نظّمت دائرة المرأة والطفل في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، مساء اليوم الأحد في العاصمة عدن، أمسية رمضانية نسوية، شاركت فيها نخبة من نساء الجنوب المنتخبات للمكونات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والمستقلات.
وفي مستهل الأمسية التي جاءت بالتنسيق مع إدارة المرأة والطفل بتنفيذية انتقالي العاصمة عدن، وحضرها الدكتورة نجوى فضل مستشارة رئيس المجلس الانتقالي لشؤون المرأة، والدكتورة منى باشراحيل رئيس هيئة التدريب والتأهيل المساعدة لهيئة الرئاسة، نقلت رئيس هيئة المرأة المساعدة لهيئة الرئاسة، سهير علي أحمد، تحيات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي، مثمنةً التحركات التي يقوم بها في محافظات الجنوب، والتي تحمل أبعادًا سياسية هامة تعزز من مكانة القضية الجنوبية على المستويين الداخلي والخارجي.
وأضافت الدكتورة سهير في كلمتها خلال الأمسية: "نلتقي هذه الليلة في أمسية رمضانية تعكس تقارب الرؤى بين النساء الجنوبيات، حيث تلعب المرأة دورًا محوريًا في العمل السياسي، مما يساهم في تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز حضورها في بناء الدولة الجنوبية"، وشددت على أن دور المرأة الجنوبية يبرز كرمز للثبات في تحقيق الأهداف الوطنية، ووجودها كدعامة رئيسية في المجتمع يعزز من مكانتها، حيث أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات والانخراط الفاعل في مختلف المجالات."
من جانبها، أكدت رئيس دائرة المرأة والطفل، الأستاذة ياسمين مساعد حُميد، خلال الأمسية التي حملت عنوان "حب الوطن يجمعنا .. فهو رمز للهوية والتاريخ والتضحيات"، أن المرأة الجنوبية كانت دائمًا مشاركة إلى جانب أخيها الرجل، وساهمت في كافة المنعطفات التاريخية، بدءًا من مقارعة المستعمر، وصولًا إلى بناء الدولة الجنوبية الأولى، حيث استطاعت أن تخلّد اسمها على مستوى الجزيرة العربية كنموذج للصلابة والنضال، وأضافت أن المرأة الجنوبية تعرضت بعد صيف 1994 للتهميش والإقصاء، لكنها لم تستسلم، بل كانت في مقدمة الصفوف مع انطلاقة الحراك السلمي، وواجهت التهديدات والترهيب بثبات وشجاعة، حتى أصبحت مشروع شهادة.
وأشارت حُميد إلى أنه خلال حرب 2015، سجلت المرأة الجنوبية مواقف بطولية لا تُعد ولا تُحصى، حيث سقطت شهيدات، وساهمت أخريات في التمريض والإغاثة، وحتى في الجبهات إلى جانب المقاومة، وأوضحت أن ما بعد الحرب أفرز واقعًا جديدًا على الأرض، حيث استطاعت المرأة الجنوبية أن تحقق حضورًا فاعلًا وكبيرًا في مختلف المجالات، وتطرقت إلى دور المجلس الانتقالي الجنوبي في دعم المرأة وإعطائها مكانتها المستحقة، مما أدى إلى نقلة نوعية بعد سنوات من التهميش والإقصاء والتغييب.
وقدمت الأستاذة رضية شمشير في الأمسية ورقة عمل تناولت أهمية القضية الجنوبية باعتبارها محورًا رئيسيًا لتحقيق الأمن والاستقرار، كما أبرزت دور المرأة في النضال الجنوبي ومساهمتها في الحراك السلمي وحرب 2015، وتطرقت إلى الميثاق الوطني الجنوبي الصادر في مايو 2023، والذي أكد على قيم العدالة والمواطنة المتساوية.
وتخللت الأمسية عددا من المداخلات من قبل المشاركات، حيث أكدن على أهمية تعزيز دور المرأة الجنوبية في مختلف المجالات، وضرورة استمرار مثل هذه الفعاليات التي تسهم في تمكين المرأة سياسيًا واجتماعيًا.
واختتمت الأمسية بتأكيد المشاركات على أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش، والعمل المشترك لتحقيق تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولتهم ، مع الدعوة إلى مزيد من الجهود لدعم قضايا المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف المستويات السياسية والاجتماعية.