أصدر ت نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات الحكومية “عدن – أبين – لحج – شبوة" بيانا هاما خلال الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت صباح اليوم الاثنين أمام مبنى التحالف العربي بالعاصمة عدن تحت شعار (وقفة من أجل الكرامة) صادر عن الوقفة الاحتجاجية
الزملاء الأعزاء
نحييكم ونحيي ثباتكم ومواقفكم الصادقة التي تعبر عن وعيكم الرافض للتهميش
ويسرنا في هذه اللحظة التي يلامس ٍ فيها الألم حدود الكرامة ويعلو فيها صوت الحق فوق كل محاولات الإخماد، أن نزفُّ إليكم بشرى ميلاد لجنة التصعيد المشتركة، التي تجمع الأكاديميين والمعلمين في موقف واحد، وصفٍ واحد، وقلبٍ واحد إنها ولادة جاءت من رحم المعاناة، لكنها تحمل في ملامحها وعدًا بالعمل المشترك والصادق
الزملاء الأعزاء
ندرك أن المفترض أن نكون الآن في قاعة الدرس، حيث تُبنى العقول وتُصاغ الأوطان، لكن القاعة فقدت معناها، فما عاد الدرس درسًا، ولا القلم قلمًا، حين يُدفع المعلم دفعاً ليختار بين رسالته ورغيف خبزه؛ فحين يُهان حَملة النور، لا تسأل عن الظلام القادم٠
لقد اخترنا أن نكون في هذه اللحظة أمام مقر التحالف العربي في عدن، لا لأننا نُحمّله وحده وزر ما نعيشه، ولكن لأننا نراه شريكا أساسيا في المشهد، وداعما مُعلنا لاستقرار هذا الوطن، ولأن من يشارك في صناعة الحاضر، لا بد أن يكون حاضراً في وجع الناس وتطلعاتهم ، جئنا إليه لا بأيدٍ مرفوعة غضباً، بل بقلوبٍ أنهكها الانتظار، وأصواتٍ اختارت أن تخاطب من ظنّته أقرب للإنصات.
فكما كان هذا التحالف حاضراً يوم سُمّيت العمليات بـ"عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، فإننا نُناشده اليوم أن يكون حاضراً لإنقاذ ما تبقّى من الأمل و من التعليم، قبل أن يُطوى ملفّه في دفتر الخذلان
الأشقاء الأعزاء/
نحن حملة القلم، ومربّو العقول، وصانعو الغد، نقف اليوم امام مقركم لا لنعاتب، بل لنُذَكّر فقد تآكلت رواتبنا حتى صار دخل الأستاذ الجامعي لا يفي بثمن كسرة خبز، ولا يبلّ ريقا لطفلٍ يسأل أباه عن فطور الغد
نقف أمام مقركم، لأن المسؤولية اليوم أكبر من حدود الجغرافيا، ولأن شراكة الإعمار لا تكتمل بغياب التعليم، فلا يُبنى وطن يُهان فيه من يعلّم الأجيال لقد خذلتنا حكومتنا، وأرهقنا التجاهل، لكننا لا نزال نؤمن أن صوت المعلّم يجب أن يُسمَع، وأن إنقاذ التعليم ليس منّة، بل واجب لا يُؤجل٠
أخوتنا في التحالف/
إن من يظن أن انهيار التعليم خطرٌ على بلادنا فقط، يجهل قوانين التاريخ؛ فحين يتوقف المعلم، لا يتوقف الدرس فقط، بل يبدأ جيل جديد في التشكّل، جيل ينشأ في فراغ، بلا علم، بلا قيم، بلا انتماء، ومن الفراغ يولد الغلوّ، وتتمدد شبكات العنف، ويُصبح الجهل سوقا خصبة لكل من يتربّص بالوطن والمنطقة شراً
أيها الأشقاء/ إن تراجع التعليم اليوم لن يُنذر بكارثة محلية فحسب، بل سيمتد أثره إلى خارج الحدود، ويُقوّض كل ما سعيتم لبنائه من أمن واستقرار. فالتنمية لا تُحمى بالجدران، بل بالوعي، والسلام لا يُصان بالبندقية وحدها، بل بالعقل المستنير، والمجتمع المتعلّم؛ فدعم الأكاديمي والمعلم هو استثمار في أمن الغد، وحماية لمستقبل الوطن، والمنطقة بأسرها.
ومن هذا المنطلق، ننصح قيادة التحالف العربي أن تُعيد النظر في أولويات دعمها، فتجعل من الإنسان وفي المقدمة الأكاديمي و المعلّم، محوراً حقيقيا، فلا لبرامج الإعمار والاستقرار قيمة لبنية تحتية دون عقل يُديرها، ولا مستقبل لبلد تُهمل فيه العقول، ويُجفَّف فيه نبع المعرفة وغليه فإننا:
1)نطالب دول التحالف أن تتحمّل مسؤوليتها كاملة أمام الله أولاً، الذي لا تخفى عليه خفايا الظلم والتقصير، ثم أمام قوانين المجتمع الدولي التي طالما رفعت شعارا الإنسانية، نطالبها أن تصغي لنداء ضمائرها، إن بقي فيها ما يستجيب، وأن تتذكّر أن التاريخ لا يرحم، وأن الأجيال القادمة ستقرأ وتُحاسب، وستسألكم أين كنتم حين كنا نحترق؟ إن الصمت لم يعد حياداً، والتخاذل لم يعد خفيّاً، وكل ساعة تمر دون موقف شجاع، هي دين في أعناقهم لن يُسقطه الزمن
2) لقد تدهور راتب الأستاذ الجامعي وأصبح يتراوح 200ألى 400 ريال سعودي نطالب بتدخل عاجل ومسؤول من قبل التحالف لدى الحكومة اليمنية يُنصف المعلمين والأكاديميين، ويُعيد للرواتب ما يحفظ الكرامة، ويضمن حياة تليق بمن يحمل أعظم رسالة حيث نطالب برفع الرواتب وتثبيتها بما يعادلها بالريال السعودي، وبحد أدنى 1000 ريال سعودي شهريا، فهذا أقل مما نستحق، وأكثر مما نملك أن نتحمّله بصمت
3) نناشد التحالف الضعط على الحكومة الشرعية لتلبية مطالب النقابات المختلفة والمتمثلة
أ) انتظام صرف الراتب من البند الأول إعادة الراتب إلى البند الأول
بعد هيكلتها بما يتوافق في المطلب 2 من هذا البيان
ب) معالجة شاملة لوضع المعينين أكاديمياً بما فيها توفير الشواعر الوظفية لغير الموظفين من المعينين أكاديمياً والإداريين الذين أفنوا سنين عمرهم وهم يزرعون أحلامهم في بحر التسويف والمماطلة٠
ج)صرف أراضي مخططات أعضاء هيئة التدريس وموظفي الجامعات عصل وعمران وحماية الحرم الجامعي لجامعة عدن والحرم الجامعي لجامعة لحج
د) تحسين الخدمات العامة المختلفة، ووضع معالجات لانهيار العملة وتعزيز الرقابة على الفساد ٠
كما نؤكد تايبدنا الكامل لمطالب كل النقابات الجنوبية والهيئة العسكرية ومنظمات المجتمع المدني الواردة في بياناتها المختلفة٠
إننا لا نطالب بعطايا، بل نُذكّر بشراكة قامت على الأمل، ونُنبّه إلى خطرٍ يقترب بصمت، فلتكن هذه اللحظة، لحظة وعي ومسؤولية فربّ موقفٍ عادل، يغيّر مصير أمة، ويكسب صاحبه شرف الوقوف إلى جانب الحقيقة في وقتٍ عزّ فيه الأنصاف ، أما من لا يسمع اليوم طلب الأكاديمي والمعلم فسيسمع غدا أثر الانهيار
صادر عن:
نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات الحكومية
عدن – أبين – لحج – شبوة
تاريخ الوقفة 14إبريل 2025م