فينسون وترومان.. واشنطن ترسم معادلة ردع جديدة ضد الحوثيين

فينسون وترومان.. واشنطن ترسم معادلة ردع جديدة ضد الحوثيين

قبل يوم
فينسون وترومان.. واشنطن ترسم معادلة ردع جديدة ضد الحوثيين
الأمين برس/متابعات

حاملة طائرات أمريكية أخرى تصل البحر الأحمر، في سياق سياسة الردع الهجومي التي تنتهجها إدارة دونالد ترامب، عبر توظيف الهجمات الجوية كقوة صلبة، والعقوبات كقوة ناعمة لإجبار الحوثيين على تغيير سلوكهم.

 

 

إلا أن الضربات الجوية لم تعد تستهدف فقط مجرد مواقع تخزين الأسلحة أو منصات الإطلاق، بل باتت تهدف إلى تفكيك المنظومة الحوثية، وشلّ قنوات الاتصال بين قادتها، وفرض واقع جديد على البحر الأحمر، حيث لا مكان للتهديدات غير المحسوبة.

 

ويوم السبت، أمرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، في ظل تكثيف الحملة الجوية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن.

 

دلالات هامة

هذا التصعيد ليس مجرد استجابة تكتيكية لهجمات الحوثيين على السفن، بل خطوة تسعى لتحجيم الحوثيين، في إطار ضرب النفوذ الإيراني في خاصرته البحرية.

 

واعتبر زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، إرسال واشنطن حاملة طائرات إضافية أنها «شهادة على فشل حاملة الطائرات ترومان»، والتي كان أمريكا تهدد بها دول عظمى.

 

وبحسب مصادر مطلعة، فإن الولايات المتحدة ستذهب إلى مسافة أبعد من الأهداف المحددة، في إطار مهاجمة الحوثيين، مشيرة إلى أن العملية الجوية الأمريكية ستستمر لـ3 أشهر متواصلة وهو ما يفسر تمديد مهمة «ترومان» لشهر إضافي وإرسال «فينسون» للمنطقة لتعزيز الردع الفعال ضد المليشيات.

 

 

 

ونقلت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية، تأكيدهم بأن وزير الدفاع بيت هيغسيث أصدر تعليماته بتمديد انتشار مجموعة حاملة الطائرات «يو إس إس هاري إس. ترومان» القتالية، التي تعمل حاليًا في البحر الأحمر، لمدة لا تقل عن شهر إضافي.

 

سيناريو مفتوح

ووفقا لمدير مكتب «مركز سوث24» للأخبار والدراسات في عدن يعقوب السفياني، فإن انضمام حاملة فينسون ترومان يشير إلى أن «حملة الولايات المتحدة لديها أهداف واضحة وهي حماية الملاحة البحرية ومنع الحوثيين من تهديد سفن الشحن».

 

وقال السفياني لـ«العين الإخبارية»، إن مستقبل التصعيد مرهون «بتوقف مليشيات الحوثي عن هجماتها البحرية وتأكد واشنطن من تغير سلوك المليشيات تجاه خطوط الملاحة».

 

وحول هجمات الحوثيين على السفن الأمريكية، يعتقد السفياني أنه «في حال أدت هذه الاعتداءات الحوثية لسقوط ضحايا أمريكيين فإن هناك سيناريو آخر مفتوح الاحتمالات، قد يجعل الضربات الأمريكية أكثر عنفاً وأكثر قوة وتأثيرا».

 

لكنّ «مليشيات الحوثي كونت ما يشبه المناعة من الضربات الجوية، وبدون تكامل الجهود على الأرض وبدون تحرير السواحل الغربية الخاضعة لسيطرتها، فلن تتوقف هجماتها البحرية»، وفقا للسفياني.

 

 تعطيل قدرات الحوثي

وتشير الضربات الأمريكية الأخيرة التي شاركت فيها حاملة الطائرات ترومان إلى أن الولايات المتحدة «تسعى لتعطيل قدرات الحوثيين نهائيًا»، وفق رئيس مركز نشوان للدراسات باليمن عادل الأحمدي.

 

 

 

وأضاف: «الضربات الأمريكية الأخيرة لم تعمل فقط على شل قدرات الحوثيين والتأثير على مواقع تخزين الأسلحة والصواريخ بل أثرت على التحركات والاتصالات بين قادة الصف الأول للمليشيات».

 

مستقبل التصعيد

وعن مستقبل التصعيد، يقول الأحمدي، لـ«العين الإخبارية»، إنه «مرهون بالتزام الحوثيين بوقف هجماتهم على أن توقف ضربات أمريكا، لكن تعنت المليشيات يجعل المشهد مرشح لاستمرار الغارات بشكل أقوى في مختلف مناطق المتمردين».

 

من جانبه، يقول الخبير العسكري اليمني العقيد محسن ناجي إن «العملية العسكرية الأمريكية الراهنة تسعى لتقليم أظافر مليشيات الحوثي، وعدم السماح لها بأن تشكل مستقبلاً أي تهديد للملاحة».

 

وأضاف ناجي لـ«العين الإخبارية»، أن العملية مواجهة أيضا «ضد إيران التي يحتم عليها الكف عن دعمها العسكري واللوجستي والمادي لمليشيات الحوثي أحد أذرعها بالمنطقة».

 

وأوضح أن «إدارة ترامب تدرك جيداً أن إيران هي من تمسك الحوثيين لاستخدامهم كورقة ضغط بيدها خلال المفاوضات المقبلة حول ملفها النووي، وهو ما لا يمكن أن تسمح به أمريكا التي تضغط عن طريق عمليتها الجوية الأخيرة، على إيران لإجبارها على التخلي عن دعم مليشيات الحوثي».

 

 

* العين الإخبارية 

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر