السابع من يوليو ذكرى اجتياح الجنوب

السابع من يوليو ذكرى اجتياح الجنوب

قبل 4 ساعات
لقد شكل هذا اليوم بأهواله وآلامه وملامحه المفزعة الموحشة بداية مرحلة من المستحيل أن تمحى من ذاكرة الأرض والإنسان في الجنوب الذي عايش تفاصيلها لحظة بلحظة ، نعم لقد انكسر الجنوب في هذا اليوم وهزم وسلب منا وطن بكامل جغرافيته وسيادته ،الوطن الذي نشأنا على أرضه وتربينا على محبته والتضحية من أجله ولأجله بكل ما نملك، وهذه القيم والثوابت الوطنية كانت منهج الحياة ودستورها لدرجة إن إصرارنا على النجاح والتفوق إنما كان نابع من إيماننا العميق بأنها الوسيلة التي نستطيع من خلالها أن نبني وطنا ونطوره لنحافظ على تاريخه ونصنع حاضره ومستقبله المشرق فنضاهي به الأمم . لقد كنا نرى وطنا بعييد المنال لأي غازي أو طامع أو محتل،وحينما انجرفنا نحو وحدة السراب إنما فقط لأننا أردنا أن نبني وطن كبير فيرتقي ليرتقي الإنسان وتصان كرامته وتحقق رفاهيته فيزداد زهواً وتألقاً بين شعوب الأرض. أيعقل إن ذلك الوطن قد انهزم وسلب منا وتم اغتياله بكل مافيه ،نعم فالجنوب منذ ذلك اليوم لم تشرق شمس الكرامة على أرضه بل خيم ظلام الظلم والبطش والسلب والنهب والإقصاء ،والقتل بدم بارد لأبنائه ليعاملوا كمواطنين من الدرجة السادسة ويطردوا من وظائفهم وتمارس ضدهم سياسة تدميرية لتقتل فيهم كل معاني العزة والكرامة وتشردهم في مختلف بلدان العالم هروباً من واقعهم الموجع على أحب أرض إلى قلوبهم . يالمرارة هذا التاريخ الذي كلفنا الكثير فقد نهش الجنوب بين المؤآمرات والخذلان فلم تعد عدن تبتسم كما كانت باسمة ،ولا الضالع تنام مطمئنة ،ولا شبوة تغفو بلا نوم ،ولاأبين تأمن مكر الإرهاب ،أما حضرموت فقد كان مصابها جلل فقد حولوا أرض الفن والأدب والتاريخ إلى مرتع لمعسكرات الظلام ... وعند تكرار الاجتياح الذي كان امتداد لحرب صيف ١٩٩٤م في العام ٢٠١٥م تصدى أبناء الجنوب للحوثي وأوقفوا مشروع إيران ،فقدموا آلاف الشهداء للدفاع عن الأرض والعقيدة. ولكن بدلاً من أن يكافأوا بالحرية ،حوصروا بالخدمات ،وسيست سبل عيشهم ،ليرغموا على قبول الوحدة القاتلة التي ارتكبت في حقهم أبشع المجازر الوحشية التي لم تبقي ولم تذر وخير شاهد مجازر العزاء التي لم تحترم حتى حرمات الموت وغيرها الكثير من الأمثلة التي تعبر عن مدى الاستوحاش الذي مارسة نظام الوحدة القبيحة. نحن لانكره الشمال بل نكره الظلم الذي جاء منه والخذلان الذي رافقنا كلما طالبنا بحقنا . لقد صمت الجنوب طويلاً ليس ضعفاً إنما صبراً ،وللصبر حدود ينفذ وها قد نفذ ،فصرخة أبنائه لن تبقى مكتومة ،وإن أدار العالم عنها وجهه ،لأن التاريخ لن ينسى والحق لا يموت ،فنحن شعب كتب تاريخه بالدم ،وصبره بالألم ، سيواصل خطاه نحو الوصول إلى حقه في استعادة دولته بحدود ماقبل ٢٢مايو ١٩٩٠م ليستعيد الحياة والكرامة إيماناً منه بأن صوت الحق هو صوت من لايُهزم .

التعليقات

الأكثر قراءة

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر