وقال سكان لرويترز إن قوات الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة معها سيطرت على ميناء شقرة على بعد 100 كيلومتر إلى الشرق من عدن ليضعوا أول موطيء قدم لهم على بحر العرب.
ويهدد تقدم الحوثيين آخر قاعدة لهادي في اليمن وهو ما قد يقوض الحملة الجوية التي تدعمه.
جاءت الخسائر بينما قال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية العميد الركن أحمد عسيري خلال مؤتمر صحفي في الرياض إن الهدف الرئيسي للعملية هو تأمين مقر الحكومة في مدينة عدن الجنوبية.
وأضاف عسيري أن الحملة سوف تستمر مادام هناك حاجة لذلك.
واستهدفت طائرات حربية قوات الحوثيين التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء كما هاجمت معقلهم في الشمال يوم الجمعة وقال عسيري إن طائرات من دولة الإمارات العربية المتحدة نفذت أول ضربات جوية في الأربع والعشرين ساعة المنصرمة.
وفي خطوة تعطي دعما للرياض أعلن المغرب دعمه التحالف العسكري باليمن وذكر بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية إن "المملكة المغربية قررت تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة إلى التحالف من أجل دعم الشرعية في اليمن في بعده السياسي والمعلوماتي واللوجيستيكي والعسكري."
وقالت قبائل كبيرة في محافظة مأرب المنتجة للنفط في اليمن يوم الجمعة إنها تدعم الحملة العسكرية التي تقودها السعودية لكن قوات الحوثيين تقدمت صوب الجنوب على الرغم من الضربات الجوية.
أما باكستان التي ذكرت السعودية يوم الخميس أنها شريك في التحالف الذي يضم في معظمه دولا خليجية عربية فقالت إنها لم تتخذ قرارا بما إذا كانت ستساهم في الحملة لكنها تعهدت بالدفاع عن المملكة في مواجهة أي تهديد لسلامتها.
* تنافس إقليمي
وخطوة الرياض هي أحدث جبهة في صراع إقليمي متصاعد على النفوذ مع إيران وهو صراع دائر أيضا في سوريا حيث تدعم طهران حكومة الرئيس بشار الأسد وفي العراق حيث تلعب فصائل شيعية مدعومة من إيران دورا رئيسيا في القتال.
وتساند الدول العربية السنية في الخليج الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والسنة الموالين له في جنوب اليمن في مواجهة التقدم الشيعي.
ودعا الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في بيان نشره الموقع الإلكتروني لحزبه يوم الجمعة الجانبين إلى وقف الأعمال العدائية. وتحارب وحدات من الجيش تابعة لصالح في صفوف الحوثيين.
وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين لتلفزيون العربية ردا على سؤال عما إذا كانت العملية العسكرية التي بدأت الخميس ستستغرق أسابيع أو أكثر "أعتقد أنها أيام. لا أعتقد أنها ستطول."
وترك ياسين الباب مفتوحا أمام الحوار مع الحوثيين إذ قال لرويترز يوم الجمعة إن هناك فرصة للحوار لحل أزمة بلاده لكن بشروط بينها الاعتراف بشرعية هادي.
وقال في مقابلة بمنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر الذي يستعد لاستضافة القمة العربية "هناك دائما فرصة لذلك. الحوار كان مطلوبا ولا يزال.. الحوار الذي يكون تحت ظل شرعية الرئيس وشرعية الدولة وليس شرعية الانقلابات والميليشيات التي تسيطر على مقدرات الدولة والتي تستبيح كل شىء من أجل أن تسلم اليمن إلى إيران."
وناشد هادي على صفحته الرسمية على فيسبوك اليمنيين الصبر قائلا "اصبرو وصابروا ورابطوا فإنكم والله لمنصورون وإن الانقلابيين وحلفاءهم إلى زوال قريب".
لكن سكانا قالوا لرويترز إن قوات الحوثيين ووحدات الجيش المتحالفة معها سيطرت على مدينة شقرة بمحافظة أبين يوم الجمعة ليضعوا أول موطيء قدم لهم على بحر العرب.
ويعني دخولهم المدينة أنهم يسيطرون على كل المداخل البرية لميناء عدن على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب الغربي وهو آخر قاعدة لغريمهم هادي.
وخلال أسبوع من القتال العنيف سيطر الحوثيون على ميناء المخاء إلى شمال غرب عدن وعلى المشارف الشمالية للمدينة في مؤشر على أن عدن باتت في خطر رغم الضربات الجوية ضد قوات الحوثيين لليوم الثاني.
وقال شهود عيان في صنعاء إن المقاتلين الحوثيين ووحدات متحالفة معهم من الجيش اعادوا وضع وحدات مضادة للطائرات عند مراكز الشرطة في بعض الاحياء مما أثار الرعب في نفوس السكان الذين يخشون أن يصبحوا أهداف للضربات الجوية.
وفي محيط صنعاء قال سكان إن الطائرات استهدفت فجرا قواعد للحرس الجمهوري إحداها قرب المجمع الرئاسي في منطقة جنوبية كما وجهت ضربات قرب منشأة عسكرية تضم صواريخ.
وفي الرياض وجه الخطباء في صلاة الجمعة كلمات تشجب الحوثيين وحلفاءهم الإيرانيين ووصفوا القتال بأنه واجب شرعي. وأيد رجال دين يوم الخميس الحملة قائلين إنها تدفع ضررا وتنصر مظلوما.
وفي طهران وصف رجل الدين آية الله كاظم صديقي في خطبة الجمعة الهجمات بأنها "عدوان وتدخل في الشأن الداخلي اليمني".
* ضرب منطقة منتجة للنفط
الحرس الجمهوري باليمن موال لصالح الحليف الرئيسي للحوثيين والذي يحتفظ بسلطة واسعة رغم اضطراره للتنحي في 2012 بعد احتجاجات الربيع العربي.
وبدا أن هجمات جوية شنها التحالف في وقت سابق جنوبي صنعاء وفي محافظة مأرب المنتجة للنفط استهدفت منشآت عسكرية مرتبطة أيضا بصالح.
وذكرت مصادر قبلية أن الطائرات هاجمت كذلك منطقتين في معقل الحوثيين الشمالي في محافظة صعدة. وأضافت أن الضربات أصابت سوقا بمنطقة كتاف البقع إلى الشمال من صعدة مما أسفر عن سقوط 15 شخصا بين قتيل وجريح كما استهدفت منطقة شدا.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية قد بدأ الهجمات الجوية يوم الخميس لمحاولة تقليص مكاسب الحوثيين وتعزيز سلطة هادي الذي تحصن في عدن بعد أن فر من صنعاء في فبراير شباط.
وغادر هادي عدن يوم الخميس ومن المقرر أن يحضر القمة العربية في مصر السبت حيث يأمل في تعزيز الدعم العربي للضربات الجوية.
ووصل الرئيس اليمني إلى الرياض الخميس مرورا بسلطنة عمان حيث قال مسؤول بوزارة الخارجية إنه أجرى فحصا طبيا قبل أن يتوجه للسعودية.
ورفعت الحملة السعودية الحالة المعنوية بين بعض العرب الخليجيين الذين ينظرون بارتياب لتنامي النفوذ الإيراني في المنطقة.
وكتب رجل الأعمال الإماراتي البارز خلف أحمد الحبتور على موقع العربية الإلكتروني يعرب بعبارات صريحة عن سعادته بالخطوة السعودية.
وقال "استيقظت على خبر جلب لي راحة البال وملأ قلبي عزة وفخرا... لا يمكن إجراء حوار مجد مع جمهورية إيران الإسلامية التي تحركها أطماعها بإعادة إنشاء الإمبراطورية الفارسية وسحق العرب تحت أقدامها تماما كما داست على السنة والأقليات في لبنان وسوريا والعراق فضلا عن عرب الأحواز الذين يعانون منذ وقت طويل."
أما زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي فقد وصف المملكة العربية السعودية بأنها "جار السوء الذي لا يحترم حق الجوار" وبأنها "قرن الشيطان" وقال في كلمة على شاشة التلفزيون إن اليمنيين سيواجهون "هذا العدوان الإجرامي الظالم الغشوم الآثم الذي لا مبرر له على الإطلاق".
من جانبها أدانت إيران الهجوم المفاجىء على جماعة الحوثي وطالبت بوقف العمليات العسكرية التي تقودها السعودية فورا واتهمت الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بإثارة الصراعات في الشرق الأوسط رافضة اتهاماته لها بمحاولة الهيمنة على المنطقة.
وفي حين قلل مسؤولون أمريكيون من شأن نطاق العلاقات بين إيران والحوثيين قال سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير إن مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران موجودون على الأرض يقدمون النصح للحوثيين.
وقال المتحدث باسم العملية العسكرية في مؤتمر صحفي إنه لا توجد خطط في المرحلة الحالية لعمليات برية لكن القوات السعودية وقوات الحلفاء البرية ستصد "أي عدوان".