التحديات التي مر ويمر بها الجنوب لا تعد ولا تحصى ، فكارثة الوحدة المشؤومة وماتبعها من تدمير وحروب قادتها القوى الشمالية بمختلف أصنافها السياسية والقبلية والمذهبية ولازالت رحاها تجري حتى اللحظة حيث تصارع الأرض في صمت مؤامرات الخصوم في الداخل والخارج ويئن الشعب تحت وطأة الفقر وتقلبات الزمان ، ولكن يبقى شعاع الأمل أن اللحظات التي نعيشها الآن، رغم مرارتها وصعوبتها، ستكون بداية لعهد جديد يمكن أن تبني وطن أقوى وأكثر إشراقًا، وهذا يعتمد على قدرتنا على النهوض مجدداً ، فاللحظات القاسية التي يمر بها وطننا وشعبنا، ليست سوى اختبار حقيقي لقوة إرادتنا وقدرتنا على النهوض، نعم الطريق مليئة بالصعوبات، لكن في كل صعوبة تكمن فرصة للبدء من جديد، لبناء عهد جديد يعيد للوطن نبضه، فمهما كانت قسوة اللحظات التي يعيشها الجنوب فإنه يبقى حي في قلوب أبنائه الذين تربوا على القيم والمبادئ التي حملها أبائهم و أجدادهم وهؤلاء قادرون على إعادة الحياة إليه، ببذور من الأمل، وأفكار جديدة، وأفعال صادقة، وعلينا ألا ننتظر وطن على طبق من ذهب يهديه لنا الخارج بل الوطن يبدأ من داخلنا، من اللحظة التي نقرر فيها أن نساهم في بناء وطننا على أسس من التعاون و الوحدة والعزم من خلال الجهود الجماعية في كل خطوة نخطوها، وكل قرار نتخذه، وأمامنا فرصة عظيمة لنعيد للجنوب نبضه الذي فقده طوال العقود الماضية فدعونا نغذيه بأفكارنا المبدعة، وأفعالنا التي تعكس إيماننا العميق بأن مستقبل أولادنا سيكون مشرق إذا اجتمعنا لتحقيق هذا الهدف، وما من أداة أقدر على تحقيق هذه الطموحات أكثر من القيادة الحكيمة، فالقيادة التي تكون مصدر إلهام وقدرة على جمع القلوب ورص الصفوف من أجل غدٍ أفضل تلك القيادة التي تؤمن بأن نجاح الوطن لا يتحقق إلا عندما تنجح القيادة في استثمار طاقات أبنائه وتوجيهها في الاتجاه الصحيح،
وفي الوقت نفسه ينبغي ألا نتجاهل الدور الفاعل للشعب في تعزيز مسيرة التقدم والازدهار،فالشعب هو الركيزة التي تدعم القيادة وتُسهم بشكل فعال في تحقيق الرؤى الطموحة ،الشعب هو الركيزة التي تساند القيادة في تحقيق الطموحات، فالقيادة هي البوصلة، والشعب هو القوة المحركة
ويبقى العمل من أجل الجنوب ليس مجرد واجب بل هو مسؤولية تاريخية على الجميع ، تتطلب منا التكاتف والمثابرة، وأن نكون قدوة للأجيال القادمة، نرسم لهم طريقاً مليئاً بالنجاحات، فلا مكان لليأس في هذا الوطن، وكل واحد منا هو حجر أساس في بناء هذه الأمة و قادر على أن يسهم في تحقيق الحلم المشترك في وطن يعمه الاستقرار والرخاء
فالأوطان لا تموت، بل تتجدد دوماً بالإرادة والعمل، أكرر نحن بحاجة إلى أن نؤمن بأن الوطن يبدأ من داخلنا وكل فرد منا يمكن أن يكون ركيزة أساسية في بناء جنوبنا الغالي ؛ فقدرتنا على رفع رايات الفخر والعزة، على أن نكون خير خلفٍ لخير سلف، يكمن في إيماننا بقوة العمل الجماعي، وبقدرتنا على تجاوز المحن من خلال التضحية والوفاء؛ فلنستقبل القادم بشجاعة، ونغذي وطننا بأحلامنا، ولنكن اليد التي تزرع الأمل في أرضه، حتى يعيد البسمة على وجوه الجميع
الوحدة والتلاحم الجنوبي بداية الطريق فلنكن نحن نبض هذا العهد الجديد، لنبني مستقبلًا أفضل لأولادنا وطنا يعكس إرادتهم وطموحاتهم٠