من المؤكد أن طهران سوف ترد عسكريا على اغتيال اسماعيل هنية في طهران الاسبوع الفائت ؛ وربما تظهر هذه الأسطر وقد حدث هذا فعلا ؛ حيث لا احد يعلم بالتوقيت على وجه الدقة رغم أنه لن يتأخر .
الرد الايراني على إسرائيل هو رد " الدولة " وليس رد "الثورة " اي بمعنى رد الإهانة التي تعرضت لها طهران بشكل مباشر ولكي تكون الرسالة واضحة ؛ أن إيران ليست دولة ضعيفة تلوذ بالصمت حين تنتهك سيادتها بهذا الشكل المريع لأن إيران " الثورة " تقاتل بشكل فعلي منذ اليوم الأول عبر الجماعات المسلحة التابعة لها في لبنان أو العراق أو اليمن وعبر حركة حماس والفصائل في قطاع غزة لكن تبرز اعتبارات عديدة تحيط بالعملية الهجومية المزمع تنفيذها أهمها :
_ عدم الرغبة في التصعيد إلى شن حرب مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي وابقاء وضع " نصف حرب " من خلال قواعد الاشتباك الضمنية السارية حتى الآن
_ أن طهران في طور ترتيب وضعها للعودة إلى الساحة مجددا بعد مصرع الرئيس الإيراني في حادثة الطائرة الشهيرة كما أنها تعمل بشكل حثيث لإنجاز مشروعها النووي وليست في وارد خوض صراع كبير وممتد والانخراط فيه بشكل مباشر
_ ربما يكون رد حزب الله الأكثر قوة وايلاما بسبب محاذاته جغرافيا للأهداف المراد اقتناصها وسابق معرفته بالخصم حيث راكم خبرات عميقة بقدراته الدفاعية وايضا التطور الهائل للترسانة الصاروخية والبشرية للحزب رغم أنه بدوره يواجه تحدياته الخاصة من نوع ضعف الاستجابة من الأطراف المحلية اللبنانية المتنوعة وتركيبتها المتعددة لخياراته العنيفة ومردود هذا على الداخل اللبناني حيث يرحب الأغلب منهم بسياسة النأي بالنفس
في ظل هذا التصعيد غير المسبوق في المنطقة ؛ تداوم الولايات المتحدة الأمريكية على تذكير الأطراف بضرورة خفض التصعيد والحيلولة دون توسع مدى الاشتباك ويستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي في " إذلال " الرئيس بايدن من خلال جرجرته خلفه في مغامراته بسبب ضعف بايدن ونفاذ خياراته بعد انسحابه من السباق الرئاسي وفقدان اي ورقة يمكن الرهان عليها
يبدو أن مايسمي محور المقاومة والممانعة _ الذي خرجت منه دمشق على مابدأ _ في أشد الحاجة إلى رد اعتبار حقيقي بعد عاصفة اغتيالات متسارعة أطاحت بكثير من القيادات الميدانية بينما بقي المحور العربي المعتدل مكتفيا بالمراقبة والصمت والتعاطي مع الاحداث بوتيرة كسولة ومتاخرة