم تكتفِ عند هذا الحد فقد أوعزت إلى أذرعها في الخارج والداخل محاولة شيطنة المجلس الانتقالي الجنوبي متناسين أن الانجازات التي حققها المجلس لقيت إشادات واسعة إقليميا وعربيا ودوليا ، ناهيك عن الالتفاف الشعبي الذي حضي به من قبل شعب الجنوب.

 

عقدة النقص لدى بعض المتربصين أخرجت الفئران من جحورها حيث سعت بعض الجهات وعلى رأسها الفرع اليمني لتنظيم الإخوان المسلمين إلى إضعاف اللحمة الداخلية للجنوبيين من خلال بث الشائعات والأخبار الكاذبة بدعم من بعض وسائل الإعلام التي تسير في فلكها وتنفذ أجنداتها ولكن بوعي الجنوبيين وتماسكهم ، لم تؤثر هذه الشائعات والأخبار في تماسك وتلاحم الجنوبيين بمجلسهم الذي وعدهم منذ البداية بالسير في طريق آمن نحو هدفهم المنشود وتحقيق استقلالهم الذين ناضلوا من أجله من عام 1994 وجاء المجلس الانتقالي ليكمل مسيرة هذا النضال ولكن بمكون رسمي معترف به محليا وإقليميا ودوليا يفاوض العالم بأرقى لغة دبلوماسية طارحا المنافع العديدة التي سيجنها العالم من خلال استقلال الجنوب والقوة الاستراتيجية الداعمة للمحيط الإقليمي التي سيحظى بها خصوصا أن الجنوب يطل على أهم الممرات المائية في العالم والذي يعتبر البوابة الجنوبية لقناة السويس والتي يمر عبرها 5% إلى 12% من حجم التجارة العالمية.

 

 

 

اليوم نرى بأم أعيننا أن المجلس الانتقالي الجنوبي وصل سياسيا إلى أرقى المنابر العالمية ويجلس مع كبار ساسة العالم وصناع القرار ليرسم ملامح الدولة التي يطمح لها ويسعى جاهدا للحصول عليها لأنها حق مشروع بحسب قوانين الأمم المتحدة حيث كان مبدأ حق تقرير المصير في جوهر اتفاقية فرساي التي وُقعت بعد الحرب العالمية الأولى.

 

حضور رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي على رأس الوفد المشارك في أعمال قمة المنتدى السياسي للتنمية المستدامة المنعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بحضور رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة له دلالات سياسية كبيرة يفهمها من خاض غمار هذا الميدان الصعب، ناهيك عن حضوره أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.

 

 

‎الزخم الكبير الذي حظيت به زيارة الزبيدي أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة كان مثل الصفعة في وجه كل من شكك في مدى جديه المجلس الانتقالي بإيصال قضية شعب الجنوب إلى المحافل الدولية ، فقد تهافتت وسائل الإعلام على تسليط الضوء على حضوره ووصوله إلى هذا المنبر الهام.

 

 

 

 

 

هذه الثمرة التي يجنيها شعب الجنوب وقضيتهم العادلة جاءت بدون أدنى شك بدعم كبير من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لإيمانهم المطلق بأن القضية الجنوبية هي إحدى مفاتيح حل القضية اليمنية الشائكة التي يعاني منها منذ احتلال جماعة الحوثي المدعومة من إيران العاصمة اليمنية صنعاء وإقصائهم الممنهج لكافة الكوادر وإحلال كوادر تتبعها دون توفر الخبرة الكافية لإدارة الدولة وإفراغها من محتواها.

 

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر