عدن بين العتمة والانتظار.. أزمة الكهرباء تؤجج الغضب الشعبي

عدن بين العتمة والانتظار.. أزمة الكهرباء تؤجج الغضب الشعبي

قبل 10 ساعات
عدن بين العتمة والانتظار.. أزمة الكهرباء تؤجج الغضب الشعبي
الأمين برس/ تقرير / رامي الردفاني

مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تعود أزمة الكهرباء في العاصمة عدن لتفرض نفسها بقوة، محملة المواطنين بأعباء معيشية إضافية وسط عجز حكومي متواصل عن إيجاد حلول جذرية. انقطاعات الكهرباء التي تتجاوز 20 ساعة يوميًا أصبحت جزءًا مؤلمًا من الحياة اليومية، مما دفع السكان إلى البحث عن بدائل مؤقتة، رغم ما تفرضه من أعباء مالية مرهقة.

 

انقطاعات طويلة وسخط شعبي متصاعد

 

"لم نعد نحتمل هذا الواقع المؤلم"، بهذه الكلمات عبّر أحد المواطنين الغاضبين، مشيرًا إلى أن بقاءه في المنزل أصبح "كالجحيم" نتيجة الانقطاعات المتواصلة وتفاقم حرارة الصيف. ورغم الوعود المتكررة من السلطات بتحسين خدمة الكهرباء، إلا أن الواقع يؤكد أن الأزمة تزداد سوءًا عامًا بعد آخر.

 

الطاقة الشمسية.. خيار مكلف للمضطرين

 

أمام هذا الواقع، لجأ كثير من الأهالي إلى تركيب منظومات الطاقة الشمسية كحل اضطراري يخفف عنهم وطأة الانقطاعات، إلا أن الأسعار المرتفعة جعلت هذه الحلول محصورة في فئة القادرين فقط.

 

يقول أحد المواطنين الذين اضطروا للجوء إلى الطاقة الشمسية: "بعت جزءًا من أثاث منزلي لشراء منظومة طاقة شمسية، لكن الأسعار جنونية. كلما تفاقمت الأزمة ازداد جشع التجار، وسط غياب دور أجهزة الرقابة الحكومية".

 

في المقابل، يدافع بعض التجار عن أنفسهم، معتبرين أن ارتفاع الأسعار ناتج عن زيادة الطلب وتكلفة الاستيراد والشحن الدولي، إلى جانب الضرائب والرسوم الجمركية المرتفعة.

 

حكومة عاجزة ومشهد يتكرر

 

رغم تصاعد الاحتجاجات الشعبية والغضب في شوارع عدن، لم تقدم الحكومة اليمنية حتى الآن أي خطة واضحة لمعالجة الأزمة، مكتفية بالمراقبة من بعيد. ويرى سكان المدينة أن الحكومة تتعامل مع هذه المأساة بتجاهل مستمر، مما يزيد من حالة الاحتقان الشعبي.

 

يقول أحد سكان عدن بنبرة غاضبة: "كل عام نسمع نفس الوعود الكاذبة بتحسين الكهرباء، ولا شيء يتحقق. على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها بدلًا من ترك المواطنين يواجهون مصيرهم في ظل العتمة وجشع التجار".

 

حلول ممكنة.. ولكن أين الإرادة؟

 

يؤكد خبراء الطاقة أن الحلول متوفرة، لكنها تحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية، بدءًا بإصلاح محطات التوليد التقليدية، وتشجيع الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة بأسعار معقولة، مع كسر احتكار السوق الذي يرفع أسعار منظومات الطاقة الشمسية إلى مستويات لا يتحملها المواطن العادي.

 

عدن بين خيارين أحلاهما مرّ

 

حتى اللحظة، تبقى العاصمة عدن عالقة بين ظلام الانقطاعات وأعباء الطاقة البديلة المكلفة، فيما يترقب المواطنون خطوات جادة من حكومة ترهقها أزمات الفساد والفشل الإداري. ومع استمرار الأزمة بلا حلول ملموسة، يبقى المواطن العدني يدفع ثمن إهمال وتقصير حكومة تقف موقف المتفرج أمام معاناة شعبها.

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر