الحوثيون تحت النيران الأمريكية.. هل اقتربت لحظة السقوط؟

الحوثيون تحت النيران الأمريكية.. هل اقتربت لحظة السقوط؟

قبل 15 ساعة
الحوثيون تحت النيران الأمريكية.. هل اقتربت لحظة السقوط؟
الأمين برس/متابعات

منذ سنوات، خاض الحوثيون لعبة التحدي في البحر الأحمر، مستندين إلى دعم إيراني غير محدود، واستراتيجيات هجومية أربكت الملاحة الدولية، وأثارت قلق القوى الكبرى.

 

 

لكن مع تكثيف الضربات الأمريكية الأخيرة، باتت الجماعة أمام اختبار وجودي، بانتقال واشنطن إلى نهج أكثر حسمًا، يستهدف تقويض القدرات العسكرية للحوثيين وتفكيك بنيتهم القيادية.

 

فهل اقتربت لحظة السقوط؟

تقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن التحول في السياسة الأمريكية في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، من الضربات الموجهة إلى حملة أوسع وأكثر عدوانية، يمثل تصعيدًا كبيرًا يعكس موقفًا متشددًا ضد الحوثيين، يتجاوز مجرد الاحتواء إلى التعطيل النشط لقدراتهم، وفقا لما قالت.

 

وأشارت المجلة إلى أن قرار استهداف القيادة السياسية إلى جانب الأصول العسكرية إلى رغبة واشنطن في تفكيك الهيكل التنظيمي للحوثيين، وليس فقط إضعاف التهديد العسكري المباشر الذي يشكلونه.

 

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعادت في أوائل مارس/آذار، تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وفرضت عقوبات على عملاء ماليين رئيسيين، بمن فيهم محمد عبد السلام، المتحدث باسم الجماعة وكبير مفاوضيها.

 

وكان عبد السلام، الذي يسيطر على تكتل نفطي يحتكر سابقًا واردات النفط إلى شمال اليمن منخرطًا في فترة من المحادثات المستمرة التي بدأت في نهاية أبريل/نيسان 2022.

 

ومن خلال الغارات، تدعم الولايات المتحدة مصالح حلفائها الإقليميين الذين يواجهون صعوبات ناجمة عن استمرار سياسات الحوثيين المسلحة وتحريضهم على الحرب في اليمن وعبر حدودها.

 

وخلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التزم الحوثيون بعدم مهاجمة السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي أو غيرها من السفن التجارية في البحر الأحمر، لكنّ انهيار الاتفاق يُعيد حشد الحوثيين لاستهداف إسرائيل مباشرةً مثلما حدث في الماضي من خلال المسيرات والصواريخ الباليستية التي اعترضت إسرائيل غالبيتها.

 

وستحاول الضربات الأمريكية، التي تهدف إلى شلّ قدرات كبار قادة الجماعة وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، منع الحوثيين من اتخاذ إجراءات انتقامية.

 

كما أن احتمال سيطرة الحوثيين على اليمن يشكل خطرًا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، لأنه سيمنح إيران إمكانية الوصول إلى المنطقة الساحلية في اليمن وتحديدا ميناء الحديدة الاستراتيجي، مما قد يؤدي إلى استخدام البلاد كمنصة انطلاق لزعزعة الاستقرار الإقليمي.

 

وبحسب فورين بوليسي، فإن حملة عسكرية أمريكية مستمرة قد تؤدي إلى إضعاف قبضة الحوثيين على موانئ اليمن وشبكات التهريب التي تسمح لهم بالاتجار في السلع غير المشروعة، وشراء المنتجات ذات الاستخدام المزدوج، والتي تضمن صمودهم.

 

 

 

وفي السنوات الأخيرة، قدم مسؤولون رفيعو المستوى من حزب الله والحرس الثوري الإيراني دعمهم للحوثيين سواء بالتدريب الفني أو تبادل المعلومات الاستخباراتية.

