أكد رئيس الهيئة الوطنية الجنوبية للتحرير والاستقلال عبد الرحمن الجفري أن الجنوب لم ولن يكون طرفاً في الاتفاق الذي أعلنه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر بين القوى السياسية المتحاورة في صنعاء أول من أمس وتضمن الإبقاء على مجلس النواب وتشكيل مجلس يسمى “مجلس الشعب الانتقالي” يضم المكونات غير الممثلة في مجلس النواب ويمنح الجنوب خمسين في المئة على الأقل, وثلاثين في المئة للمرأة وعشرين في المئة للشباب.
وقال الجفري, وهو زعيم حزب “رابطة الجنوب العربي الحر”, في تصريحات لصحيفة “السياسة” إن “هذا الاتفاق يؤثر على الجنوب وأولئك يحاولون تقرير مصير شعبنا في غيابه وغياب أي ممثل عنه, لأنهم يعلمون أنه لا يوجد ممثل حقيقي عن شعب الجنوب في تلك الاجتماعات, بل اختاروا ممثلين ممن ارتضوا أن يبقى شعب الجنوب رهينة, ونحن لا نرضى أن يبقى شعب الجنوب رهينة, بل (نريد) دولة مستقلة كاملة السيادة شقيقة لليمن الشقيق تقيم أرقى العلاقات معه”.
ورأى الجفري أن الاتفاقات التي يتم الإعلان عنها من صنعاء “ستزيد شعب الجنوب تصميماً على التحرير والاستقلال وبناء دولته الجنوبية كاملة السيادة على كامل أرضه”, مضيفاً “إنهم يستفزون شعب الجنوب عندما يقولون أنهم سيمنحونه خمسين في المئة أو حتى تسعين في المئة, وهذه النسب لا تعني لنا شيئا ولا نريدها, بل ما نريده هو أن يكون الجنوب العربي في الجنوب بنسبة مئة في المئة”.
ودعا الجفري المجتمع الدولي إلى تنفيذ إرادة شعب الجنوب, مضيفاً “إن المجتمع الدولي يعلم أن هذا مطلب حق وأن شعب الجنوب لن يتنازل عن حقه, أما تلك الأساليب وتلك الاتفاقات فالهدف منها رفع الكلفة على الجميع وهذا لن يساعد على هدم جدار الكراهية بين الإخوة في اليمن والجنوب, ونحن نريد أن نهد جدار الكراهية الذي بنوه بتصرفاتهم فيما هم يزيدون بناءه”.
وشدد على أن الجنوبيين سيستمرون في نضالهم السلمي والتواصل مع العالم كله لشرح قضيتهم حتى يتم التحرير والاستقلال, وقال “أنا مؤمن أن دولة الجنوب آتية وعلى إخواننا في اليمن الشقيق أن لا يرفعوا الكلفة علينا وعليهم حتى نتمكن من بناء دولتنا وقيام علاقات راقية ومصالح مشتركة بين الدولتين, فالأجدى أن نهدم جدار الكراهية معا الذي سبق أن حذرت منه قبل أربع سنوات وأنا في صنعاء”.
وكشف الجفري عن تسرب أعداد كبيرة من مسلحي جماعة الحوثي إلى عدن, موضحاً أن شبابا ضبطوا نحو 30 حوثيا في أحد الفنادق وسلموهم إلى “اللجان الشعبية” الجنوبية.
ولفت إلى أن الجنوبيين الذين يساعدون الحوثيين قلة كانوا يعتقدون أن الحوثيين سيمنحونهم دولة اتحادية من إقليمين واستفتاء حسب وعود سابقة, لكن كثيرا منهم اكتشف أن هذه الوعود كاذبة.
ونفى أن تكون قوى التحرير والاستقلال الجنوبية مجزأة, متسائلاً “كيف يقال مثل هذا الكلام في حين أن القوى في اليمن (يقصد الشمال) متناحرة وهي مجزأة أكثر مما هو حاصل في الجنوب, فعلى الأقل إن قوى التحرير والاستقلال أكثر من 90 في المئة منها موحدة حالياً في الهيئة الوطنية الجنوبية”.
وشدد على أن خط كفاح أبناء الجنوب سلمي ومشروع, غير أنه أضاف “لكننا لا نستطيع أن نمنع إنسانا أن يدافع عن نفسه عندما يتعرض لإطلاق رصاص, مع أننا ضد أن تسال قطرة دم من أي جنوبي أو يمني أو عربي أو مسلم أو أي إنسان”, مذكراً باستشهاد أكثر من 1700 جنوبي.
وإذ دافع بقوة عن اللجان الشعبية الجنوبية وتواجدها في مدينة عدن مؤكداً أن عناصرها “من أبطال الجنوب الذين قاتلوا القاعدة والإرهاب ببسالة”, انتقد الجفري اللقاء الوطني الموسع الذي عقدته قوى جنوبية وشمالية في عدن في الخامس عشر من فبراير الجاري لرفض الانقلاب الحوثي, معتبراً أنه “لم يكن مؤتمراً لأبناء الجنوب, بل كان مؤتمراً لإهانة شعب الجنوب”, متسائلاً “لماذا لم يتم عقده في صنعاء أو تعز؟”.