كثيرون هم الذين يتسابقون لتأدية واجبهم نحو شعبهم حين يتطلب الأمر حمل السلاح دفاعا عنه؛ وهي رسالة شرف وإنتماء ينالون بها إعتزاز وتقدير شعبهم؛ويستحقون عليها التكريم المناسب؛ غير أن البعض وهم القلة يسيئون لأنفسهم ويثيرون غضب الناس ويفقدون إحترامهم؛ عندما يقومون بتكريم أنفسهم بأنفسهم من خلال الأستيلاء والتصرف بما ليس لهم وبالمخالفة الصريحة للقانون؛ وهي ظاهرة دخيلة وخطيرة على الجنوب ونسيجه الإجتماعي ولا بد من وضع حد لذلك قبل فوات الآوان وتخرج عن السيطرة؛ وتتحول إلى إنفلات كامل وفوضى مجتمعية؛ ويصبح التسابق من أجل الإثراء غير المشروع شيئّا ّمألوفًا وطبيعياً؛ ويصير الإلتزام بالقانون والحفاظ على شرف المسؤولية وقواعد الأخلاق أمرًا مستغربا؛ فالأمانة في تأدية الواجب بعيداّ عن الأنانية؛ وجعل ذلك مقترنا بالحصول على منافع ومكاسب غير مشروعة وبطرق مستهجنة مجتمعياً.
فتأدية الواجب وبإخلاص وفي أي ميدان يتطلب المشاركة فيه؛ هو شرف وقيمة ثمينة لمن يقوم به؛ ويحظى أصحابه بتقدير وإحترام مجتمعهم قبل المسؤولين عنهم؛ لذلك فإن وقفة مراجعة جادة لهذه الظاهرة وعبر أكثر من وسيلة؛ تحصينا للمجتمع وحماية للبعض من أنفسهم قبل أن تذهب بهم تصرفاتهم غير المنضبطة والمتهورة وغير المدركة للعواقب السيئة بعيدا؛ ولتأثيرها السلبي على مسرة شعبنا نحو بناء الأسس السليمة والمتينة لبناء دولته الوطنية المستقلة التي يكافح من أجل استعادتها؛ فالسلوك الذي تتحكم به النوازع الذاتية تجعل صاحبها يسرع مهرولا وبإرادته إلى نقطة اللاعودة؛ وحينها لا ينفعهم الندم ولا يشفع لهم الشعور بالذنب والخطأ من سطوة القانون ولو بعد حين.