 

وعقب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول، كان هناك حركة متصاعدة لقادة ومقاتلى حزب الله المتمركزين في لبنان وسوريا بالإضافة إلى عناصر الميليشيات الشيعية من العراق، باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، ما يُعد جزءا من اتجاه إعادة التعبئة وإعادة التنظيم مع تخفيض مكانة حزب الله وحماس استراتيجيًا، بحسب المجلة الأمريكية.

 

ونقلت "فورين بوليسي" عن مصادر سرية قولها إن الحوثيين يستخدمون معسكر تدريب في بلدة الخالص، في ديالى بالعراق، وهي منطقة تسيطر عليها كتائب حزب الله العراقية.

 

ووفقا للمصادر، فإن بعض العسكريين من قوات الحشد الشعبي العراقي المدعوم من إيران انتشروا خلال الأشهر الماضية في اليمن لتدريب المقاتلين المحليين على تقنيات القتال الحديثة ونشر المسيرات المسلحة، وشن هجمات بالعبوات الناسفة.

 

وعلى طول المحور الإيراني، فإن ميزان القوى يتحول لصالح الحوثيين الذين برزوا كأكثر الجماعات المسلحة غير الحكومية تجهيزًا وتمويلًا عقب تراجع قدرات حزب الله في لبنان.

 

تخادم حوثي

وبعيدا عن إيران، انخرط الحوثيون -أيضًا- مع حركة الشباب (الفرع الصومالي لتنظيم القاعدة)، وتنظيم القاعدة.

 

وفي الوقت الذي تراجع فيه حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية، أبدى الحوثيون عزمهم على التصعيد، موجهين إنذارات نهائية لإسرائيل حيث ترى الجماعة أنها تلعب الدور الذي لعبه حزب الله سابقًا.

 

كما عزز الحوثيون وجودهم في العراق، وانضم أعضاؤهم إلى الميليشيات الشيعية العراقية، كما نقلوا بعض عملياتهم من اليمن إلى العراق، وارتبطوا بشركات وهمية للاستفادة من النظام المالي العراقي الذي يعمل بأمر المصالح الإيرانية.

 

وساعدت إيران الحوثيين في نشر المسيرات والصواريخ الباليستية، وتعتبر طهران الجماعة حليفًا قيّمًا، ولن تتردد في توجيه جهود الحرس الثوري لتعزيز قدراتها حتى في ظل الضغوط التي تواجهها بعد إنفاق مليارات الدولارات لدعم حزب الله وحماس والأسد.

 

وعلى المدى القصير، يمكن أن يصمد الحوثيون إذا لم يواجهوا ضغطًا عسكريًا قويًا وهو أمر قابل للتغيير في ظل إدارة ترامب، لكن من غير الواضح إلى أي مدى ترغب الإدارة في المضي قدمًا في حملتها العسكرية الحالية.

 

وبينما تركز هجمات الحوثيين على الطرق البحرية، فإن المشكلة في جوهرها برية مع سيطرة الحوثيين على طول الساحل الغربي لليمن، ما يجعل هجماتهم أكثر حسمًا وتدميرًا.

 

ويرى معظم المراقبين، أن شن عملية برية أمريكية أمر مستبعد وهو ما يضع حدا لما يمكن للولايات المتحدة تحقيقه بالوسائل العسكرية وحدها، كما أن سيطرة الحوثيين على جزء كبير من اليمن والتضاريس الجبلية تجعلهم قادرين على استيعاب حملة جوية.

 

لكن إذا استمرت الهجمات بنفس الوتيرة لفترة طويلة، فسيحفز ذلك خصوم الحوثيين على البدء في استغلال خسائرهم، فرغم أن الصراع في اليمن في حالة جمود، لكن الجماعة لم توقع أي اتفاق مع منافسيها المحليين.

 

كما قمع الحوثيون المظالم المحلية التي ظهرت خلال العامين الماضيين، وفي الوقت نفسه يواجهون ضغطا اقتصاديا مما يجعل من الصعب عليهم حشد المقاتلين وتمويل جولة جديدة من الصراع.

 

ويدرك الحوثيون أنهم في وضع غير مواتٍ حاليًا، لكنهم يعتمدون على فقدان الولايات المتحدة اهتمامها على مدار حملة عسكرية مطولة.

 

 

* العين الإخبارية 

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر