إسرائيل والحوثي.. قواعد اشتباك «محدودة» وصواريخ بلا دقة

إسرائيل والحوثي.. قواعد اشتباك «محدودة» وصواريخ بلا دقة

قبل 5 ساعات
إسرائيل والحوثي.. قواعد اشتباك «محدودة» وصواريخ بلا دقة
الأمين برس/متابعات

يحمل التصعيد بين إسرائيل والحوثيين في طياته تداعيات كبيرة إثر استهداف البنية التحتية المدنية، في وقت ظلّت فيه الأهداف العسكرية للطرفين بعيدة عن مسرح الاشتباك.

 

 

معادلة تثير القلق، بحسب خبراء، حيث احتكمت إسرائيل إلى «بنك أهداف محدود»، ما دفعها إلى ضرب أهداف سهلة ذات استخدام مزدوج (عسكري – مدني) كموانئ الحُديدة، ومطار صنعاء، ومخازن الوقود، ومحطات الكهرباء، وحتى مصانع الأسمنت.

 

في المقابل، اعتمدت مليشيات الحوثي على صواريخ ومسيرات بعيدة المدى ذات منشأ إيراني وتأثير محدود، ما جعلها تركّز على المناطق المدنية كمطار بن غوريون وميناء إيلات، وتتجنب الأهداف العسكرية.

 

وفي ظل حصار جوي وبحري يفرضه الطرفان، برز تصريح لوزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الجمعة الماضي، توعّد فيه زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي بالملاحقة والقتل.

 

واعتبر خبراء يمنيون أن هذا التهديد «مؤشر على أن إسرائيل باتت تملك بنك أهداف حسّاسًا يتعلق بقادة الحوثيين بعد أكثر من 18 شهرًا»، فيما قلّل آخرون من أهميته، واعتبروه مجرد «تهديدات إعلامية»، نظراً لتموضع اليمن ضمن جبهة بعيدة ذات جغرافيا معقّدة وصعبة.

 

قواعد اشتباك ضرورية

يرى رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، عبدالستار الشميري، أن «الاشتباك بين مليشيات الحوثي وإسرائيل يخضع لمدى فعالية الصواريخ الإيرانية، وقدرات السلاح الإيراني الذي تمتلكه المليشيات، مقابل بنك الأهداف المتوفر لدى الإسرائيليين».

 

وأوضح الشميري في حديث لـ«العين الإخبارية» أن «الصواريخ التي تملكها مليشيات الحوثي بلغت أقصى مدى لها، ويتمثل ذلك في الوصول إلى إسرائيل وإحداث شظايا، أو السقوط في حفرة، أو التسبب بضجيج إعلامي».

 

وأكد أن «90%من صواريخ الحوثيين تسقط في الجو، ولا تصل إلى أهدافها بدقة، وهذه هي أقصى قدرة للسلاح الإيراني الموجود بحوزتهم، لذا فهم محكومون بقواعد اشتباك ضرورية فرضتها محدودية القدرات».

 

وفيما يتعلق بالرد الإسرائيلي، أوضح الشميري أن «الرد عاصف ويستهدف البنية التحتية، لأنها ضمن بنك أهداف محدود، وليست أهدافًا ذات قيمة تتعلق بقادة الحوثيين أو بمخازن تسليح نوعية».

 

وأضاف أن إسرائيل «تفضّل اصطياد الأهداف السهلة التي لا تتطلب جهدًا استخباراتيًا كبيرًا، مثل البنية التحتية، وتظن أن استهدافها سيؤلم الحوثيين، في حين أن الحوثيين قد لا يعيرون ذلك أهمية كبرى، وبالتالي فإن قواعد الاشتباك مفروضة بالضرورة على الطرفين، لا أكثر ولا أقل».

 

وأشار إلى أن «هذه القواعد قد تتغيّر من الجانب الإسرائيلي إذا ما تمكن من التقاط اتصالات تخص قيادات حوثية أو مخازن أسلحة أو صواريخ أو منصات إطلاق. حينها، قد يبدأ التحوّل إلى هذا الاتجاه، وهذا مرهون بقدرات إسرائيل الاستخباراتية».

 

وحول تهديد إسرائيل باغتيال زعيم الحوثيين، قال الشميري إن «الاستخبارات الإسرائيلية فائقة الكفاءة بالفعل، لكنها لن تستطيع تكرار ما حدث مع حزب الله في لبنان، ضمن مساحة صغيرة، على الحوثيين الذين يتمركزون في جغرافيا واسعة ومعقدة مثل اليمن».

 

وأضاف: «هذه الفوارق الجغرافية أوجدت صعوبات حتى أمام الأمريكيين والإسرائيليين في اصطياد قيادات حوثية أو ضرب منصات صواريخ تعمل بالوقود الصلب، وهي متحركة وليست ثابتة».

 

إسرائيل تراهن على الوقت

من جهته، أيّد الباحث السياسي يعقوب السفياني ما ذهب إليه الشميري، قائلاً إن «إسرائيل تراهن على مسألة الوقت لبناء بنك أهداف استخباراتي كافٍ حول الحوثيين، على غرار ما فعلته في لبنان ضد حزب الله».

 

وقال السفياني لـ«العين الإخبارية» إن «إسرائيل تملك بنك أهداف حقيقية، وتطمح لتكرار تجربة لبنان في اليمن، لكن ذلك ما يزال في إطار التهديدات الإعلامية، وإن حمل مؤشرات على امتلاكها بيانات دقيقة عن قادة الحوثيين».

 

وأضاف أن «تفوق إسرائيل على حزب الله جاء بعد استثمارها الطويل في لبنان منذ عام 2006، بخلاف الحوثيين، الذين بدأت إسرائيل تشكيل وحدة استخباراتية خاصة لرصدهم منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ولا تزال اليمن بيئة جديدة بالنسبة لها، وتحتاج وقتًا أطول لجمع معلومات استخباراتية كافية».

 

وأكد أن «تهديد إسرائيل باغتيال عبدالملك الحوثي ينبع من رمزيته الكبيرة لدى المليشيات، باعتبارها جماعة دينية، ولو تمّت تصفيته فستكون تلك أكبر نكسة للحوثيين، حتى إن حاولوا إظهار عكس ذلك».

 

واستدرك قائلًا: «لكن لا أعتقد أن إسرائيل تعرف، في الوقت الحالي، مكان اختباء زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، ولو كانت تعرفه، لتحركت فورًا لتحييده».

 

اشتباك منفلت

وفيما يخص قواعد الاشتباك بين الحوثيين وإسرائيل، يرى السفياني أن «الطرفين تجاوزا القواعد المتعارف عليها دوليًا، مع فارق القوة الهائل بين مليشيات الحوثيين وإسرائيل كدولة متقدمة».

 

وأوضح أن «الطرفين يعتمدان سياسة الضربات والردع الرمزي، فالحوثيون استهدفوا منذ البداية سفنًا مدنية بزعم ارتباطها بإسرائيل كليًا أو جزئيًا، كما استهدفوا مطار بن غوريون المدني في تل أبيب».

 

وفي المقابل، «ردّت إسرائيل بعنف، وقصفت موانئ الحُديدة، ومطار صنعاء، وأهدافًا مدنية أخرى، ما يبرهن على أن قواعد الاشتباك بين الطرفين غير منضبطة ومنفلتة، وتتركز على البُعد الرمزي والضغط الإعلامي، الأمر الذي يجعل المدنيين الضحية الأولى»، بحسب وصف الباحث اليمني.

 

* العين الإخبارية 

 

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر